متحف معرة النعمان السوري

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة معرة النعمان:

هي مدينة سورية، تقع في الجزء الجنوبي من محافظة إدلب، كما أنها من أكبر مدن المحافظة، تمتاز بموقعها الاستراتيجي وقيمتها الاقتصادية والسياحية مقارنة بباقي الدول السورية، إلى جانب ذلك فقد تمتاز هذه المدينة بمناخها المعتدل واللطيف على مدار السنة.

هذا وقد تعد مدينة معرة النعمان من المدن القديمة المهمة بالنسبة للإنسان، حيث سكنها منذ بداية ظهور الحياة على سطح الأرض، حتى أن الحياة فيها استمرت حتى بداية ظهور العصور الكلاسيكية، كما وأنها كانت قد اشتهرت بأمنها وأمانها؛ الأمر الذي زاد من عدد سكانها بشكل ملحوظ.

ما لا تعرفه عن متحف معرة النعمان:

يتبع العالم المتحضر بأكمله حالة المعالم الفريدة للشرق، بما في ذلك سوريا، حيث لم تنته العمليات العسكرية بعد، كما تم تدمير آثار منفصلة من العصور القديمة، الأمر الذي يتطلب فحصًا فوريًا، وعلى الأقل منع العناصر الهيكلية من الانهيار.

هذا وقد يقع المتحف في وسط “شارع أبي العلاء” في المدينة، وهو مجاور لـ “خان أسعد باشا العظم” من الجنوب، حيث يعتبر من أهم المعالم الأثرية في مدينة معرة النعمان والتي يعود تاريخها إلى عام 1595.

خلال سنوات الحرب في سوريا، كانت بعض من أجزاء متحف معرة النعمان قد تعرضت للدمار والتخريب، كما أن بعض من محتوياته قد تعرضت للسرقة خاصة بعد سيطرة المعارضة المسلحة على المدينة عام 2012. والآن قسم الهندسة بالمتحف يعمل بمساعدة مختصين في مجال الآثار على تقييم حجم الأضرار بعد أن استعادت القوات الحكومية السيطرة على المدينة.

وبحسب ما ورد عن غازي العلولو مدير المتاحف والآثار في إدلب خلال سنوات إدارته أن الباب الشرقي للمتحف كان قد تعرض إلى صدع وانهيار كامل لأربعة أسواق، بالإضافة إلى تكسير الجدار الشرقي للقبة الكروية في المنطقة خاصة في وسط البهو أو ما يُعرف بـ “المصلى”، مما أدى إلى انهياره بالكامل، كما تعرض سقف بيت العجزة للتصدع.

وفي مايو 2016 كانت منظمة اليونسكو قد ذكرت أن تعرض متحف معرة النعمان لغارة جوية للمرة الثانية، والتي أدت إلى انهيار إحدى جدران المتحف وأدت إلى انهياره، بالإضافة إلى إلحاق العديد من الأضرار بسقف مبنى الحمام والقبة الرئيسية.

هذا وقد اتهمت إحدى وسائل الإعلام الحكومة السورية أنها قامت بتحويل المتحف إلى ثكنة عسكرية، خاصة بعد اندلاع الحرب في سورية، وقبل سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على معرة النعمان عام 2012. كما تحدث مدير المتاحف والآثار في إدلب عن القطع الأثرية التي سُرقت، وهي مجموعة قطع زجاجية صغيرة الحجم، بالإضافة إلى صندوق حديدي يحتوي على مجموعة من القطع النقدية الفضية والذهبية، والتي سُرقت من غرفة سكرتير المتحف.

إلى جانب ذلك فقد يتمتع متحف معرة النعمان بشهرة عالمية لتخصصه في حماية الفسيفساء والحفاظ عليها، كما أطلق عليه المختصون اسم “متحف الفسيفساء”؛ نظراً لاحتوائه على أكثر من 2000 متر مربع من الفسيفساء، بما في ذلك أرضيات الكنائس القديمة.

ويقول الأثريون إن الغرض من إنشاء هذا المتحف في ذلك الوقت هو استخدامه كمحطة استراحة على طريق قافلة الحج القادمة من حلب باتجاه دمشق، وكان فندقا وتكيفا لإطعام المسافرين وأهل الطريق، ويُعرف المتحف أيضًا باسم “خان مراد باشا”.

على الرغم من أن المتحف فقد العديد من القطع وتعرض لدمار كبير، إلا أن القطع الأثرية الفخارية والزجاجية والحجرية صغيرة الحجم، والتي كانت معروضة داخل خزائن المتحف، حيث ظلت “محفوظة في مستودع تحت الأرض ومحفوظة في حالتها الصحيحة، وتم نقلها إلى مدينة حماة “.

كما أن أهالي معرة النعمان قاموا بحماية جزء من آثار المتحف ولوحاته من التخريب، ونقلوها إلى مدينة حماة قبل المعارضة المسلحة بقليل، كما أكدت المديرية العامة للآثار والمتاحف في تقرير صادر في تموز 2013 حول واقع الآثار السورية، حيث ذكرت أن “جميع قاعات متحف معرة النعمان سليمة ومقتنياتها آمنة، وذلك بفضل التواصل مع المجتمع المحلي، فيما تضرر جزء من المبنى نتيجة الاشتباكات “.

إلى جانب ذلك فقد تم العثور على حوالي 2000 قطعة أثرية في معرة النعمان، حيث كانت مخبأة في ممرات تحت الأرض، حيث تضررت قطعتان فقط من الفسيفساء، وذلك بحسب رويترز. كما تحدد اتفاقية لاهاي المعتمدة للأمم المتحدة لعام 1954 قواعد لحماية السلع الثقافية أثناء النزاعات المسلحة، لكن الجماعات المنظمة قامت بنهب المتاحف والمواقع الأثرية في سوريا بهدف الاتجار غير المشروع بالقطع النادرة، وذلك وفقًا لليونسكو.


شارك المقالة: