يقع متحف السويداء الوطني في مدينة السويداء في سوريا، ويلخص المتحف تاريخ منطقة البازلت الأسود القاسي، الغنية بآثارها التاريخية، وآثارها المتنوعة على مر العصور، والتي تعتبر مثالاً فريداً على ذلك، والمتاحف التاريخية القديمة التي تزخر بها سوريا، كما يتميز المتحف بموقعه وعمارته والمواد التي غطت جدرانه وهو “البازلت الأسود” المحلي الذي يميز طبيعة المنطقة البركانية.
الحديقة المحيطة هي متحف آخر في الهواء الطلق، حيث إن محتويات المتحف عبارة عن منحوتات حجرية بازلتية، وأدوات حجرية، وصوان، ولوحات من الفسيفساء النادرة، إذ أنها تمثل مشاهد أسطورية يونانية وأواني فخارية وزجاجية ومجموعة مجوهرات وأحجار كريمة، بالإضافة إلى مجموعة مهمة من الذهب والعملات البرونزية والنحاسية تعود إلى عصور العرب الأنباط والعهود العربية الرومانية والبيزنطية والإسلامية.
لمحة تاريخية عن متحف السويداء الوطني:
تقع مدينة السويداء مركز المحافظة إلى الجنوب من العاصمة السورية دمشق بحوالي 105 كم، حيث عُرفت في عصر العرب الأنباط باسم صعدة؛ أي المدينة السوداء بسبب طبيعتها البركانية وأحجارها السوداء، وكتكريماً سنوياً لإله النبيذ، ديونسياس، في أغسطس من كل عام، وفي العصر البيزنطي، أصبحت المدينة مركزًا مهمًا للحج المسيحي.
تأسيس متحف السويداء الوطني:
تأسس متحف السويداء في بداياته الأولى في الهواء الطلق على الجانب الجنوبي من المقر الحكومي الحالي، حيث كانت القطع الأثرية والأشياء التي تشكلت منها قليلة، وذلك ما بين 1923-1925، كما تم نقله إلى أكثر من منزل، حتى استقر لفترة طويلة داخل قاعة كبيرة أبعادها 27 * 13 متر تابعة للمنزل الحكومي من الجهة الشمالية، حيث كانت هذه القاعة دار سينما إبان الاحتلال الفرنسي، كما أصبحت الحاجة إليها ماسة كمتحف، خاصة بعد اكتشاف اللوحات الفسيفسائية عام 2201 في الشهباء وضرورة نقلها للحفاظ عليها.
إلى جانب ذلك فقد تبرع المواطنون الذين يعيشون في جبل العرب بمنحوتاتٍ بازلتية، وبذلك تكونت بالفعل نواة متحف السويداء، كما أصدر موريس دونان وجوزيف مسكل دليلين كتبوا عنه خلال السنوات (1934 – 1944) ، وأصدر السيدان حسن حاطوم وجان ماري دنزر دليلين باللغتين العربية والفرنسية خلال السنوات (1990-1991).
تم نقل المتحف إلى مبناه الحالي الذي أنشئ عام 1990 للميلاد وذلك برعاية الرئيس حافظ الأسد، والذي كان نائباً عن السيدة نجاح العطار وزيرة الثقافة آنذاك، كندوة دولية حول تاريخ و آثار محافظة السويداء، كما تم بناء متحف السويداء الوطني على عقار تبلغ مساحته (5200) متر مربع ويتكون من بدروم ودوّر بمساحة إجمالية (4650) مترًا مربعًا، مع حديقة حول المبنى بمساحة (3650) مترًا مربعًا وكان مكسو من الخارج بحجر البازلت المحلي، وفي منتصف المبنى قبة مصنوعة من الفيبرجلاس، تعطي قاعته الإضاءة الطبيعية.
أقسام متحف السويداء الوطني:
- قاعة الاستقبال (المضافة).
- خريطة تدل على جغرافية المنطقة.
- كتب تحتوي على معلومات عن ما قبل التاريخ.
- الحياة الاقتصادية والقرى.
- العرب الأنباط وفنهم المحلي.
- الفن النبطي والروماني (مستلزمات المعابد).
- العصر الروماني (تماثيل النساء والرجال).
- الفسيفساء وتماثيل الآلهة.
- المنحوتات الجنائزية.
- العصر البيزنطي.
- الحضارة الإسلامية.
- صالة التقاليد الشعبية.
- مكاتب الإدارة.
- صالة مكتبة.
إلى جانب ذلك فقد يحتوي المتحف على قبو يحتوي على مجموعة من المكونات من أهمها:
- مستودعات للآثار.
- نظام التدفئة المركزية.
- صالة معارض.
- صالة محاضرات *قاعات للدراسة والترميم.
- أقسام لمختلف المهن المتعلقة بترميم الآثار.
- مرآب.
محتويات متحف السويداء الوطني:
رأس لإمرأة ضخميتكون من شعر طويل وغزير يشبه الثعابين، كما أن هناك تشوهات وتكسر طفيف في الوجه والشعر، كما يحتوي أيضاً على تمثال حجري للآلهة أثينا في ثوب شفاف ومعطف ودرعين مع صدرها جورجون (دافع شرير)، كما يمكن أن نرى عقدة فستانها في الأمام على شكل عقدة هيراكليس، مشهد ولادة الزهرة (إلهة الحب والجمال).
نبذة عن جميع محتويات السويداء الوطني:
يمكن للزائر بعد أن يصل إلى المتحف أن يتجول في غرف المتحف وأقسامه، حيث يمكنه أن يرى البهو الذي يُشبه إلى حدٍ ما االمضافة العربية المُزينة بالبسط العربي والوسائد المزدانة، وبعد ذلك يمكن للزائر أ، يدخل إلى الصالة التي عرضت فيها مجموعة من المشغولات، التي ظهرت ما قبل التاريخ داخل مخزن لها.
إلى جانب ذلك فقد تم اكتشاف مجموعة من القطع الموجودة في موقع خربة الأنباشي، بالإضافة إلى قطعة حجرية من الفترات البركانية مزدوجة، بها عظام حيوانات تم جلبها من موقع الحباري، كما تستخدم بشكل يومي في الفخار الذي يعود إلى العصر البرونزي القديم المكتشف في بلدة طيبة، وفي نفس القاعة وفي القسم الاقتصادي من الفترة النبطية، يتم تمثيل هذه المجموعات من المنحوتات، حيث تمثل هذه الأقسام أبوابها على نفس الصفحة، كما يتم تزيين الصفحة الرئيسية بأقسام من المنازل في نفس قاعة، المنطقة وفي العصر النبطي والروماني.
عرضت الحديقة الشتوية مخزنًا تم فيه نحت مجموعة من الأواني الفخارية والسروج ووجوه بشرية من صخور بازلتية متعددة المواقع، مثل: منحوتات الخيول والنسور الحيوانية والنباتية متعددة الأوجه التي تعبر عن المعتقدات والأساطير التي سادت في هذا المجال، تقع قاعة القبة في وسط المتحف وتضم لوحات فسيفسائية تم اكتشافها من قبل، كما أنه يضم تماثيل لربة النصر المجنحة وللربة أثينا، بالإضافة إلى المنحوتات البازلتية لرؤوس النساء والرجال والتي تعبر عن جمالية ورجولة الفنانين من ذلك المكان.
في عام 1919 تم عرض قاعة مقسمة إلى عدة أجزاء، إعادة تأهيل، آثار تعود إلى العصر الروماني، وبعد ذلك عرضت منحوتات بازلتية، وزخارف منها: وتيجان وأعمدة، وقواعد لمذابح ومسالخ الأغنام، كما انه يحتوي على لوحة أثرية على شكل فسيفساء تُشير إلى الراهب سرجيوس.
إلى جانب ذلك يوجد في المتحف قسم خاص يحتوي على المنحوتات الجنائزية، وهي عبارة عن مواد جنائزية بها كتابات يونانية وشواهد قبور في قسم اللغات، إضافةً إلى الكتابات والنقوش القديمة، كما يوجد موضوعات مختلفة تقريبًا مثل الصلوات والإهداء وشواهد القبور، وغيرها من الكلمات مثل العليا والنبطية والصفية وعناوين أخرى بالخط الكوفي، بالإضافة إلى وجود ثلاث خزائن تحتوي على عملات إسلامية وبرونزية من العصر الأموي، وأواني فخارية من العصور الإسلامية والأيوبية والمملوكية.
كما يضم الطابق الثاني من المتحف قاعة التقاليد التي تمثل عادات وتقاليد جبل العرب بمعارضها التي تعبر عن الحياة الاقتصادية وتقاليد الرجال والنساء بالزي الشعبي التقليدي والتخزين المرصع والنسيج على النول، وصنع الخبز العربي، إلى جانب احتوائه على الأدوات المنزلية كالكبشة والإناء الخاص بالسمن العربي، بالإضافة إلى الأدوات المنزلية التي استخدمها المزارعون، والتي تشير إلى الأدوات الزراعية المتكاملة مثل: المحراث وملحقاته ولوحة الدراسة وملحقاتها بما في ذلك الغربال ومنجل الحصاد واللوحات التي تمثل هذه الأعمال، حيث إنها جمعت في الحديقة الجميلة صور من متحف السويداء القديم.