مظاهر الحت الريحي:
ينتج عن الحت الريحي مجموعة من أشكال الأرض التي تتنوع وتختلف في خصائصها من مكان لآخر، وفقاً للمُعطيات المُناخية والصخرية السائدة. ومن أبرز أشكال الأرض الناتجة عن الحت الريحي ما يلي:
- الحماد أو الرق: وهو عبارة عن أسطح حصوية مُعتدلة الانحدار أو شبه مستوية، حيث تتكوَّن من طبقة أو طبقتين من الحصى تُوضع فوق طبقة من الرواسب الناعمة ( غرين وطين)، يتراوح سُمكها ما بين بضعة سنتيميترات وأمتار. ويكون ترتيب الحصى متناسقاً مع أشكاله وأحجامه ومتلاسقاً جنباً إلى جنب، بحيث يصبح شبه خالي من أي غطاء نباتي؛ ممّا يقلل من تسرب الماء إلى أسفله.
وغالباً ما يكتسب سطحه العلوي اللون الداكن بتأثره بعملية الأكسدة؛ ممّا يدل على تجنب عملية الانجراف المختلفة، إمّا بسبب كبر أحجامه أو لوقوعه فوق الحواجز أو في ما بين الأقنية المائية، كذلك تمتاز الحماد بنعومة سطحها الأعلى بفعل تعرضها للكشط الريحي لفترة زمنية طويلة، أمّا مساحتها فتتراوح ما بين بضعة أمتار مربعة إلى عدة مئات من الهيكتارات.
يرتبط انتشار أسطح الحماد في الأراضي الجافة بعمليات التجوية، الترسيب النهري، الحت الريحي (ككشط وتذرية) كذلك بأنواع صخرية وظروف مناخية مناسبة. ويمكن توضيح دور هذه العوامل من خلال تفسير تطور أسطح الحماد في الأردن.
ففي البادية الشمالية والوسطى في الأردن تمتد أسطح الحماد بشكل متواصل، أو متقطع لعشرات الكيلو مترات المربعة فوق أراضي متموجة، لكنها بعيدة عن الأقنية أو الأودية. ويتكون حصى الحماد من صخر الصوان الذي يمثل بقايا طبقات صخرية كانت متوضعة أسفل طبقات متتالية من الصخر الجيري.
ويعتقد أن طبقات الصخر الجيري كانت متوضعة أسفل طبقات متتالية من الصخر الجيري. ويُعتقد أن طبقات الصخر الجيري قد تعرَّضت لعمليات هدم مختلفة خاصة خلال الفترات المُناخية الرطبة الغابرة؛ ممّا خلف طبقات صخر الصوان خاضعة للتجوية الميكانيكية والكيماوية.
وقد عملت الجريانات المائية السطحية والرياح على حد سواء على إزالة بقايا الطبقات الصخرية الجيرية، بينما بقي حصى الصوان في مكانه مشكلاً أسطح الحماد. ومن ناحية أخرى وفي وادي عربة في جنوب الأردن تنتشر أسطح الحماد في بقع محدودة المساحة، فوق أسطح المراوح الفيضية التي تتكون من تربسات غرانيتية.