مدينة العيون في المغرب

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة العيون:

على حافة المحيط الأطلسي وعلى أبواب الصحراء العيون “مدينة الرمال”، حيث تلتقي رمال الشاطئ برمال الصحراء، ترحب بالزوار في بيئة رائعة ومتنوعة بشكل طبيعي، في أقل من قرن من الزمان شهدت مدينة العيون التي يُزعم أنها عاصمة دولة صحراوية مستقلة مفترضة طفرة شديدة وأصبحت المركز الاقتصادي والإداري الأول للمقاطعات الصحراوية، حيث أن مدينة العيون هي أهم مدينة مغربية في الصحراء الغربية، تقع على المحيط الأطلسي على بعد 500 كم جنوب مدينة أكادير و 400 كم غرب تندوف على الطريق إلى الداخلة.

يسيطر عليها المغرب ويديرها منذ عام 1975 ميلادي، في حين يبلغ عدد سكان المدينة نحو ما يقارب 200000 نسمة، لا تفوتوا فرصة زيارة شاطئ نهر فوم الواد بالعيون الذي يقع على أطراف مدينة العيون ويمتد إلى المحيط الأطلسي، وسوق الدروميداريز الذي يقع في منطقة تشهد الشعبية نشاطًا اقتصاديًا مكثفًا بسبب الأعداد الهائلة من المحلات التجارية هناك وصناعة الحرف غير العادية وسوقها الكبير، والمركز الثقافي الوطني الذي يقع في ميدان مولاي عبد العزيز، ويضم هذا المركز غرفة موسيقى بالإضافة إلى غرفة قراءة كبيرة، الأعمال الواردة هناك بعدة لغات منها العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية.

تاريخ مدينة العيون:

تأسست مدينة العيون على الضفة اليسرى لواد الساقية الحمراء عام 1937 ميلادي، في منطقة تسمى عيون المدلشي (نبع ماء أملس) على بعد 25 كم من المحيط الأطلسي، وفي وقت تأسيسها كانت هذه المدينة عبارة عن ثكنات عسكرية، وخلال الخمسينيات أصبحت مدينة استعمار وخدمات مخصصة للعائلات العسكرية الإسبانية، وخلال عملية إيكوفيلون العسكرية (العملية العسكرية الإسبانية والفرنسية التي تهدف إلى سحق جيش تحرير الصحراء) استقر عدد من البدو الصحراويين في المدينة، لم يترافق هذا الاستيطان بأعداد كبيرة من السكان المحليين مع تطوير البنية التحتية والخدمات الاجتماعية المناسبة التي أدت إلى تحديث الحياة.

في نهاية الستينيات تم تقسيم المدينة إلى قسمين وهما المدينة الحديثة للمستوطنين، ومدينة السكان الأصليين الذين يفتقدون كل شيء ويعيشون على حافة الحداثة، في بداية السبعينيات بدأت السلطات الإسبانية عملية خجولة للتنمية الاجتماعية استمرت لفترة وجيزة، حيث تزامنت مع انتهاء الوجود الإسباني وعودة البلدة إلى الوطن، في بداية عام 1976 ميلادي وحتى الآن تعرف العيون تطورًا غير مسبوق غيرها تمامًا وغير المدينة وسكانها، اليوم لا علاقة للعيون ببلدة 1975 ميلادي الصغيرة فهي مدينة حديثة مليئة بالحياة والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

العيون هي أكبر مدينة في الصحراء الغربية وعاصمة إحدى المقاطعات الثلاث التي أنشأها المغرب في الإقليم، أدى اكتشاف المياه الصالحة للشرب في الموقع إلى إنشاء حامية عسكرية إسبانية في عام 1938 ميلادي إيذانا ببداية المدينة، أصبحت عاصمة الصحراء الإسبانية الجديدة في عام 1958 ميلادي، حيث أنشأت السلطات في إسبانيا في وقت لاحق ميناء على ساحل المحيط الأطلسي على بعد 18 ميلا من المدينة، إلى جانب مرافق لتصدير الفوسفات المكتشف حديثا.

كان عدد السكان الأوروبيين عند انسحاب الإسبان في عام 1976 ميلادي ما يقرب من 10000؛ كان عدد السكان الصحراويين المحليين حوالي 30.000 نسمة، يعيش عدد كبير منهم في خيام أو مبان مؤقتة على أطراف المدينة، حيث فر العديد من الصحراويين إلى الجزائر مع قوات البوليساريو في عامي 1975 ميلادي و1976 ميلادي، ومنذ ذلك الحين ارتفع عدد السكان إلى 175000 نسمة، حيث سعى المغرب إلى تعزيز سيطرته على الإقليم من خلال إطلاق مشاريع بنية تحتية واسعة النطاق مثل بناء المستشفيات والمدارس وملعب كرة القدم وتوسيع مرافق مياه الشرب وقدم حوافز للمهنيين المغاربة للعمل هناك.

في عام 1991 ميلادي، نظم المغرب دخول حوالي 35000 شخص من أصل صحراوي من أجل توسيع قائمة الناخبين المؤهلين لاستفتاء الأمم المتحدة المقترح حول مستقبل الصحراء الغربية، تم إيواء معظمهم في خيام فيما يسمى بمعسكرات الوحدة، شهد خريف 1999 ميلادي احتجاجات اجتماعية واقتصادية كبيرة، حيث اشتكى الصحراويون من ظروف العمل والسكن السيئة والتمييز لصالح المغاربة من الشمال، وتسببت الاضطرابات في حملة قمع قاسية من قبل الشرطة في المدينة، بمساعدة من أعمال الحراسة من قبل “الشماليين”.

وهزت الأحداث النظام المغربي برئاسة الملك الجديد محمد السادس وأسهمت في إقالة وزير الداخلية القديم إدريس البصري، أعلنت الحكومة سياسة جديدة تؤكد على التنمية الإقليمية من أجل كسب قلوب وعقول السكان قبل استفتاء الأمم المتحدة المقترح، وقد أبرزت هذه الاستراتيجية الجديدة ثلاث زيارات قام بها الملك للمنطقة بين أكتوبر / تشرين الأول 2001 وفبراير/ شباط 2002 ميلادي عندما ترأس حفل ولاء جماهيري للعرش.

السياحة في مدينة العيون:

العيون هي أكبر مدينة في إقليم الصحراء الغربية، هذه هي عاصمة منطقة العيون الساقية الحمراء في المغرب، على الرغم من أن هذه مدينة صحراوية وتتميز في الغالب بمناخ صحراوي، إلا أن طقسها معتدل بسبب تيار الخليج في شمال المحيط الأطلسي، لذلك تعتبر العيون مكانًا جيدًا لاستكشاف الصحراء الكبرى بالإضافة إلى الثقافة وأسلوب الحياة الصحراويين.

المسجد الحرام:

يقع مسجد مولاي عبد العزيز أو المسجد الكبير في وسط مدينة العيون بالقرب من ساحة المشاور، مئذنة هذا المسجد هي أطول مبنى في العيون، يتوافق اللون الوردي الناعم لهذا المسجد بشكل جيد مع لون المدينة، المسجد يعكس حقا العمارة المغربية الحديثة.

ساحة المشاور:

هذه ساحة عامة كبيرة بأبراج وظلال جميلة، المكان مجاور للمسجد الكبير يجتمع الناس هنا ويقضون وقتهم مع الأصدقاء، في الليل تضاء الأعمدة بأضواء تجعل المكان أنيقًا ومشرقًا، اقض بعض الوقت هنا واستكشف المكان بأكمله.

شراء تذكار من فرقة الحرفيين:

في كل مدينة صحراوية في المغرب تقريبًا بشكل خاص وفي إفريقيا بشكل عام ستجد مجموعة حرفية، هنا يقوم الحرفيون بإنتاج وعرض وبيع أنواع مختلفة من الحرف والمجوهرات والأعمال الفنية المغربية، تقع فرقة الحرفيين في الصف المقابل من ساحة المشاور وخلف المسجد الكبير، أفضل مكان لجمع الهدايا التذكارية والتحف الصحراوية.

الكاتدرائية الإسبانية:

كاتدرائية القديس فرنسيس الأسيزي، التي سُميت قريبًا الكاتدرائية الإسبانية هي مكان آخر مهم في العيون، تم بناؤه عام 1954 ميلادي إبان الحكم الاستعماري الإسباني في الصحراء الغربية، تتميز الكاتدرائية بمزيج من العمارة الصحراوية والإسبانية وتشبه اللون الوردي الفريد لمدينة العيون.

الساقية الحمراء:

الساقية الحمراء وادي (نهر موسمي) يقع شمال مدينة العيون، هذه منطقة بحيرة وخزان مياه العيون الذي تم تشكيله عن طريق بناء السدود، يتمتع هذا المكان بجمال طبيعي رائع مع البحيرات وأشجار النخيل، هذه أيضًا جنة للطيور وخاصة طيور النحام.

سوق الزاج:

سوق الزاج هو أقدم جزء في المدينة، تستحق زيارة هذا الجزء من المدينة لأن هذه المنطقة تعكس نمط الحياة الصحراوية وثقافتهم، لكونه الجزء الأقدم توجد بعض الفنادق الاقتصادية في هذه المنطقة، تجول في هذه المنطقة واستكشف العمارة والمباني الصحراوية الإسبانية.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: