مدينة النقعة في السودان ومعالمها الأثرية

اقرأ في هذا المقال


“Naga city” وتعتبر إحدى أهم المدن الأثرية في السودان، حيث كانت عبارةً عن مقر إقامة ملكي ثانوي لمملكة مروي، والتي تقع في منطقة السهوب على بعد 30 كيلو متراً من نهر النيل.

تاريخ مدينة النقعة

وهي مدينة قديمة تنتمي إلى مملكة مروي النوبية، حيث يعود تاريخها إلى الفترة المروية (542-315 قبل الميلاد)، وكانت تسمى قديماً ب “جزيرة مروي”، حيث ظهرت المدينة بعد تفكك مملكة مصر الجديدة خلال فترة عرفت باسم انهيار العصر البرونزي، حيث استغل الملك الكوشي كشتا وخليفته بيي، عدم الاستقرار في مصر لإطلاق سلسلة من الحملات، وقهروا جيرانهم في نهاية المطاف، وأعلنوا أنفسهم فراعنة الأسرة الخامسة والعشرين.

وبدأت المدينة في التراجع حوالي عام 300 بعد الميلاد، ربما بسبب انهيار التجارة الداخلية مع ولايات وادي النيل، مع وجود أدلة أثرية تشير إلى تدهور اقتصادي وسياسي، حيث يضم وسط المدينة أكثر من 15 مبنى ومعبداً وقصراً لا يزال مخططها الأرضي مرئياً على العديد من أكوام الخراب.

وفي عام 1995 بدأ فريق من الباحثين من المتحف المصري في برلين، أعمال التنقيب في موقع مدينة النقعة في السهوب شمال شرق الخرطوم، حيث لم تمس المدينة منذ ألفي عام، وطلت أكوام ضخمة من الأنقاض المنطقة، حيث أظهرت أربعة معابد محفوظة جيداً ومزينة بالنقوش التي تعود إلى حوالي 300 قبل الميلاد إلى 200 بعد الميلاد، وكانت النقعة واحدةً من أكثر الفرق تعقيداً في السودان القديم، حيث شكلت معابدها ومناطق استيطانها وخزانات المياه والمحاجر منطقةً حضرية تزيد مساحتها عن كيلومتر مربع.

السياحة في مدينة النقعة

تعتبر مدينة النقعة إحدى المواقع الأثرية المهمة في السودان، حيث تم إدراجها ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 2011م، ويأتي إليها العديد من الزوار المحليين والأجانب لمشاهدة تاريخها العريق، حيث كان هذا تتويجاً لجهود الهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان، والتي سعت لسنواتٍ عديدة لتحقيق الاعتراف المناسب بمواقع السودان.

يوجد في النقعة معبدين محفوظين جيداً تفصل بينهما مسافة 500 قدم تقريباً؛ الأول هو المعبد الرائع لآمون رع، أحد الإله الرائد في الأساطير المصرية، وعلى غرار المعابد المصرية الأخرى في الشمال، يحتوي معبد آمون على ممر به تماثيل الكبش والعديد من الغرف المتتالية ذات الأعمدة، أما المعبد الآخر هو معبد “Apedemak”.

وهو إله برأس أسد كان يُعبد في النوبة، ويبدو هذا المعبد مختلفاً تماماً عن المعبد المصري، فهو مزخرف بالعديد من مشاهد الفتح، حيث يعتبر المعبد مثالاً كلاسيكياً للهندسة المعمارية الكوشي، ويمكن أن يعزى معبد الأسد المحفوظ جيداً إلى نوع المعبد المروي ذي الغرفة الواحدة؛ حيث تعتبر النقوش البارزة على الجدران الخارجية والداخلية من أفضل الأمثلة على الفن المروي ثنائي الأبعاد.

كما يوجد في مدينة النقعة معبد آمون الذي يسيطر على المدينة، حيث يعرض المخطط الأرضي المثالي لمعبدٍ مصري، مع محورٍ رئيسي يؤدي عبر طريق مكون من 12 تمثالاً للكباش، وصرحاً وقاعة أعمدة، ومعبداً مقابلاً، ومع ذلك فهي تظهر جوانب مروية نموذجية في كثيرٍ من تفاصيلها، كما يوجد فيها كنيسة حتحور (المعروفة سابقاً باسم الكشك الروماني)، والتي تجمع بين العناصر المعمارية والزخرفية الهلنستية والرومانية والمصرية لخلق إبداعٍ معماري مروي مستقل، بالإضافة إلى مقبرةٍ شاسعة يوجد فيها مقابراً رملية.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: