متحف وزارة الخزانة الوطنية للجواهر في إيران

اقرأ في هذا المقال


يقع متحف الخزانة الوطنية للمجوهرات داخل البنك المركزي لجمهورية إيران الإسلامية، في قلب مدينة طهران، حيث إنه يحتوي على مجموعة الأكثر إبهارًا من الأحجار الكريمة والمجوهرات المعروفة في العالم، حيث كانت مجوهرات تاج إيران في الماضي أكثر من مجرد أسطورة.

متحف وزارة الخزانة الوطنية

يعرض هذا المتحف الفريد والمعروف أيضًا باسم متحف جواهر إيران، جواهر تاج إيران، حيث تشمل جواهر التاج الإمبراطوري في إيران التيجان المتقنة وثلاثين تاجًا والعديد من القاذفات وعشرات من السيوف والدروع المرصعة بالجواهر وعددًا من الأحجار الكريمة غير المرصعة والعديد من الأطباق وغيرها من خدمات الطعام المصبوبة في المعادن الثمينة والمرصعة بالأحجار الكريمة وغيرها الكثير.

وفي المتحف أيضاً عناصر غير عادية (مثل كرة ذهبية كبيرة بها محيطات مصنوعة من الزمرد) جمعتها الملكية الإيرانية من القرن السادس عشر (السلالة الصفوية) وما بعده. كما تعكس المجموعة الفريدة من المجوهرات الوطنية التاريخ العظيم لإيران، وتذكر الزائر بالانتصارات والإخفاقات والتكريم والعار التي مر بها هذا البلد العظيم.

ويمكن للزائر التجول في بريق هذه الأحجار الكريمة التي تمثل الفن والثقافة والرفاهية الإيرانية، حيث بدأ التاريخ المسجل لخزينة الجواهر مع الملوك الصفويين، ومع ذلك فقد تم نثر أو سرقة كمية كبيرة من هذه المجوهرات خلال فترات لاحقة، وعلى سبيل المثال عندما غزا محمود أفقان البلاد وهزم آخر ملوك الصفويين شاه سلطان حسين، حيث تم إرسال جزء من هذه الجواهر إلى الهند، ثم حاول نادر شاه أفشار أن يتذكر الأجزاء المنهوبة، لكن اغتياله عام 1747 وضع حدًا لجهوده، وكان سبب هذا الفشل أن أحد قادته نهب الخزانة التي بذل جهودًا كبيرة لتذكرها.

مقتنيات متحف وزارة الخزانة الوطنية

ربما كان أهم عنصر معروض في المتحف هو الماس المسمى (Kuh-e- Nur)، والذي لم يعد إلى إيران أبدًا؛ لكونه أكبر ماسة مقطوعة في العالم، حيث وجد (Kuh-e Nur) طريقه أخيرًا إلى التاج البريطاني، وخلال حكم رضا شاه أول ملك بهلوي تم نقل جزء كبير من الخزانة إلى بنك ملي لتعزيز النظام النقدي للبلاد، لذلك تم نقل مجموعة الجواهر إلى موقعها الحالي عام 1955، وتم إيداعها لدى البنك المركزي بعد إنشائه عام 1960.

هذا وقد تشمل المجموعة ماسات مختلفة تتراوح من أقل من قيراط واحد إلى 152.16 قيراطًا، كما يشمل هذا الكنز أغطية الألواح والمزهريات والشمعدانات وأباريق الشيشة ومعدات القتال مثل السيف والخنجر والجعبة والتروس وكلها مرصعة بالأحجار الكريمة، وهو يحتوي أيضًا على أحزمة ذهبية وقبعات وساعات وأغطية رأس وغيرها من الملحقات مثل الدبابيس وسلاسل الساعات وميداليات الملوك، بالإضافة إلى العروش والتيجان وكلها تظهر القوة والثروة.

إلى جانب ذلك فإن هذه المجموعة المحيرة ثمينة للغاية لدرجة أنه حتى خبراء التقييم المشهورين عالميًا لم يتمكنوا من تقدير قيمتها، كما يمكن اعتبار هذا المتحف مدخلًا لامعًا لحكايات التاريخ المظلمة والعنيفة أحيانًا المخفية وراءه.

القطع المميزة المعروضة في متحف وزارة الخزانة الوطنية

  • ألماس داريا يي نور:  ربما يكون الماس المهيب داريا يي نور (بحر النور) هو العنصر الأكثر أهمية بين مجوهرات إيران الملكية، حيث إن شكلها ووزنها (حوالي 182 قيراطًا) ولونها الوردي الرائع يجعلها ألماسة نادرة للغاية في العالم بأسره، ثم أصبحت داريا نور الجوهرة المفضلة لناصر الدين شاه، حيث كان يعتقد أنها زينت تاج كورش العظيم.
  • الكرة المرصعة بالجواهر: وهي كرة كان يبلغ قطرها حوالي 66 سم، مع 51366 قطعة من الأحجار الكريمة و 34 كيلوغرامًا من الذهب، تم بناؤها بأمر من ناصر الدين شاه وتحت إشراف إبراهيم مسيحي.
  • عرش الشمس: سميت عرش الشمس بهذا الاسم بسبب تصميم الشمس على اللوحة الخلفية للعرش، وفي وقت لاحق تمت إعادة تسميته باسم عرش الطاووس (يجب عدم الخلط بينه وبين عرش الطاووس الهندي)، كما يتضح من الآيات المنقوشة حول العرش فقد تم تجديدها في عهد ناصر الدين شاه. احتفظ بهذا العرش في قصر جولستان حتى عام 1981.
  • الشمعدان الذهبي: حيث صنع هذا الشمعدان في القرن التاسع عشر، كما أنه كان يستخدم لتزيين عرش الطاووس خلال الاحتفالات التي أقيمت في قصر جولستان.
  • حامل فنجان قهوة روبي: تم صنع حامل فنجان القهوة المصنوع من الياقوت الأزرق بدقة شديدة في القرن التاسع عشر.
  • بوكس الزمرد: وهو صندوق من الزمرد يحتوي على 92 قطعة من الزمرد الرائع يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر.
  • نادر العرش: صنع في عهد فتح علي شاه (1798-1834) وعلى الرغم من اسمه، إلا أنه لا علاقة له بنادر شاه، وربما يشير اسم “نادر” (بمعنى “نادر” باللغة الفارسية) إلى ندرة القطعة، كما يتكون هذا العرش من 12 جزءًا و 26733 قطعة من الجوهرة تزينه، وقد تم استخدامه في حفل تتويج محمد رضا بهلوي.

المصدر: عبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصور كتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب تحف مختارة من المتاحف الأثرية للمؤلف للمؤلف أحمد عبد الرزاق وهبة يوسف كتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رز


شارك المقالة: