مدينة بنجول هي واحدة من المدن التي تقع في دولة تركيا، وتعد مدينة بنجول أرض الألف بحيرة حيث تقع في مقاطعة الأناضول التركية، وحتى عام 1950 ميلادي كان يشار إلى مدينة بنجول شعبيا باسم كاباكور، وتقع مدينة بنجول في موقع مناسب وسط المرتفعات الرائعة وتحيط بها الأنهار الجليدية المتجمدة، وفي الآونة الأخيرة أصبحت مدينة بنجول منطقة جذب سياحي شهيرة تجتذب عددًا كبيرًا من الأشخاص المحبين للطبيعة والرياضيين كل عام.
مدينة بنجول
تقع مدينة بنجول على بعد 144 كيلومترًا (89 ميلاً) شرق إلازيغ، في منطقة مرتفعة من هضبة الأناضول الشرقية الواسعة، وتحيط بالمنطقة عدة جبال، حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي 3000 متر (9840 قدمًا)، وتحتوي على العديد من بحيرات الأنهار الجليدية التي أعطت المدينة اسمها “ألف بحيرة”، وتعد قمة كالاتيبي (3250 مترًا) على جبال مدينة بنجول، بالقرب من مدينة كارليوفا مكانًا رائعًا لمشاهدة شروق الشمس الرائع ، خاصة بين 15 يوليو و 15 أغسطس.
تاريخ الأرض يبدأ (Urartians) ويستمر تحت هيمنة الفرس، والسلاجقة ثم العثمانيين، ويمكن العثور على بقايا هذه الفترات في مواقع مختلفة، وأهمها قلعة العصور الوسطى داخل وسط المدينة، والمدينة صغيرة ولكن بها مرافق جيدة للصيد والاستحمام الحراري والرياضات الشتوية، وتوجد بحيرة صغيرة مثيرة للاهتمام للغاية (300 متر مربع)، وفيها جزيرة طبيعية عائمة، في قرية حزيرسا بالقرب من صلحان.
جبل كوروكاداغ في منطقة يولكاتي هو منطقة تزلج صغيرة تبعد حوالي 25 كيلومترًا (16 ميلاً) عن وسط المدينة، ويمكن الوصول إليه بسهولة عن طريق البر بالحافلات أيضًا، والموسم بين فبراير ومارس، حيث يقيم المتزلجون في الشاليهات الجبلية، ويوجد على مسار تزلج يبلغ طوله 1000 متر مكان مخصص للمتزلجين، وفي الأول من مايو 2003 ميلادي ضرب زلزال مروع مدينة بنجول مما أسفر عن مقتل 176 شخصًا، معظمهم من أطفال المدارس الابتدائية ينامون في سكنهم، وضرب في الساعة 03:27 صباحا بالتوقيت المحلي واستمر لمدة 17 ثانية، بمقياس ريختر 6،4.
تضم مدينة بنجول سبع مناطق وهي متاخمة لديار بكر في الجنوب وتونجلي وإيلازيغ في الغرب وأرضروم وأرزينجان في الشمال وموش في الشرق، وهناك العديد من خيارات السفر للوصول إلى المناطق المجاورة لأولئك الذين يرغبون في السفر إلى المنطقة الأوسع.
تجد مدينة بنجول سحرها الأساسي وثرائها في جمال طبيعتها، حيث يمكنك ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة والاستمتاع بالمنظر الخلاب من جبل بنجول عند غروب الشمس أو القيام برحلة على الطريق لاكتشاف الجمال الخلاب في محيط المدينة، ويصف الكاتب والرحالة التركي الشهير أوليا جلبي الجمال الطبيعي لمدينة بنجول في كتابه الشهير “سياحة نامه”، ويتحدث عن الأنواع النباتية المتوطنة في هضاب مدينة بنجول، ومجموعة متنوعة من الأزهار والبحيرات وأنواع الأسماك التي تعيش في هذه البحيرات، ويمكنك التجدد في طبيعتها الرائعة والاستفادة من المياه الحرارية العلاجية أثناء رحلتك إلى مدينة بنجول.
تاريخ مدينة بنجول
كانت مدينة بنجول موقعًا مهمًا في منطقة شرق الأناضول منذ العصور القديمة، وكانت المنطقة مهد طرق الهجرة ونقاط الاستيطان لمختلف الحضارات بما في ذلك الحيثية وأورارتو وبلاد فارس ومقدونيا والسلوقيين والرومان والساسانيين والهيمنة البيزنطية بدءًا من 1300 قبل الميلاد، وبعد معركة مالازجيرت عام 1071 ميلادي دخلت مدينة بنجول تحت الحكم السلجوقي كأحدث مستوطنة في المقاطعة، واستولى عليها فيما بعد حكام (Artukogullari) و(Akkoyunlu).
في عام 1474 ميلادي هُزم أوزون حسن أمام السلطان محمد الفاتح، خلال معركة (Otlukbeli) وأصبحت المنطقة تحت الحكم العثماني. تم ربط جباكسور بإيلازيغ ومقاطعة موش المشكلة حديثًا في عام 1919. تم تسمية وسط المدينة بنجول في عام 1936 بعد إعلان الجمهورية.
يقع تاريخ مدينة بنجول في منطقة أعالي الفرات في شرق الأناضول، ومن الممكن العثور على آثار للعديد من الحضارات في أراضي مقاطعة بنجول، التي تتمتع بخلفية ثقافية غنية، وتتميز مدينة بنجول والمناطق المحيطة بها، التي تتمتع بتاريخ غني يعود إلى 4000-5000 قبل الميلاد، والتي شهدت العديد من الحضارات، مثل الأورارتيين والآشوريين والحثيين والفرس والرومان والسلاجقة والعثمانيين، بجغرافيا تفوح منها رائحة التاريخ.
على عكس مركز المقاطعة، تعد مدن (Genç) و(Kiğı) أقدم المناطق في المقاطعة، وتجسد الكثير من تاريخها، إن حقيقة عدم وجود أطلال للمدينة أو بقايا تاريخية أخرى في وسط المدينة دليل على ذلك، حيث تم العثور على جزء كبير من البقايا التاريخية داخل حدود المقاطعة في الأجزاء الجنوبية من مناطق (Genç وKiğı وAdaklı وSolhan)، وحول (Yenibaşak)، وهناك بقايا تاريخية من حضارات ما قبل الإسلام والحضارات الإسلامية في المنطقة.
تشمل أهم القطع الأثرية من فترة ما قبل الإسلام القلاع والمقابر والكهوف والكنائس، ومن بينها بقايا كوبا وقلعة كرالكيزي وقلعة سيبيترياس وقلعة كيجي هي الأفضل حفظًا، هناك أيضًا العديد من شواهد القبور وعدد قليل من الكنائس القديمة حول (Kiğı)، وتعود معظم القطع الأثرية في فترة ما قبل الإسلام إلى عصر الأورارتيين والميديين والفرس والرومان.
السياحة في مدينة بنجول
الجزر العائمة
تقع هذه الوجهة السياحية، المعروفة باسم الجزر العائمة على بحيرة فوهة البركان في تورنا، وتم تشكيل ثلاث جزر صغيرة تتأرجح على البحيرة من خلال فصل شظايا التربة عن الأرض، وتتحرك الجزر عن طريق الدفع، ولكنها أيضًا يمكن أن تتحرك بتأثير الرياح، وتقع الجزر العائمة في قرية (Hazarşah) في منطقة (Solhan).
شلال سير
شلال سير هو جمال طبيعي رائع يستحق الزيارة، إن حركة المياه التي تشبه الرقص تقريبًا أثناء تدفقها رائعة للغاية ويزور الكثير من الناس هذا الشلال كل عام، والمنطقة المحيطة مغطاة أيضًا بإطلالات رائعة، ويمكنك القدوم إلى هنا للنزهة والاسترخاء أو الذهاب للمشي لمسافات طويلة، ولا تنس التقاط الكثير من الصور للمناظر الطبيعية المذهلة.
قلعة الملك
تقع قلعة (King’s Castle) في منطقة (Genc) في مدينة بنجول، إنها واحدة من أجمل مناطق مدينة بنجول التي تقع على وادي مراد بمناظرها الطبيعية الرائعة، والتاريخ الدقيق لبناء القلعة غير واضح، على الرغم من أنه يعتقد أن الملك الفارسي دارا بناها لابنته الحبيبة، والاسم الأصلي للقلعة هو داراهيني، وهو ما يعني نافورة دارا.
قلعة كيجي
تقع القلعة في منطقة (Kiğı) التي يعود تاريخها إلى ما قبل 3000 عام، وهي عبارة عن مبنى بيزنطي، واستقر الحيثيون والأورارتيون والفرس على التوالي في المنطقة حتى أصبحت تحت سيادة الحكام المقدونيين والرومان والساسانيين والبيزنطيين، وسيطر عليها الأتراك السلاجقة بعد عام 1971 ميلادي، وموقع القلعة على التلال شديدة الانحدار يجعل من الصعب للغاية الصعود إليها، ومعظمها في حالة خراب اليوم.
كهف زاغ
يقع كهف زاغ على جرف شديد الانحدار بين قريتي (Gökçeli) و(Yenidal)، على ضفاف نهر (Murat)، ويقع الجانب المواجه لنهر مراد على ارتفاع 200-300 متر فوق سطح الأرض ومنقوع من الصخور، ويتكون الكهف من عدة غرف موزعة على ثلاثة طوابق متصلة ببعضها البعض بواسطة مداخن مستديرة، ولقد دمر طوال الوقت ولكن لا يزال هناك 17 غرفة حافظت على هيكلها اليوم.