مدينة الدار البيضاء في المغرب

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن مدينة الدار البيضاء:

المنطقة التي تعرف اليوم بالدار البيضاء أسسها البربر واستقروا فيها بحلول القرن السابع قبل الميلاد على الأقل، واستخدمها الفينيقيون ثم الرومان كميناء. كما يشير ليو أفريكانوس إلى الدار البيضاء القديمة باسم أنفا وهي مدينة عظيمة تأسست في مملكة البربر برغواطة عام 744 م. وكان يعتقد أنها وبسبب خصوبة أرضها كانت المدينة مزدهرة على ساحل المحيط الأطلسي. نشأت برغواطة كدولة مستقلة في هذا الوقت تقريباً واستمرت حتى غزاها المرابطون عام 1068.

بعد هزيمة برغواطة في القرن الثاني عشر استقرت في المنطقة قبائل عربية من أصول هلال وسليم واختلطت مع البربر المحليين، مما أدى إلى انتشار التعريب، أما خلال القرن الرابع عشر تحت حكم المرينيين ارتفعت أهمية أنفا كميناء وتمت الإطاحة بآخر عائلة من قبل ثورة شعبية عام 1465.

في أوائل القرن الخامس عشر أصبحت المدينة دولة مستقلة مرة أخرى، ولكنها استهدفت من قبل البرتغاليين الذين دمروا المدينة من خلال قصفها عام 1468 وظهرت كملاذ آمن للقراصنة. كما استخدم البرتغاليون أنقاض أنفا لبناء حصن عسكري في عام 1515.

احتل الفرنسيون المدينة عام 1907 وأثناء فترة الحماية الفرنسية عام 1912-1956 أصبحت الميناء الرئيسي للمغرب. منذ ذلك الحين كان نمو المدينة وتطورها مستمراً وسريعاً. أما خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1945 كانت المدينة مقراً لبريطانيا والولايات المتحدة ومقر مؤتمر القمة عام 1943. أما في عام 1961 أسس مؤتمر بالدار البيضاء برئاسة الملك محمد الخامس ملك المغرب مجموعة الدار البيضاء للدول الإفريقية.

أبرز المعالم الأثرية والتاريخية في مدينة الدار البيضاء:

المدينة القديمة:

على عكس العديد من المدن، من السهل بشكل مدهش المرور بالجزء القديم من المدينة. هناك إغراء للتوجه مباشرة إلى شاطئ البحر لزيارة مسجد الحسن الثاني ومنطقة الشاطئ، ولكن اكتشاف السحر المخفي وراء أسوار المدينة القديمة أمر لا بد منه في أي رحلة إلى مدينة مغربية مع طابعها النموذجي على غرار المتاهة، فإن الضياع سهل بلا شك، ولكن مع قليل من الحذر يمكن أن يكون هذا جمالاً خفياً في حد ذاته. في الواقع لا يشكل خطراً كبيراً، حيث سنجد أنفسنا قربين في أحد طرفي الأحياء القديمة والبحث عن الكنوز التقليدية والعثور على المعالم الأثرية الصغيرة المدفونة في المدينة مثل مسجد البربر.

قلعة آسفي:

على بعد حوالي 237 كيلومتراً جنوب المدينة، كانت القلعة ميناءاً مهماً منذ عصر الإمبراطورية الرومانية، لكن حكام الموحدين هم الذين عملوا على بناء الأسوار الضخمة التي أحاطت المدينة وجعلوها مركزاً فكرياً وروحياً. كما احتل البرتغاليون المدينة في عام 1508 وأضيفوا إلى الهندسة المعمارية من خلال بناء قلعة دار البحر الفخمة على الشاطئ، أما الآن فهي نصب تذكاري الأكثر شهرة في المدينة. آسفي هي أشهر مركز خزفي في المغرب وبمجرد زيارتنا للقلعة تعد مدينة صافي مكاناً رائعاً لقضاء فترة ما بعد الظهر.

أزمور:

هذه القرية التي تقع على بعد 88 كيلومتراً جنوب المدينة لها تاريخ يمتد إلى العصور البونيقية، وهناك عدد قليل من المواقع الرائعة التي تعرض تلك الفترة الطويلة. كما تعتبر الأسوار المبنية من اللبن التي تحيط بمنطقة المدينة المنورة عامل جذب واضح وتتصل بأجمل معلم أثري وهي القلعة التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر. ويعد الشاطئ أيضاً أحد أفضل الشواطئ على طول ساحل المحيط الأطلسي، وهو سر محفوظ جيداً.

كاتدرائية القلب المقدس:

تم بناء هذه الكاتدرائية الرائعة في عام 1930 القرن الماضي، وهندستها المعمارية عبارة عن مزيج متناغم من الطراز الأوروبي والمغربي. لسوء الحظ تم تركها لتذبل في العقود القليلة الماضية، وهي الآن بحاجة إلى ترميم جدي. ولكن حتى في حالتها الحالية التي تحتاج إلى إعادة ترميم لا يزال المبنى جميلاً، حيث يمكننا التقاط إحساس بالمجد الماضي لهذا المبنى. بالقرب من نوتردام دي لورد كنيسة مضاءة بنافذة زجاجية ملونة واسعة تغطي أكثر من 800 متر مربع.

مسجد الحسن الثاني:

على الشاطئ في الجهة الشمالية للمدينة في المدينة القديمة، يسيطر المسجد على المدينة بأكملها. وهو من أكبر المساجد في العالم ويغطي مساحة هكتارين مع أطول مئذنة في العالم على ارتفاع 200 متر. كما يمكن لقاعة الصلاة أن تستوعب 25000 مصلي، في حين أن الفناء الذي يتميز بسقف قابل للسحب يمكن أن يستوعب 80000 مصلي آخر، وتغطي الزخرفة المعقدة بشكل مذهل كل سنتيمتر من السطح.

نوتردام دي لورد:

هي كنيسة كاثوليكية ذات زجاج ملون مذهل تم بناء المبنى من قبل الفرنسيين في عام 1956 ويتميز بتصميم معاصر. كما تقع في قلب الدار البيضاء، وهناك خطبة منتظمة مفتوحة للجمهور. عندما تضع جانباً ضخامة المبنى وتفكر في حقيقة أن هذا بلد إسلامي لكنك في كنيسة كاثوليكية يمكنك أن تشعر بانفتاح الشعب المغربي على الحضارة الغربية، بالإضافة إلى وجود شمعة تضاء في الضريح الصغير المجوف في فناء الكنيسة.


شارك المقالة: