“Ebla ancient city” ويطلق عليها “تل مرديخ”، وتعتبر إحدى أهم المدن الأثرية التي تقع شمال غرب سوريا، حيث كانت عاصمة الإمبراطورية السومرية في سوريا والتي تأسست في حوالي 2600 قبل الميلاد.
تاريخ مدينة إيبلا الأثرية
يعود تاريخ بناء مدينة إيبلا الأثرية إلى أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد، وخلال ذروة قوتها (2600 – 2240 قبل الميلاد)، حيث سيطرت إيبلا على شمال سوريا ولبنان وأجزاء من شمال بلاد ما بين النهرين (العراق الحديث)، وتمتعت بعلاقاتٍ تجارية ودبلوماسية مع دول بعيدة مثل مصر وإيران وسومر.
وفي عام 1964، بدأ علماء الآثار الإيطاليون وأشهرهم عالم الآثار الإيطالي باولو ماتياي، في حفر تل في شمال غرب سوريا يعرف باسم تل مرديخ، ومنذ عام 1975، تركز العمل على مجال أطلقوا عليه اسم “ج”، حيث تم اكتشاف قصر يعود تاريخه إلى النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتم العثور على الآلاف من الألواح المسمارية المحفوظة جيداً في القصر، مما يدل على روابط إيبلا الوثيقة بجنوب بلاد ما بين النهرين.
كما تم التنقيب عن أكثر من 14000 لوحة، وكانت الألواح الأكبر حجماً مخزنةً في الأصل على الرفوف لكنها سقطت على الأرض عندما دمر القصر، وغالبية هذه اللوحات مكتوبةً باللغة السامية المحلية المعروفة اليوم ب “الإيبلايت”، حيث تسجل هذه اللوحات الحياة الثقافية والاقتصادية والسياسية لشمال سوريا.
وقبل عام 1964، عندما تم اكتشاف إيبلا لأول مرة، كانت مجرد اسم في العديد من نصوص بلاد ما بين النهرين، وموقعها الدقيق وأهميتها غير معروفة، حيث يعتقد بعض العلماء، بناءً على المراجع القليلة عنها، أن إيبلا ربما كانت مملكة عظيمة ومركزاً تجارياً.
وبالرغم من ذلك شكك معظم العلماء في هذه المعلومة، معتقدين أن شمال سوريا في الألفية الثالثة كان شبه صحراء قاحلة، يسكنها فقط قبائل البدو المتجولة، وأجبر اكتشاف إيبلا وألواحها العلماء على البدء في إعادة كتابة تاريخ الشرق الأدنى، مما أعطى إيبلا مكانتها إلى جانب أور وأوروك وكيش ولجش، كمركزٍ ثقافي واقتصادي مهم في الألفية الثالثة.
السياحة في مدينة إيبلا
تعتبر مدينة إيبلا إحدى أهم المواقع الأثرية في سوريا والتي تتميز بعددٍ كبير من الأدلة المعمارية والأثرية، والتي تعرف الآن باسم تل مرديخ، وهو واحداً من أكبر المواقع الأثرية في شمال سوريا، حيث تبلغ مساحته 56 هكتاراً، ويتميز بشكل قوي بالتحصين الخارجي.
والمدينة السفلى على شكل حلقة واسعة، والتلال المركزي للأكروبوليس، حيث يتميز بوجود حوض عبادة منحوت، من نوعٍ غير معروف حتى الآن، ويرجع تاريخه إلى القرون الأولى من الألفية الثانية قبل الميلاد.
كما تشتهر بشكلٍ أساسي بأرشيفات حوالي 15000 لوح مسماري يعود تاريخها إلى حوالي 2250 قبل الميلاد، كانت مكتوبة بلغاتٍ سامية لم تكن معروفة من قبل، بالإضافة إلى قصر وعددٍ من المعابد والأماكن الدينية وموقعاً مخصصاً للقبور، مخصصاً للأشخاص السادة البارزين في تلك الفترة، مما يجذب إليها الكثير من السياح للتعرف على هذا التاريخ العريق.