مدينة بلد الوليد في إسبانيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة بلد الوليد هي واحدة من المدن التي تقع في مملكة إسبانيا، حيث تقع مدينة بلد الوليد في وسط شبه جزيرة يوكاتانعلى بعد ساعتين بالسيارة من كانكون أو بلايا ديل كارمن، إنها المحطة المثالية لزيارة أحد أعجوبة العالم الجديدة الشهيرة أطلال تشيتشن إيتزا التي تقع في الجوار، من أجل تطوير النشاط السياحي في يوكاتان تم انتخاب بلد الوليد Pueblo Magico( (Magic Town)) في عام 2012 ميلادي، منازلها ومزارعها الملونة تجعل هذه المدينة الاستعمارية واحدة من أكثر المدن شهرة في شبه الجزيرة، حيث تأسست المدينة عام 1543 ميلادي على يد فرانسيسكو مونتيجو، وكانت المدينة الثانية التي بناها المستعمرون الإسبان (بعد ميريدا عام 1542).

نبذة عن مدينة بلد الوليد

بلد الوليد هي العاصمة الإدارية لكاستيلا ليون وهي مدينة معروفة بفئتها وتطورها وتنوعها المعماري، تقع على مسافة أقل من ساعتين بالسيارة من مدينة مدريد، وهي تقع في الجزء الغربي من إسبانيا ومباشرة في قلب منطقة الحكم الذاتي من كاستيلا ليون، وتحيط بها مقاطعات ليون وزامورا وسلامنكا وأفيلا وسيغوفيا وبورغوس وفالنسيا.

لعب بلد الوليد دورًا بارزًا في تاريخ إسبانيا حيث تزوج الملك فرناندو والملكة إيزابيل عام 1469 وكان مكانًا للمحكمة الإسبانية في عدة مناسبات خلال العصور الوسطى والحديثة، كانت أيضًا نقطة التقاء للمستكشفين مثل فرناندو دي ماجالانيس الذي جاء إلى هنا لمناقشة خطط الملاحة الخاصة بهم، وكانت مدينة إقامة ميغيل دي سيرفانتس مؤلف دون كيخوت والمكان الذي توفي فيه كريستوفر كولومبوس، كانت بلد الوليد مدينة الملوك والملكات والشخصيات البارزة في التاريخ الإسباني، لقد ترك التاريخ بصمة في المدينة تتجلى في تنوعها المعماري.

اليوم هي واحدة من أكبر المدن في كاستيلا ليون ويبلغ عدد سكانها حوالي 500.000 نسمة، لديها شبكة واسعة من الطرق والخدمات الجيدة وأجواء مفعمة بالحيوية مع الكثير من الأنشطة الفنية والثقافية، إنه مكان مثالي للتسوق وكذلك للاسترخاء مع الكثير من المقاهي الساحرة والتراسات والفنادق الممتازة، ويوجد في بلد الوليد مطار دولي (Villanubla) تخدمه شركات طيران مثل (Ryanair) و(Lagunair) و(Iberia) و(Air France) وستكون واحدة من الوجهات الجديدة للسكك الحديدية الإسبانية مع مشروع خط بين بلد الوليد ومدريد.

تتطلع المدينة إلى المستقبل بمشاريع جديدة مثل متحف الفن الإسباني المعاصر “باتيو هيريريانو” ومتحف العلوم، البنى التحتية الإدارية الجديدة مثل محاكم كاستيلا ليون تجدد نفوذها السياسي في إسبانيا القرن الحادي والعشرين، وتتمتع بلد الوليد بمناخ قاري مع فصل شتاء بارد وصيف حار ويبلغ متوسط ​​درجات الحرارة على مدار العام 16 درجة مئوية كحد أقصى و 6 درجة مئوية كحد أدنى، إنها ليست منطقة ممطرة جدًا حيث يكون المطر أكثر تواترًا في الخريف والربيع.

تاريخ مدينة بلد الوليد

مدينة بلد الوليد تأسست في القرن الحادي عشر الكونت بيدرو أنسوريز، الذي بنى كنيسة سانتا ماريا دي لا أنتيغوا  وعمدة بوينتي (جسر فوق نهر بيسويرجا)، وتحويل بلد الوليد في المركز البيروقراطي، ثم تطورت المدينة خلال القرنين التاليين لتصبح مقر التاج القشتالي، وفي القرن الثالث عشر وبفضل الملكين فرديناند الثالث وألفونسو العاشر وصلت المدينة إلى أعظم عصر في تاريخها، هنا في قصر لوس فيفيرو تزوج فرديناند وإيزابيل “الملوك الكاثوليك” لتوحيد أكبر مملكتين في ذلك الوقت.

عند زيارة بلد الوليد لا يزال بإمكانك رؤية المنزل الذي قضى فيه ميغيل سيرفانتس سنواته الأخيرة ويقال إن كريستوفر كولومبوس قد مات هنا، ومدينة بلد الوليد هي مسقط رأس فيليبي الثاني وفيليبي الثالث الذين نقلوا أخيرًا الحكم إلى مدريد في  القرن السابع عشر، بعد هذا الانتقال للسلطة بدأت المدينة في التدهور وبحلول القرن الثامن عشر انخفض عدد سكان المدينة من 100000 نسمة إلى 20000 فقط، في أوائل القرن التاسع عشر غزا الفرنسيون بلد الوليد.

في القرن العشرين، بعد الحرب الأهلية الإسبانية شهدت المدينة نموًا مذهلاً بفضل التطور الصناعي وخاصة في صناعة السيارات، بلد الوليد حاليًا مدينة حديثة يبلغ عدد سكانها حوالي 400000 نسمة، وهي أيضًا العاصمة الحالية لقشتالة وليون أكبر منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في أوروبا.

جولة في مدينة بلد الوليد

بلد الوليد هو بلا شك مكان مثالي لتعلم اللغة الإسبانية، إنها مدينة متوسطة الحجم وآمنة وتوفر ترحيبا حارا وأجواء ودية للقيام بنزهة ممتعة، حيث يحتل موقعًا استراتيجيًا في النصف الشمالي من إسبانيا، إنها عاصمة منطقة (Castilla y León) وتلعب حاليًا دورًا رئيسيًا في التنمية، ويعود تاريخ المدينة إلى ألف عام وتضم الآن تراثًا تاريخيًا غنيًا، حيث يحتفظ الجزء القديم من المدينة بمجموعة معمارية مثيرة للاهتمام تضم القصور والكنائس والساحات والمباني الرمزية.

تشتهر مدينة بلد الوليد بأنها مسقط رأس اللغة الإسبانية وقد كانت موطنًا لكتاب إسبان بارزين مثل خوسيه زوريلا أو ميغيل ديليبس، وتضم جامعة بلد الوليد أكثر من 27000 طالب وتشكل جزءًا أساسيًا من حياة المدينة، حيث يجلب جوها الجامعي الحيوية والشباب إلى شوارعها، كما أنها مدينة حديثة بها شوارع للمشاة وحدائق ومراكز تسوق واسعة، وهي مكان مثالي للاستمتاع بالسينما والحفلات الموسيقية والمعارض.

إن التنزه في ساحة بلازا مايور أو زيارة المتاحف المهمة في المدينة ليست سوى بعض من الأنشطة العديدة التي يقدمها بلد الوليد، وزيارة إلى الكلية الوطنية لمتحف سان جريجوريو أمر لا بد منه، إنه أحد أهم المتاحف في إسبانيا بفضل الجودة الأصلية لمجموعته من المنحوتات وجمال المبنى الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، يضم متحف (Patio Herreriano) للفن المعاصر مجموعة كبيرة من الأعمال التي تتبع تطور الفنانين والاتجاهات الرئيسية منذ أوائل القرن العشرين.

المتاحف الأخرى ذات الأهمية هي متحف العلوم المكرس لثقافة العلوم ويقدم للزوار فرصة لرؤية والتأمل والتفاعل، والمتحف الشرقي الذي يضم أكبر مجموعة من الفن الصيني والفلبيني والياباني في إسبانيا، و(Cervantes House) أو متحف كولومبوس هاوس أو متحف زوريلا هاوس.

يجب أن تتضمن أي رحلة ثقافية حول مدينة بلد الوليد طريق الكنائس وزيارة كنائس مثل سانتا ماريا دي لا أنتيغوا وهي أحد رموز المدينة، وسان بابلو التي تأسست في القرن الثالث عشر وسان ميغيل والكنيسة الرائعة من سان بنيتو، بدأ العمل في كاتدرائية بلد الوليد في القرن السادس عشر على يد المهندس المعماري الشهير خوان دي هيريرا، المنطقة المحيطة بالكاتدرائية مليئة بمقاهي الشوارع الممتعة.

أقدم وأشهر حديقة في المدينة هي كامبو غراندي وهي منطقة حديقة رومانسية كبيرة تقع في قلب المدينة وموطن لمجموعة متنوعة من الأشجار والطيور بما في ذلك الطاووس الشهير، ويغطي الطريق الليلي (Valladolid Rivers of Light) عددًا من مناطق المدينة ويوفر رحلة مضيئة مثيرة للاهتمام حول المدينة، حيث تشكل الإضاءة من الشوارع والمباني والآثار مشهدًا ليليًا مذهلاً.


شارك المقالة: