ما هي محدودية عمل الإنسان في مجال السيطرة على الطقس؟

اقرأ في هذا المقال


محدودية عمل الإنسان في مجال السيطرة على الطقس:

حاول الإنسان من البداية أن يسيطر على بعض الظواهر الجوية، إما لابتعاد عن أخطارها أو للاستفادة منها بأكبر قدر ممكن وقد حقق بعض النجاحات، كما أخفق في البعض منها ويعود الإخفاق إلى عدم استطاعة الإنسان الكشف عن الأسرار الكاملة لبعض هذه الظواهر، فقد عبد الإنسان بعض هذه الظواهر في القدم ظناً منه أنه بهذه الطريقة يستطيع أن يخفف من أخطارها أو يمنع حدوثها.
أما الأن، فإن الإنسان استخدم طريقين: الأول محاولة تعديل الظاهرة لتقليل الآثار السلبية الناتجة عنها، الثاني هو محاولة التنبؤ بالظاهرة قبل حدوثها وذلك في محاولة لتقليل الخسائر البشرية التي قد تنجم عنها، فقد بذل الإنسان جهداً لسيطرة عليه، إلاّ أنه حقق نجاحات محدودة في هذا المجال، لأن ظواهر الطقس أكبر من أن يستطيع السيطرة عليها، وفيما يأتي عرض لأهم هذه المحاولات:

  • تعديل الطقس والمناخ: ترجع المحاولات في هذا الجانب إلى قدم الإنسان نفسه، فالبحث عن مسكن يقي الإنسان من تقلبات الجو ومن ثم التطور إلى اختيار التصميم الملاءم للمسكن لكي يتلاءم مع معطيات مناخ المنطقة حتى يوفر له أكبر قدر من الراحة، من محاولات الإنسان الأولى، كما استخدم الإنسان الملابس لتقيه من تقلبات الجو، ثم تطورت إلى تنوعها لتلاءم اختلاف الفصول، واختلاف المناخات.
    واستطاع الإنسان أن يحقق نجاحات كبيرة لتعديل المناخ في المجال الزراعي، الصناعي، وبخصوص شعور الإنسان بالراحة، كل هذه المحاولات استخدمت طريقة توازن الفعل مع الظاهرة لتجنب أضرارها، وفيما يلي استعراض لمحاولات الإنسان في هذا المجال:
    • السكن والملابس: استخدم الإنسان الكهوف لتقيه من تقلبات الجو والحيوانات المفترسة، كما استخدم جلود الحيوانات لتقيه من البرد، تطورت هذه العملية إلى بناء البيوت والاستعاضة عن جلود الحيوانات بالأقمشة، فعندما بدأ الإنسان بالانتشار والتعرف على مناخات جديدة عمل جاهداً على إيجاد مسكن يتلاءم والظروف المناخية الجديدة، حيث يوفر له أكبر قدر ممكن من الراحة.
      لذلك نجد أن تصميم هذه المساكن اختلف بين مكان وآخر، وهذا تعبير عن محاولات الإنسان التكيف مع المناخ الذي يعيش فيه، فاستخدام القش من قبل سكان المناطق المدارية والطين من قبل سكان المناطق الصحراوية، البيوت المغلقة من قبل سكان المناطق الباردة كلها تعبير عن التلاؤم الجيد مع مناخ المنطقة.
      فقد وجد أن بيت الاسكيمو المبني من الثلج والمغلف بجلود الحيوانات من الداخل يجعل هذا البيت ترتفع فيه الحرارة 26 درجة مئوية أكثر من درجة حرارة المنطقة المحيطة بالبيت، كما أن اتجاه الإنسان الحديث لتقليد الطراز الغربي في البناء جعل من غير الممكن السكن في البيوت الحديثة من دون استخدام وسائل التدفئة والتبريد.
      أما الملابس فهي الأخرى استخدمها الإنسان كوسيلة لتعديل المناخ المحيط به، فقد استخدم سكان المناطق الحارة الأقمشة القطنية الخفيفة واللون الأبيض لتخفيف وطأة الحرارة على جسمه، أما سكان المناطق الباردة فقد استخدموا الملابس الصوفية والألوان الغامقة لحفظ درجة حرارة الجسم ولتوفير أكبر طاقة ممكنة للجسم.
      كما اختلفت الملابس في المناخ الواحد في الفصول المختلفة، ففي المناطق ذات المناخ المتقلب استخدم الإنسان الملابس الخفيفة ذات الألوان الفاتحة في فصل الصيف، بينما استخدم الملابس الصوفية ذات الألوان الغامقة في فصل الشتاء، في اكتشاف ما يريحه سواء بابتكار التصميم الملاءم له لقد نجح الإنسان كثيراً في المسكن أو اختيار نوع الملابس الملاءمة لمناخة.
      إن تنوع الأزياء بين المجتمعات المختلفة هي دليل على اختيار الإنسان لما يلاءم طقس المنطقة، أما التقليد الحديث لنوع الملابس فهو مخالف لطبيعة البيئة التي يعيش فيها الإنسان، فالبدل الرسمية التي شاع استعمالها في مناطق العالم المختلفة لا تتلاءم مع البيئات المختلفة، نلاحظ أن الملابس الشعبية هي أكثر راحة للإنسان منها، ممَّا يدل على أن الملابس الشعبية تم اختيارها بعناية كبيرة وعبر تجارب عديدة توصل الإنسان من خلالها إلى أن هذا الزي هو الأكثر ملاءمة لبيئته ونفس الشيء ينطبيق على المساكن.
  • الزراعة: تراوح عمل الإنسان في هذا المجال بين استخدام الري لتعويض النقص في كمية الأمطار الساقطة، إلى تعديل شدة الرياح، إلى تغطية الحقل ببقايا النباتات، وإلى تخفيف أثر الانجماد، استخدم الإنسان الري قبل 5000 سنة، حيث ظهرت أولى الاستخدامات في حضارة وادي الرافدين ووادي النيل، الري هو توفير المياه للنباتات في فترة انقطاع سقوط الأمطار، أو في حالة عدم توفرها بهذه الطريقة عدل الإنسان مناخ المنطقة المحيطة بالنبتة ممَّا مكنها العيش.

شارك المقالة: