قلعة إجسكوف الأثرية في الدنمارك

اقرأ في هذا المقال


“Egeskov Castle” وتعتبر واحدةً من أفضل القلاع المحفوظة في شمال أوروبا، حيث تتميز بأسلوبها المعماري القوطي، كما تعد واحدةً من أشهر مناطق الجذب السياحي في الدنمارك، ولا تزال موطناً للكونت وعائلته.

قلعة إجسكوف

وهي عبارةً عن منزلٍ ريفي غير محصن في القرية في القرن الرابع عشر الميلادي، حيث تم تحويل “Egeskov” إلى معقلٍ شديد التحصين من قبل “Frands Brockenhuus”، وتم الانتهاء من العمل في عام 1554، والنتيجة هي واحدةً من أفضل قلاع عصر النهضة المحفوظة في شمال أوروبا اليوم، وتم تشييد المبنى على جانبي الانتقال من أسلوبٍ معماري مميز إلى آخر، ويتميز بعناصر من العقلية الرصينة للفترة القوطية المتأخرة، فضلاً عن شرطات نظام عصر النهضة.

تم بناء قلعة “Egeskov” داخل بحيرة صغيرة يصل عمقها الأقصى إلى 5 أمتار، وهيكلها مدعوماً بأعمدة من خشب البلوط، وتقول الأسطورة أن غابة كاملة من خشب البلوط لبناء أساساتها، واسم “Egeskov”، باللغة الدنماركية، يعني “غابة البلوط”.

المعالم الأثرية في قلعة إجسكوف

1. حديقة إجسكوف

تم تصميم حديقة إجسكوف من قبل نيلز كراج الأصغر، بين عامي 1722 و 1740، كمصدر إلهام، حيث أخذ المهندس المعماري حدائق قلعة فريدريكسبورج وكذلك قصر فرساي، على بعد بضعة كيلومترات من باريس، ويتم فصل مناطق الحديقة المختلفة بالمياه حول القلعة، ولكن أيضاً بواسطة النباتات والتحوطات التي تصل إلى ارتفاعاتٍ تصل إلى ثمانية أمتار.

تعني زيارة هذه المساحة الخضراء استعادة ما يقرب من ثلاثة قرون من التاريخ، مع التحديثات الضرورية التي وصلت، وأعيد فتح الحديقة للجمهور بعد تجديد كبير في عام 1962، ومنذ ذلك الحين كانت مساعدة قيمة لقطاع السياحة في الجزء الجنوبي بأكمله من جزيرة فين.

2. الدور الأرضي وقاعة الصيد

توجد غرفتان مفتوحتان للزوار في الطابق الأرضي من قلعة إجسكوف، أشهرها قاعة الصيد، حيث تحتوي هذه الغرفة على سلسلةٍ كبيرة من جوائز الصيد المعلقة على الجدران، بالإضافة إلى جلود الحيوانات مثل: جلد الأسد، المعروضة بالكامل، كما لا يوجد نقص في الأسلحة، مثل الرماح المعلقة على الحائط الأيمن، حيث تكاد الرؤوس المحشوة تلقي بظلالها على ديكور غرفة الصيد، وتم استخدام هذه الغرفة من قبل الكونت جريجرس أهلفلدت لارفينج بيل، الذي عاش من عام 1905 إلى عام 1985، كدراسةٍ شخصية، وهذه الحيوانات الموجودة على الجدران هي هدايا تذكارية مروعة من رحلاته بين عامي 1930 و 1950، وله عدة جوائز مثل: جائزة الطول الاستثنائي (90 سم) لقرون الأمبالا التي تمكن من قتلها.

من غرفة الصيد، يمكن الدخول إلى الغرفة الصفراء التي تتميز بأسلوب الباروك المتأخر، وفيها هنا تكون البيئة أكثر سرية بلا ريب، حيث يعود تاريخ هذه الغرفة إلى النصف الأول من القرن الثامن عشر، كما يتضح من الأثاث الغالي على طراز لويس السادس عشر، ومعظم العناصر الظاهرة فيها كانت هدايا تلقتها جيسي بيل براهي في حفل زفافها عام 1875، كما تحتوي هذه الغرفة على ثريا خاصة مليئةً بالشموع، لأنه لا تصل الكهرباء إلى هنا وتضاء عند استخدام الغرفة في المساء ومن الغريب أيضاً الساعة الفيينية التي تحتوي على آلةٍ موسيقية صغيرة داخل إطارها، حيث تم تزيين الأبواب المؤدية إلى الغرفة بغطاءٍ من أوراق الذهب.

3. الطابق الأول وقصر تيتانيا

يمكن زيارة الطابق الثاني من قلعة “Egeskov” بالكامل باستثناء غرفة واحدة، حيث كان الطابق بأكمله يستخدم سابقاً كمخزن للحبوب، قبل أن تعيده الكونتيسة نوني إلى مجدها السابق في عام 1975، وأكبر غرفة هي قاعة الولائم، حيث تم تزيين الجانب الأيسر من قاعة الولائم بلوحاتٍ قماشية كبيرة تستنسخ صور الأدميرال نيلز جويل وزوجته مارغريت أولفيلدت، التي أكملها رسام البلاط الملك فريدريك الرابع، وتكمن خصوصية هذه اللوحات هي أنه عند النظر إليها، قد يبدو أن أعينهم تتبعك في جميع أنحاء الغرفة، وكذلك طرف أحذيتهم.

غرفة أخرى مهمة في قلعة “Egeskov” هي الغرفة التي يوجد بها قصر تيتانيا، وهي دمية ضخمة، تم الانتهاء من بنائها في عام 1922، وهذا العمل مصنوعاً بالكامل من الخشب بواسطة الرسام الإنجليزي السير نيفيل ويلكينسون، الذي صنعه لابنته جويندولين التي طلبت منزلاً للجان الصغار الذين عاشوا فيها، وتطلب قصر تيتانيا خمسة عشر عاماً من العمل ومساعدة بعض الحرفيين الأيرلنديين، وفي الغرف المرئية على الجوانب الأربعة الطويلة لبيت الدمى، يمكن عد أكثر من ثلاثة آلاف قطعة وأشياء من جميع أنحاء العالم، مما يزيد فقط من قيمة هذا العمل، المملوك من قبل “Lego” الذي أعاره إلى القلعة.

4. العلية والرجل الخشبي

وهي عبارةً عن مساحةٍ دافئة تتميز بالعوارض التي تدعم هيكل السقف، حيث تعطي هذه العوارض الحاملة، المصنوعة من خشب البلوط، فكرةً واضحةً عن كمية الخشب التي تم استخدامها في بناء القلعة، كما تعرض العلية بأكملها مجموعة من الألعاب التاريخية من القرن التاسع عشر، إلى جانب معرض للأواني المنزلية التي تمتد لعدة أجيال، من مجموعات الخزف إلى الأواني الزجاجية، مروراً بقوالب الهلام والآيس كريم.

أهم قطعة محفوظة داخل علية قلعة إجسكوف هي الرجل الخشبي المرتبط بأسطورةٍ مروعة؛ إذا تم إزالة التمثال الصغير من وسادته الموضوعة أسفل عوارض السقف مباشرة، فسيؤدي ذلك إلى انهيار القلعة في البركة ليلة عيد الميلاد، وخوفاً من هذه النبوءة، رفضت العائلات السابقة التي عاشت في القلعة الاحتفال بعيد الميلاد هنا، ومع ذلك، يحتفل المالك الحالي بعيد الميلاد هنا، ويتناول الطعام في قاعة الولائم، لكنه يعد وعاءا من الأرز باللبن للرجل الخشبي.

5. حديقة النهضة

على الجانب الآخر من القلعة تقع حديقة النهضة، والتي لها تأثيراً قوياً ويتم ربطها بالقلعة نفسها من خلال الجسر المتحرك المهجور، ويعود التصميم الحالي للحديقة إلى عام 1962 من قبل البستاني الفرنسي فردينان دوبرات، كما تحترم هذه المساحة الشرائع الكلاسيكية لعصر النهضة ولها محور مركزي، توجد على طوله نوافير وحصى ملون يحدد تصميم الحديقة وأشجار خشب البقس، مقطعةً إلى أشكالٍ متنوعة مثل: الأهرامات واللوالب وحتى السناجب.

6. حديقة الراحة

على الرغم من قربها من القلعة، فهي مخفية بعض الشيء، وهي مغطاة بالتحوطات العالية التي تحميها، حيث ترحب الحديقة الهادئة المنعزلة والسرية بالزوار الذين يرغبون في أخذ قسط من الراحة أثناء زيارتهم لقلعة “Egeskov” ومنتزهها الكبير، بعيداً قليلاً عن صيحات الأطفال الذين يلهون في الملعب.

7. معرض السيارات والطائرات التاريخية

وهو معرض استثنائي للسيارات والطائرات التاريخية، تأسس في عام 1967 ويضم مجموعة استثنائية من الطائرات والمركبات، حيث تترك الطائرتان اللتان تهبطان من السقف انطباعاً عند دخولهما الفضاء.

المركبات الطائرة المعروضة على الأرض والمثبتة بالسقف، تتكون من ثماني طائرات وطائرة هليكوبتر واحدة، تمتد على مدى حوالي خمسين عاماً، حيث يمكن على الأرض رؤية مجموعة من السيارات الكلاسيكية، حوالي خمسين منها تتراوح من الثمانينيات إلى القطع المبكرة من أواخر القرن التاسع عشر، وأقدم قطعة هي مركبة تعمل بالبخار من عام 1899، ولا تزال صالحةً للعمل.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: