متحف سكة حديد مصر:
في إطار مشروع مصر الشامل لتطوير وتجديد محطات السكك الحديدية في جميع أنحاء البلاد، افتتحت وزارة النقل المتحف المصري للسكك الحديدية في الأول من مارس 2016، حيث يمثل المتحف تجسيدًا رائعًا للنمط التاريخي والأسلوب المعماري الفريد الذي يميز مؤسسة النقل المصرية العريقة، والتي تعتبر الأولى من نوعها في إفريقيا والشرق الأوسط والثانية على مستوى العالم بعد نظام السكك الحديدية البريطاني.
تم بناء هذا المتحف في عام 1854 في عهد الخديوي سعيد وصممه المهندس المعماري البريطاني المعروف إدوين باتسي، ليكون أحد أبرز معالم القاهرة الخديوية منذ ذلك الوقت حتى الآن.
إنشاء وتصميم متحف سكة حديد مصر:
في 26 أكتوبر 1932 تم إنشاء متحف السكك الحديدية المصرية في عهد الملك فؤاد الأول، وافتتح للزوار في 15 يناير 1933 ليروي قصة القطارات طوال مراحل تطورها في مصر من جهة، وأصبح نواة للقطارات، وهو أول متحف علمي وفني من نوعه من جهة أخرى.
تم بناء المتحف في الأصل للاحتفال بالمؤتمر الدولي للسكك الحديدية الذي عقد في القاهرة في نفس العام، بالإضافة إلى ذلك، فقد يعد المتحف جوهرة معمارية في حد ذاته، ويعتبر من أبرز المعاهد العلمية التي تفتح الأبواب على مصراعيها لتعزيز البحوث والدراسات حول تاريخ وسائل النقل في الماضي وحتى الوقت الحاضر.
كما أنه يضم مجموعة نادرة من المقتنيات التي تعرض تاريخ السكك الحديدية في مصر منذ بداية تشغيل القطارات حتى الوقت الحاضر، بالإضافة إلى ذلك فقد يحتوي المتحف على أكثر من 700 نموذج من القطارات، إلى جانب وجود مجموعة فريدة من الوثائق الإحصائية والخرائط التي تتتبع مراحل تطوير النقل والسكك الحديدية.
مبنى متحف سكة حديد مصر:
المتحف عبارة عن مبنى من طابقين. الأول يعرض مختلف وسائل النقل قبل قطار التشغيل البخاري، والثاني يحتوي على نماذج مختلفة من القطارات منذ أول قطار عمل في مصر عام 1851 حتى نماذج الوقت الحاضر، كما يتتبع الطابق الثاني كذلك مراحل تطوير القطارات وآليات التشغيل عبر العصور المتعاقبة.
يضم المتحف مكتبة كبيرة تحتوي على أكثر من 500 مجلد من السجلات الرسمية والكتب والوثائق التي تتبع التطور التاريخي والفني للنقل والسكك الحديدية. تم تخصيص طابق كامل بالمتحف لتزويد زواره بمعلومات عن الخواص الحركية التي استخدمها المصريون القدماء في البناء والتشييد.
يحتوي المتحف على العديد من الأقسام الفنية: قسم للخرائط وآخر للجسور وثالث للوثائق النادرة ورابع يحتوي على نماذج من أجهزة الإشارة القديمة والحديثة التي تُظهر تطور القطارات منذ أن تم توجيهها يدويًا. وعلاوة على ذلك فقد يحتوي المتحف على قسم خاص للهدايا التذكارية، بالإضافة إلى قسم آخر للمحطات والجسور، كما يحتوي على نماذج قديمة وحديثة من المحطات، وكذلك أنواع مختلفة من جسور السكك الحديدية التي توضح دقة البناء ومراجعة مراحل التطوير وتتبع المراحل المتعاقبة مراحل تاريخهم، ومن الجدير بالذكر أن قسمًا خاصًا بالمتحف يعرض آلة طباعة التذاكر وجداول القطارات.
بالإضافة إلى ذلك فقد يحتوي المتحف على نماذج مهمة للغاية ونسخ طبق الأصل وخرائط إحصائية تعرض تطور وسائل النقل والسكك الحديدية بالإضافة إلى أوراق بحثية وبيانات فنية قيمة للغاية. ومن ناحية أخرى فقد يحتوي المتحف على نماذج مختلفة من القطارات البدائية التي كانت تعمل بالبخار والفحم والديزل.
يضم المتحف أول قطار عمل في مصر عام 1855 بالإضافة إلى قارب فرعوني استخدمه الملك منقرع حوالي 2000 عام قبل الميلاد. ومن بين الوثائق النادرة في المتحف العقد الأصلي الموقع من قبل عباس حلمي الأول الخديوي المصري عام 1851 وروبرت ستيفنسون؛ وهو نجل مخترع القاطرة البخارية. بلغت قيمة العقد 56 ألف جنيه لإنشاء أول خط سكة حديد بين العاصمة المصرية والإسكندرية بطول 209 كيلومترات.
كما تشير الوثائق الموجودة بالمتحف إلى أن محمد علي باشا فكر في إنشاء سكة حديد في مصر عام 1842. وشهد عام 1854 تشغيل أول قاطرة بين الإسكندرية وكفر الدوار. ومن مقتنيات المتحف النادرة قطار الخديوي سعيد الذي أهدته فرنسا عام 1862 وقاطرته لا تزال في حالة جيدة. تم تصنيع قطار آخر للخديوي في الخمسينيات من القرن التاسع عشر ويتكون من 6 سيارات تم تصنيعها في دول مختلفة.
وإذا كانت العظمة والأصالة هي سمات متحف السكة الحديد المصري، فإن ذلك يُعزى إلى المجموعات النادرة من المواد الصلبة والتحف التي يضمها المتحف، والتي تمثل تجسيدًا حيًا للذاكرة الثرية للشعب وتاريخ الأمة الطويل على مدى أكثر من 150 عامًا.