متحف بيت السحيمي:
يُعد بيت السحيمي مثالاً ممتازًا لمنزل مصري خاص، وإن كان ثريًا في القرن السابع عشر، ويظهر معظم الميزات التي جعلت العيش في مناخ القاهرة الجاف مقبولاً في العصور السابقة.
لا يعني ذلك أن بيت السحيمي فريد من نوعه، ولكن هذا المنزل يوفر منظورًا مثيرًا للاهتمام للتاريخ بشكل عام، وهو مفهوم يمكن طرحه هنا بسهولة أكبر من الأماكن الأخرى، فالمفهوم ذو شقين؛ أولاً فقدت الفنون والحكمة القديمة بسبب الاختراعات والتقدم الحديث، وثانيًا أن العالم القديم، بسبب هذا كان مكانًا ممتعًا للعيش أكثر مما يعتقد الكثير (على الأقل بالنسبة لأولئك الذين لديهم بعض الثروة)، وبيت السحيمي مثال على ذلك.
ما لا تعرفه عن متحف بيت السحيمي:
تم شراء المنزل عام 1796 من قبل الشيخ أحمد السحيمي، وقام بتوسيعه بدمج العديد من المنازل المجاورة، كما أن هناك العديد من مداخل السلم المنفصلة، وحوالي ثلاثين غرفة على مستويات مختلفة، وعلى جانب الشارع من المنزل، توجد نوافذ بما في ذلك غرف نوم النساء وتحتوي على مشربية، بينما تطل النوافذ الخلفية المغطاة والأروقة المقوسة على فناء الحديقة، كما أن غرفة استقبال الحريم جميلة بشكل خاص، وتطل على الحديقة، حيث إن أرضيتها من الرخام وجدرانها مغطاة ببلاط المينا المزخرف باللونين الأخضر والأزرق الأكثر رقة.
بخلاف الفصل بين حي الرجال (السلاملك) والنساء (الحرملك)، فإن معظم المساحات داخل المنزل ليست مصممة حول الوظيفة مثل المنازل اليوم، ولكن حول الاعتبارات المناخية، فخلال حرارة النهار أصبحت الساحات المظللة والشرفات والأسطح مناطق المعيشة، بينما في برودة الليل كانت الأسرة تنتقل إلى الداخل.
حيث نحن نبني منازل اليوم بأسقف منخفضة وعزل من المحيط الخارجي حتى يوفر تكييف الهواء المبرد أقصى الفوائد، لكن معظم منازلنا الحديثة كانت ستصبح مساكن بائسة في الماضي البعيد، في حين أن هؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى تكييف الهواء الحديث، فقد طوروا وسائل أخرى، والتي فقدناها في الغالب لراحة أنفسهم.
داخل بيت السحيمي نجد أسقفًا عالية تسمح للهواء الدافئ بالارتفاع، ثم تجرفها الجهة الشمالية المواجهة للمقعد (مغارف الرياح) في الجدران العلوية التي تلتقط النسيم السائد وتوزع الهواء البارد في جميع أنحاء المنزل، كما نجد جدران سميكة وأرضيات ونوافير رخامية باردة، وكلها تحافظ على الهواء الساخن من صيف القاهرة.
في الواقع تم استخدام الرخام أيضًا بطرق مماثلة للطرق التي نستخدم بها مكيفات الهواء التبخرية، حيث كانت المياه من النوافير تتدفق على الرخام ذو الزعانف لتبريد الماء، لذلك في حين أن هؤلاء الأشخاص ربما لم يحصلوا على جميع وسائل الراحة الحديثة، إلا أنهم لم يعانوا كثيرًا كما نعتقد غالبًا من غياب هذه المرافق.