نظريات تفسير حدوث ظاهرة النينو:
يوجد هناك نظريات عديدة حاولت أن تفسر حدوث ظاهرة النينو، نجملها بما يأتي:
- نظرية تراخي وخمول الرياح التجارية: الرياح التجارية في غرب أمريكا الجنوبية لا تتحرَّك بنفس القوة دائماً، إنما هناك فترات تضعف فيها قوة هذه الرياح. وإن ضعف قوة الرياح ينتج عنه ضعف في إزاحة الماء الدافئ السطحي قرب سواحل بيرو؛ ممّا يؤدي إلى تسخين عالي للمياه، حيث ينتج عنه انخفاض في الضغط فوق المياه، كما أن هذا الضعف يؤدي إلى انعدام القوة التي تعمل على حجز المياه الدافئة على سواحل آسيا؛ ممّا يسمح لهذه المياه الدافئة بالانسياب شرقاً باتجاه ساحل أمريكا الجنوبية الغربي.
- دورة ولكر والتذبذب الجنوبي: هي نظرية تفسر سبب تراخي الرياح التجارية، كما أن اختلاف الضغط بين كل من الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية والساحل الشرقي لآسيا، حيث يوضح سبب نشاط الرياح التجارية. وإن اختلاف هذا الضغط يؤدي إلى ضعف هذه الرياح وانقطاعها، فالتغيير الحاصل في دورة ولكر نتيجة التذبذب الجنوبي يؤدي إلى تغيير هبوب الرياح فتصبح غربية بدلاً من شرقية؛ ممَّا يؤدي إلى دفع المياه من سواحل آسيا إلى سواحل أمريكا الجنوبية وبذلك تبدل المياه الباردة على تلك السواحل بمياه دافئة تمنع تصاعد الماء من الأ،سفل فتقتل الأسماك لقلة المواد الغذائية المتوفرة.
- اختلاف في موازنة الطاقة المحلية بسبب تقدم اضطرابات من النصف الشمالي: يقترح العالم ليتو أن انتقال الاضطرابات من النصف الشمالي عبر خط الاستواء بين وقت وآخر، قد يكون هو العملية التي تعمل على إطلاق العملية برمتها، حيث أن تزايد نزول الأمطار على سواحل الإكوادور وبيرو الجافة يؤدي إلى استهلاك كمية كبيرة من الطاقة لتبخير الماء من التُربة. وإن استهلاك هذه الطاقة يؤدي إلى تقليل الطاقة المخصصة للتوصيل الجاف؛ ممَّا يؤدي إلى ضعف الرياح ذلك بسبب قلة التباين في درجات الحرارة. وضعف الرياح يقلل من تصاعد الماء البارد من الأعماق؛ ممَّا يؤدي إلى انقطاعه بسبب انتشار المياه الدافئة من شمال خط الاستواء. وإن وجود الماء الدافئ قرب السواحل ينشط التبخر ويساعد على زيادة سقوط الأمطار.
- حوادث مؤثرة على الطقس: يمكن لأية ظاهرة مؤثرة على الطقس أن تحول الحالة إلى شيء ملاءم لبدء النينو، فمثلاً انفجار بركان أو أي ظاهرة طقسية من خارج المنطقة قد تؤثر على كمية الإشعاع الشمسي الواصل؛ ممَّا يؤثر على الدورة العامة للرياح. وللنينو تأثيرات طقسية مباشرة وغير مباشرة. وتؤثر ظاهرة النينو على زيادة الأمطار وارتفاع الحرارة على ساحل بيرو والإكوادور؛ ممَّا يؤدي إلى فيضانات عندما تكون الظاهرة شديدة.