محافظة القطيف في السعودية

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن محافظة القطيف:

تعتبر محافظة القطيف من المدن التابعة للمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. وتصل حدود المدينة من رأس تنورة والجبيل شمالاً إلى مدينة الدمام جنوباً، كما يحدها من الشرق الخليج ومن الغرب مطار الملك فهد الدولي.

تعد مدينة القطيف هي إحدى أقدم الأماكن المأهولة بالسكان في منطقة شرق الجزيرة العربية، ويصل تاريخ المنطقة إلى 3500 قبل الميلاد. وقبل أن يتم معرفة وجود النفط في منطقة القطيف، كان سكانها يقومون بالعمل في التجارة والزراعة والصيد. بعد أن تم اكتشاف مادة النفط يفضل معظم سكان القطيف العمل في صناعة النفط والخدمات العامة والتعليم والرعاية الصحي.

سبب تسمية مدينة القطيف بهذا الاسم:

يعود أصل تسمية مدينة القطيف نسبة إلى فعل قطف الثمار، حيث أن مدينة القطيف تقع ضمن واحة كبيرة مليئة بشتى أنواع الأشجار والثمار، وأقدم ذكر لاسم مدينة القطيف يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد بحسب النصوص الأثرية، ويطلق على مدينة القطيف أيضا اسم (النجف الصغرى) لمكانتها الدينة، حيث أخرجت الكثير من علماء الشريعة.

تاريخ مدينة القطيف:

يتشابه تاريخ مدينة القطيف مع تاريخ باقي المناطق ضمن الخليج العربي، وكان لمدينة القطيف في الألفية الثالثة قبل الميلاد دور كبير في عملية التواصل بين الحضارات باعتبارها منطقة للتنقل والعبور خلالها، ويوجد في المدينة بعض من الخرائب التي يعود تاريخها إلى العهد النحاسي؛ أي بنحو قبل 3500 سنة قبل الميلاد.

كما توالى على المنطقة العديد من الحضارات والسكان ومنهم: الكنعانيون والفينيقيون والجرهائيون وبنو عبد القيس والدولة الإسلامية، وبعد ذلك البرتغاليون ثم العثمانيون ومن ثم الحكم السعودي الأول، وبعد ذلك أعادها العثمانيون تحت سلطتهم، وبعد ذلك الملك عبد العزيز الأول الذي قام على تأسيس الدولة السعودية الموجودة في الوقت الحالي.

في عام 1515 للميلاد قام برتغاليون هرمز باحتلال مدينة القطيف ونهبوا خيراتها، كما أنهم قتلوا الحاكم الجبري مقرن بن الزامل، كما غزا البرتغاليون جزيرة البحرين وظلوا هناك لمدة ثمانين عامًا. بسط حاكم البصرة سلطته إلى القطيف عام 1524 للميلاد، ولكن في نهاية المطاف في عام 1549 استولى العثمانيون على الحكم، على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من طرد البرتغاليين من جزيرة البحرين. وفي عام 1551 للميلاد، غزا البرتغاليون القطيف محافظين على منطقة الخليج المتحالف مع باشا البصرة.

قبل دخول الإسلام تجمع في مدينة القطيف العديد من الديانات بسبب موقعها الاقتصادي والمميز، وكانت المدينة تحتوي على النصارى واليهود والمجوس، والعديد من الأديان المختلفة.

وفي عام 1680 للميلاد تولى العثمانيون الحكم على مدينة الطرف. وفي معركة غريميل، التي حدثت جنوب مدينة القطيف، خسر العثمانيون حكمهم لصالح الدولة السعودية الأولى في عام 1790. وفي عام 1818 تم النيل من الدولة السعودية في الحرب العثمانية السعودية. وأخيرًا في عام 1830 للميلاد أصبحت الدولة تحت السيطرة السعودية مرة أخرى، لتقم على أرض القطيف الدولة السعودية الثانية التي حصلت في ذلك الوقت على المنطقة بأكملها. كما تحرك العثمانيون مرة أخرى في عام 1871 للميلاد، ولم يتم طردهم حتى عام 1913 عندما أسس ابن سعود أخيرًا الحكم السعودي في المنطقة الشرقية.

أهم المعالم الأثرية في مدينة القطيف:

قلعة القطيف :

هي عبارة عن قلعة تاريخية في مدينة القطيف في المملكة العربية السعودية، وتقع في منتصف مدينة الطريف. تم أول عملية بناء للقلعة في القرن الثالث على يد الساسانيين، وبعد ذلك قام العثمانيون على إعادة بناءها وتجديدها، وتم استخدامها من قبلهم كقاعدة عسكرية دفاعية لمنطقة الخليج العربي. وبعد ذلك تحولت القلعة إلى مكان لإيداع الأغراض المدنية للسكان المحليين، وكانت القلعة بذاتها عبارة عن مجمع ضخم من منطقة مكتظة بالسكان والعديد من المرافق، بما في ذلك أحد عشر مسجدًا وقصور للضيوف وأماكن لحراس الملك وهي محاطة بسور القلعة.

قلعة تاروت:

هي قلعة تاريخية تقع على قمة تل في وسط جزيرة تاروت في مدينة القطيف في شرق المملكة العربية السعودية. تم بناء القلعة على قاعدة يصل عمرها إلى عام 5000 قبل الميلاد. يعتقد علماء أبحاث آخرون أنه تم إنشاء القلعة في القرن السادس عشر بين 1515 و1520 م، وذلك أثناء الغزو البرتغالي للخليج، حيث كانت إحدى نقاط دفاع لهم بعد ترميمها في 29 مارس 1544.

بنيت قلعة تاروت في الأصل أثناء قيام حضارة دلمون وكرست لعبادة آلهة بلاد ما بين النهرين، مثل عشتار، والتي اشتق اسم تاروت منها. يعود تاريخ القلعة إلى ما قبل 5000 عام، حيث تم إيجاد العديد من النقوش فيه بالإضافة إلى تماثيل إله بلاد الرافدين، قام باحتلالها البرتغاليون في القرن السادس عشر، حيث جعلوها قاعدة عسكرية لهم، وتركوها فيما بعد في حالة من الخراب.

كما تحتوي القلعة على مخطط داخلي غير منتظم بيضاوي الشكل، لا تزيد مساحته عن 600 متر مربع (6500 قدم مربع)، ويحيط بها جدار سميك مبني من طين البحر والجبس والصخور. كانت القلعة تحتوي على 4 أبراج تم تدمير واحد منها خلال إحدى المعارك التي حدثت على أرضها.

قصر دارين:

قام على بناءه البرتغاليون عندما سيطرو المدينة، ويوجد في قصر دارين أكبر تجار اللؤلؤ بمنطقة الخليج في القرن التاسع عشر الميلادي، أمثال عائلة الهارون الذين يعود أصلهم الى الأنصار، ومن أشهر المعالم في هذا القصر هي (عين بن هارون)، وهي عبارة عن منطقة لاستراحة البحارة، حيث يقومون على عمل صيانة لسفنهم، ومدخل لهم للوصول من خلالها إلى قرية تاروت، حيث يقومون بتأمين حوائجهم، وبعد ذلك يعودون لسفنهم.

كما تم العثور في قصر دارين على قطع نقديه تعود ملكيتها (للساسانية)، وتم إيجاد العديد من التماثيل والأدوات تعود لعصور غابره، وإلى عصرنا الحالي لو حفرت في هذه القرية فسنجد آثار مدينة أخرى مدفونة تحت هذه المدينة.

عين الكعبة:

تقع هذه العين في مدينة القطيف ويعتقد العلماء والمؤرخون أن عين الكعبة التي سميت بهذا الاسم تقريبا في عام 317هـ هي نفسها عين محلم، وهي من أكثر عيون منطقة القطيف شهرة، كما حصلت بالقرب من عين الكعبة  معركة تسمى معركة أفان الشهيرة، والتي كانت بين العباسيين ومؤسس دولة القرامطة في عام 287هـ .

مناخ مدينة القطيف:

تتميز مدينة القطيف بمناخ صحراوي مع درجات حرارة تقترب من 50 درجة مئوية (122 درجة فهرنهايت) في فصل الصيف، ومتوسط ​​رطوبة في المدينة يصل إلى نحو 75٪. في فصل الشتاء، تتراوح درجات الحرارة في المدينة بين 2 و18 درجة مئوية (36 و64 درجة فهرنهايت). وخلال شهري مايو ويونيو، تكون الرياح موسمية دافئة في المدينة تؤثر على المنطقة. أما في باقي شهور العام، فإن الرياح تكون جنوبية رطبة، كما أن نسبة هطول الأمطار في مدينة الطريف تعتبر قليلة جداً.


شارك المقالة: