مدينة الفاتيكان في الفاتيكان

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن مدينة الفاتيكان:

مدينة الفاتيكان التي تتميز بوجود العديد من المعالم الأثرية والتاريخية المهمة، حيث أنها من أجمل الأماكن في العالم وهي أصغر الدول في العالم من حيث المساحة، كما أنها مدينة مستقلة تقع في قلب روما، وهي مركز السلطة على الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ويحكمها البابا، بالإضافة إلى أنها مدينة التاريخ والثقافة والدين.

كما أنها من الأماكن الهامة التي تعتبر مصدر جذب للعديد من الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث يبلغ عدد سكان المدينة حوالى 825 مواطناً وتقدر مساحتها بحوالي 44 هكتار وتحيط بها أسوار خاصة تفصل بينها وبين مدينة روما عاصمة إيطاليا، ومن أهم معالمها الأثرية كاتدرائية القديس بطرس ومصلى الكنيسة وقصر الفاتيكان، وبالإضافة إلى العديد من المتاحف وغيرها الكثير من المعالم الأثرية.

أين تقع مدينة الفاتيكان؟

أصغر دولة في العالم تقع في داخل مدينة روما في إيطاليا، حيث أنها أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو في عام 1984؛ وذلك لما تتميز به من متاحف ومباني تاريخية عظيمة تعكس عراقة التاريخ الروماني والعصور الوسطى والكنائس والكاتدرائيات الأثرية، وهي من أهم دعائم الاقتصاد في العاصمة الإيطالية روما.

نبذه عن تاريخ مدينة الفاتيكان:

مدينة الفاتيكان في البداية كانت مدينة خالية من السكان، وذلك باعتبارها منطقة مقدسة ومن ثم أصبحت مكان للكنيسة الكاثوليكية، حيث تم تشييد كاتدرائية فوق قبر القديس بطرس في روما خلال القرن الرابع بعد الميلاد، حيث تطورت المنطقة لتصبح موقعاً شهيراً للحج ومنطقة تجارية، على الرغم من هجرها بعد انتقال المحكمة البابوية لفرنسا عام 1309، وبعد عودة الكنيسة عام 1377 أقيمت معالم شهيرة مثل القصر الرسولي وكنيسة سيستين وكنيسة القديس بطرس الجديدة داخل حدود المدينة، كما تأسست مدينة الفاتيكان في شكلها الحالي كدولة ذات سيادة مع توقيع اتفاقيات لاتران في عام 1929.

كانت المنطقة الواقعة على الضفة الغربية لنهر التيبر، والتي تضم الفاتيكان ذات يوم منطقة مستنقعية، حيث أنها خلال السنوات الأولى للإمبراطورية الرومانية أصبحت منطقة إدارية يسكنها فيلات باهظة الثمن، بالإضافة إلى سيرك بني في حدائق والدة الإمبراطور كاليجولا، وبعد أن دمره حريق في روما عام 64 بعد الميلاد وأعدم الإمبراطور نيرو القديس بطرس وكبش فداء مسيحي آخر في قاعدة تل الفاتيكان، حيث تم دفنهم في مقبرة.

بعد أن اعتنق المسيحية بمرسوم ميلانو عام 313 بدأ الإمبراطور قسطنطين الأول في بناء بازيليك فوق قبر القديس بطرس عام 324، حيث أصبحت بازيليك القديس بطرس مركزاً روحياً للحجاج المسيحيين، مما أدى إلى تطوير المساكن لرجال الدين وتشكيل سوق، حيث أصبح المنطقة التجارية المزدهرة في بورجو.

بعد هجوم من قبل قراصنة ساراسين دمر كنيسة القديس بطرس عام 846، حيث أمر البابا ليو الرابع ببناء جدار لحماية الكنيسة المقدسة والمناطق المحيطة بها، ومن ثم تم الانتهاء من الجدار الذي يبلغ ارتفاعه 39 قدماً في عام 852، حيث تم إحاطة ما تم افتتاحه بمدينة ليونين، وهي منطقة تغطي إقليم الفاتيكان الحالي ومنطقة بورجو، كما تم توسيع وتعديل الجدران باستمرار حتى عهد البابا أوربان الثامن في أربعينيات القرن السادس عشر.

على الرغم من أن البابا عاش تقليدياً في قصر لاتيران، إلا أن البابا سيماشوس بنى مسكناً بجوار القديس بطرس في أوائل القرن السادس، حيث تم توسيعه بعد مئات السنين من قبل كل من يوجين الثالث وإنوسنت الثالث، وفي عام 1277 تم تجميع ممر مغطى بطول نصف ميل لربط الهيكل بكاسل سانت أنجيلو، ومع ذلك تم التخلي عن جميع المباني مع انتقال المحكمة البابوية إلى أفينيون فرنسا في عام 1309، وعلى مدار نصف القرن التالي أصبحت المدينة في حالة سيئة.

بعد رجوع الكنيسة الكاثوليكية في عام 1377، عمل رجال الدين على إرجاع أمل المدينة المسورة، حيث في عام 1450 عمل نيكولاس الخامس على تشييد القصر الرسولي، وفي النهاية هو المقر الدائم لخلفائه وأصبحت مجموعته من الكتب أساس مكتبة الفاتيكان، كما أنه في سبعينيات القرن التاسع عشر بدأ سيكستوس الرابع العمل في كنيسة سيستين الشهيرة، التي تضم لوحات جدارية أنشأها فنانون بارزون من عصر النهضة مثل بوتيتشيلي وبيروجينو.

بالإضافة إلى أن المدينة في عام 1503 في فترة بوليس الثاني تم العمل على تغيرات مهمة، حيث تم تكليف مايكل أنجلو بالعمل على رسم سقف كنيسة سيستين في عام 1508، وقام المهندس المعماري دوناتو برامانتي بتصميم ساحة بلفيدير، كما اختار البابا هدم كاتدرائية القديس بطرس التي يبلغ عمرها 1200 عام وجعل برامانتي يبني واحدة جديدة مكانها.

أدت وفاة يوليوس عام 1513 وبرامانتي في العام التالي إلى نزاع دام لفترة زمنية حول كيفية مواصلة المشروع، حتى أنهى مايكل أنجلو في عام 1547 باختياره لمتابعة تصميم برامانتي الأصلي، حيث أكمل جياكومو ديلا بورتا قبة القديس بطرس الشهيرة في عام 1590، وانتهى العمل في الهيكل الكبير أخيراً في عام 1626، كما أن المتاحف في المدينة مكونة من منحوتات يوليوس الثاني، كما استمر الباباوات اللاحقون في تعزيز المجموعات الشهيرة على مر السنين مع المتحف المصري الغريغوري والمتحف الإثنولوجي ومجموعة الفن الديني الحديث والمعاصر من بين الإضافات.

احتفظ الباباوات بالسلطة على المناطق الإقليمية المعروفة باسم الولايات البابوية حتى عام 1870، عندما طالبت الحكومة الإيطالية الموحدة فعلياً بجميع الأراضي خارج أسوار المدينة، حيث نشبت المواجهة بين الكنيسة والحكومة العلمانية على مدار الستين، حتى تم التوصل إلى اتفاق مع اتفاقيات لاتران في عام 1929، حيث تم التوقيع من قبل بينيتو موسوليني نيابة عن الملك فيكتور عمانويل الثالث، وبحسب الاتفاقيات أصبحت مدينة الفاتيكان ككيان مستقل عن الكرسي الرسولي ومنح الكنيسة 92 مليون دولار كتعويض عن خسارة الولايات البابوية.

بقيت الفاتيكان موطن البابا ومقر الإمبراطورية الرومانية والمركز الروحي لنحو 1.2 مليار من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، حيث أنها أصغر دولة قومية مستقلة في العالم، وهي غنية بالمباني والحدائق التي تعود إلى قرون، كما تحتفظ الفاتيكان بأنظمة مصرفية وهاتفية خاصة به ومكتب بريد وصيدلية وصحف ومحطات إذاعية وتلفزيونية، كما أن من بين مواطنيها البالغ عددهم 600 أفراد من الحرس السويسري وهو عنصر أمني مكلف بحماية البابا منذ عام 1506.


شارك المقالة: