متحف رضا عباسي في إيران

اقرأ في هذا المقال


تم افتتاح متحف رضا عباسي عام 1356 هـ، وذلك أمام الكلية الإلكترونية بجامعة خاج ناصر الطوسي، وسمي المتحف برضا عباسي تخليدا لذكرى الرسام كاشان الشهير، كما كان المبنى في الأصل ينتمي إلى معرض للأثاث والديكور الداخلي، حيث تم شراؤه لاستخدام المتحف؛ بسبب ميزاته المعمارية الفريدة، ويمكن اعتبار متحف رضا عباسي أحد أغنى المجموعات التاريخية والثقافية في إيران، كما تتضمن المجموعة مواد من الألفية الثانية قبل الميلاد إلى بداية القرن العشرين وفترة القاجار.

من هو رضا عباسي

هو رسام العصر الصفوي العظيم، حيث يُزعم أنه ابن علي أصغر كاشاني رسام مشهور من البلاط الصفوي، كان علي أصغر كاشاني فنانًا في بلاط السلطان إبراهيم ميرزا ​​في سبزيفار بإيران، وفي عهد إسماعيل ميرزا ​​ملك إيران الصفوي انتقل إلى قزوين، وهنا ولد ابنه رضا عباسي، وفي وقت لاحق كرم الشاه عباس رضا بلقب “عباسي”، وأحيانًا يتم الخلط بين اسمه واسم فنانه المعاصر علي رضا عباسي أمين المكتبة الملكية والخطاط البارز في البلاط الصفوي.

متحف رضا عباسي

يقع متحف رضا عباسي في مدينة طهران في إيران، وهو واحد من أرقى المجموعات في إيران لأولئك الذين يرغبون في تتبع تاريخ الفن والحضارة الإيرانية، حيث تم افتتاح هذا المتحف الثمين للجمهور في عام 1977 للميلاد بجهود الملكة السابقة فرح ديبا، كما يجمع هذا المتحف ويحفظ ويدرس الأعمال الفنية التي لا تقدر بثمن، والتي تكشف عن التراث الثقافي لإيران من الألفية الثانية قبل الميلاد إلى أوائل القرن العشرين.

إلى جانب ذلك فقد تعرض المتحف للعديد من التقلبات، حيث تم إغلاقه وإعادة فتحه عدة مرات، وخضع للتغييرات والتجديدات والتوسعات، ولكن منذ عام 2000 ظلت صالات المتحف حية دون مزيد من الاضطرابات تحت إدارة منظمة التراث الثقافي الإيراني.

مقتنيات متحف رضا عباسي

يتم الاحتفاظ بحوالي 50000 عنصر في هذا المتحف، حيث يتكون المبنى من ثلاثة طوابق، كما تم التخطيط لحركة الزوار للبدء من الطابق الثالث إلى الأسفل، إلى جانب ذلك فإن المواد المحفوظة في المتحف معروضة في خمس قاعات؛ قاعة ما قبل التاريخ الطابق الثالث، قاعات الفن الإسلامي في الطابق الثاني، قاعة مصغرة في الطابق الأول)، قاعة الخط في الطابق الأول وقاعة للمعارض المؤقتة في الدور الأرضي.

يتم عرض العناصر في المتحف بترتيبًا زمنيًا، بحيث يمكن للزوار متابعة عملية تطور الفن والحضارة والثقافة الفارسية، كما أن مشاهدة أسلوب التركيب هذا فريد من نوعه بين متاحف إيران الأخرى، ويحتوي المتحف على قسم الحفظ والترميم مع مختبرين وورشة عمل مخصصة لترميم وإصلاح اللوحات والمواد المعدنية والمخطوطات المكتوبة بخط اليد، والتي تعتبر واحدة من أكثر ورش الترميم تقدماً في إيران، لذلك فإن المهمة هنا ليست فقط ترميم عناصر متحف رضا عباسي، ولكن أيضًا ترميم المواد المتعلقة بالمتاحف الأخرى، وعلى الرغم من احتوائها على 50000 قطعة في مجموعتها، إلا أن قاعات متحف رضا عباسي لا يمكنها عرض سوى 700 عنصر فقط وهناك أعمال أخرى تجد أحيانًا فرصة لعرضها.

هذا وقد تحتوي مكتبة المتحف على أكثر من 10000 مجلد من الكتب المكتوبة باللغات الفارسية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، وعلاوة على ذلك فقد تشترك المكتبة في أكثر من 50 مطبوعة محلية وأجنبية، حيث تم تصميم شعار متحف رضا عباسي عام 1355 هـ.

معرض ما قبل الإسلام في متحف رضا عباسي

يبدأ الترتيب الزمني للمجموعة من الطابق الثالث في معرض ما قبل الإسلام، وفي هذا المعرض المنسق بشكل جميل، يمكن العثور على الأدوات والأواني والأشياء الزخرفية المصنوعة من الحجر والطين والمعادن، جنبًا إلى جنب مع العملات المعدنية والمجوهرات من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الساساني.

كما يحتوي المعرض على مجموعة نادرة من الأواني البرونزيةوالذهبية والفضية، وهناك التماثيل الحجرية من العصر الساساني كما تشير المجموعات المعروضة والمزينة في الغالب بالحيوانات والمشاهد الطبيعية إلى تحول الاحتياجات والمواد والقيم والمعتقدات للإيرانيين في ذلك الوقت.

المعرض الإسلامي في متحف رضا عباسي

يتم في هذا المتحف عرض الحرف اليدوية من العصر الإسلامي في معرضين في الطابق الثاني، يعرضان بالتفصيل تاريخ السلالات المختلفة للعصر الإسلامي في إيران، حيث يعرض المعرض الأول عناصر تعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة، كما تتجلى التأثيرات الإسلامية الأولى على التصاميم الساسانية في الأواني الفخارية والأواني المعدنية من العصر البويدي المزخرفة بالخط الكوفي.

وخلال العصر السلجوقي نرى تنوعًا أكبر في الأساليب والمواد، مما يدل على إتقان الحرفيين المتزايد والتعقيد المزدهر لعملهم، كما تضم المجموعة أيضًا عددًا من اللوحات التابعة لمدارس المنطقة وإصدارات مختلفة من الشاهنامه المعروفة باسم قوام ودافاري وشاه إسماعيل وشاه طهماسب، حيث تبرز هذه بشكل خاص في الرسوم التوضيحية المفصلة للأساطير الإيرانية وقصص شاهنامه.

المصدر: عبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصوركتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب تحف مختارة من المتاحف الأثرية للمؤلف للمؤلف أحمد عبد الرزاق وهبة يوسفكتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رز


شارك المقالة: