المتحف الغارق:
جاءت فكرة إنشاء هذا المتحف في عام 1996 للميلاد، إذ أنه يقع في موقع منارة الإسكندرية القديمة شمال قلعة قايتباي، حيث تمكن وزير الثقافة المصري أنذاك فاروق حسني من الحصول على دعم من منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة المعروفة باسم اليونسكو لتقديم المساعدة الفنية لإنشاء متحف للآثار الغارقة تحت الماء في الإسكندرية.
إلى جانب ذلك فقد تبنى مؤتمر اليونسكو للإدارة من المواقع الأثرية هذا الاقتراح في عام 1997 للميلاد؛ وذلك نظراً لأن مقتنيات المتحف وآثاره المدفونة كانت قد تآكلت تحت سطح البحر، ومحوها؛ وذلك بسبب تلوث مياه البحر وأعمال الردم.
تم بناء هذا المتحف على قمة تل في منطقة المسرح الروماني، حيث إنه يحتل مساحة 1200 متر مربع ويعرض حوالي 39 قطعة أثرية تم انتشالها من الميناء الشرقي في الجانب الواقع أمام ساحل قلعة قايتباي القديمة في الغرب.
تصميم متحف الغارقة:
هذا وقد جاء تصميم هذا المتحف من أربعة أبنية شاهقة على شكل أشرعة من قوارب نيلية تمثل الاتجاهات الأربعة الأصلية، حيث إنها كانت متصلة ببعضها البعض على مساحة 22 ألف متر مربع ومصطف على شكل دائرة بقطر يبلغ ارتفاعها 40 متراً كما انها تضم جزأين؛ جزء فوق سطح الماء بحوالي 20 متراً، وهو عبارة عن نافذة مفتوحة تطل على بانوراما الميناء الشرقي وتعرض الآثار التي تم استردادها بالفعل، وجزء سفلي تحت سطح الماء، تمتد إلى عمق حوالي 7 أمتار.
حيث يتم الوصول إلى ذلك القسم من خلال أنابيب زجاجية؛ والتي تتيح للزائر رؤية الآثار الغارقة التي لم يتم استردادها بعد؛ حيث يتم ذلك إما عن طريق الغوص لمن يرغب، أو بالسير داخل تلك الأنابيب الزجاجية. كما أن سعة هذا المتحف 3 مليون زائر سنويًا، حيث إنه ومن المتوقع أن يُصبح هذا المتحف منارة جديدة لمدينة الإسكندرية لتكون رحلة عبر الزمن لاكتشاف أسرار المدينة القديمة المغمورة بالمياه، والتي تضم معبد آمون والميناء القديم والقصر.
إلى جانب ذلك فقد يضم المتحف ما يقارب 489 قطعة أثرية نادرة، من بينها قطع من مخازن الآثار الغارقة، بالإضافة إلى ذلك فقد كان هذا المتحف يجمع بين عدد من مقتنيات المتاحف الأخرى وقطعها الأثرية؛ كقطع المتحف القومي للإسكندرية واليونانية والمتحف الروماني ومعمل الترميم بالإسكندرية.