الكوارث الأرضية:
خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر كانت نظرية الكوارث تُشكّل الفلسفة السائدة التي تفسر حركيَّة الأرض. وباختصار فإن المؤيدين لهذه النظرية يعتقدون بأن تغيّر سطح الأرض يتم عن طريق كوارث هائلة. فالملامح المتمثلة في الجبال والأخاديد التي نعرف اليوم أنها تأخذ وقتاً طويلاً لتتكون. وكانت تُفسّر على أنها نشأت عن طريق كوارث عالمية مفاجئة بمسببات غير معروفة. ولم تعد مثيلاتها تحدث في الوقت الحاضر.
وهذه الفلسفة هي محاولة للربط بين معدلات التغير التي تطرأ على القشرة الأرضية والأفكار السائدة آنذاك حول عُمر الأرض، فقد أعلن القسيس جيمس أشر سنة 1654 أن عُمر الأرض هو 6000 سنة تقريباً، حيث أنها خُلقت سنة 4004 قبل الميلاد. وقد أعلن قسيس آخر بالتحديد أن الأرض قد خلقت عند الساعة التاسعة صباحاً من يوم 26 أكتوبر سنة 4004 قبل الميلاد.
كما لخصت العلاقة بين عُمر الأرض ونظرية الكوارث بأن حقيقة أن الأرض مرّت بأحداث متعددة وأنها شهدت تغيرات فظيعة خلال تاريخها الغامض. وهذا أمر واضح تماماً لكل عين فاحصة، لكن تجميع هذه التغيرات في فترة قصيرة تعد بآلاف السنين قد تحتاج إلى فلسفة تناسب المقام وهذه الفلسفة على التغيرات العنيفة والمفاجئة.