مدينة تروندهايم في النرويج

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة تروندهايم:

اسم تروندهايم مشتق من اللغة الإسكندنافية القديمة، مما يعني موطن الأقوياء والخصب، تأسست المدينة على يد الملك الفايكنج أولاف تريغفاسون في عام 997م، وتحتل مكانة خاصة في الثقافة والتاريخ النرويجيين، كما كانت تروندهايم أول عاصمة للبلاد، ولا تزال مدينة التتويج، حيث تم الترحيب والتتويج والتبارك لملوك النرويج من هارالد هارفاغري إلى الملك هارالد الخامس، كما تظهر المنحوتات الصخرية أن الناس عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين.

في تاريخها كانت المدينة ولا تزال الآن وجهة شهيرة،  تعد تروندهايم أيضاً مركزاً كنيسياً، وعاصمة إقليمية ومركزاً للصناعة والتجارة ومركزاُ مهماً للتعليم والبحث، كما أنها بعد حريق كارثي عام 1681 دمر معظم المنازل في المدينة، تم إحضار الرائد جان كاسبار دي سيسينيون إلى تروندهايم من لوكسمبورغ لتصميم مخطط مدينة جديد على الطراز الباروكي، اتسعت الشوارع لمنع الحرائق من الانتشار وبعض الأزقة الضيقة والشوارع الضيقة التي نشأ العديد منها في العصور الوسطى، ولا تزال موجودة حتى يومنا هذا.

مدينة أسسها ملك الفايكنج غارقة في التاريخ وخلال عصر الفايكنج لم يتم تدوين أي شيء تقريباً على الإطلاق، لذلك لا يزال الكشف عن الحقيقة حول ماضي تروندهايم عملية مستمرة، حيث تساعدنا الاكتشافات الأثرية الحديثة في جميع أنحاء وسط المدينة على فهم كيف كانت الحياة فيها، ومع ذلك أثارت الحفريات في المواقع التي يُعتقد أنها كانت كنائس وقصور ويرجع ذلك أساساً إلى أن القليل من المصادر المكتوبة بقيت من العصور الوسطى.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة تروندهايم:

كاتدرائية نيداروس:

التي تم بناءها فوق قبر ملك الفايكنج الذي قتل في معركة ستيكلستاد عام 1030، ويعود تاريخ بناءها إلى القرن الحادي عشر، كما تقول التقاليد أن المذبح العالي للكاتدرائية يقف الآن في المكان المحدد لموقع الدفن هذا، وبعد عام وخمسة أيام من وفاته أُعلن الملك قديساً وبدأ الحجاج يتدفقون على نيداروس وقبر الملك.

الحرم الوطني للنرويج الذي بني فوق قبر القديس أولاف بدأ العمل في عام 1070، لكن الأجزاء الأقدم التي لا تزال موجودة تعود إلى منتصف القرن الثاني عشر، هذه على الطراز الرومانسكي، في حين أن معظم الكاتدرائية على الطراز القوطي، كما تم الانتهاء من المبنى في حوالي عام 1300، ولكن بعد أن دمرته النيران عدة مرات أصبح إلى حد كبير في حالة خراب في وقت الإصلاح في عام 1537.

في عام 1869 بدأت عمليات الترميم واسعة النطاق وبعد قرن أعيد مرة أخرى إلى عظمته الأصلية، حيث يعود تاريخ الزجاج المعشق إلى أوائل القرن العشرين، كما توجد المنحوتات على الجهة الغربية لفنانين نرويجيين بارزين وأقيم آخرها في عام 1983، كما يوجد أسفل صحن الكنيسة سرداب به شواهد القبور من العصور الوسطى.

بالإضافة إلى أن مبنى الكنيسة الضخم ما زال يحتفظ بألوانه الخضراء والرصاصية القديمة، كما يتميز بالواجهة الرائعة التي تضم العديد من التماثيل المختلفة، ويعد الجدار الغربي هو الواجهة الرئيسية للكنيسة ويعرض سلسلة من الأشكال الزخرفية من بينها شكل يمثل كبير الملائكة وهو يحمل درعاً ورمحاً، واليوم يتلقى ملوك النرويج المباركة الرسمية لهم في هذه الكنيسة التي لازالت تحفظ بالشعارات والرموز الدالة على الملكية إلى الآن.

جسر المدينة القديمة:

هو من أهم المعالم في المدينة الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1681، كان موقع الجسر ذو أهمية عسكرية استراتيجية في ذلك الوقت، وتم دفع تكلفة البناء من قبل الملك كريستيان الخامس بالدنمارك، حتى تم الانتهاء منه في عام 1685 وتم بناؤه بالقرب من الجسر الأصلي للمدينة، مما أدى الى تحلل الجسر القديم وانهياره، ومنذ ذلك الحين خضع الجسر الجديد للعديد من التغييرات.

بالإضافة إلى أن هذا الجسر التاريخي القديم الذي تم بناءه من الخشب، ويوجد في وسط الجسر بوابة حديدية التي بقيت بوابة المدينة لغاية عام 1816، ولكن الخشب كان مدعوماً على ثلاثة أرصفة حجرية، كما تم إعادة تصميم الجسر في عام 1861، واليوم يعد هذا الجسر هو واحد من معالم تروندهايم المميزة.

الجسر يتميز أيضاً بوجود الممرات الخلابة والمنازل القديمة الملونة الموجودة بالقرب من الجسر، وبسبب ذلك تم إطلاق عليه اسم بوابة السعادة فيبدو الأمر وكأنه قرية صغيرة، وأصبحت المباني الخشبية التاريخية على ضفاف النهر حتى يومنا هذا تظهر بشكل رائع يجذب الانتباه بالإضافة إلى المحلات الصغيرة والمعارض والمقاهي والمطاعم، لذلك يعد هذا المكان هو أكثر الأماكن الأثرية المميزة في تروندهايم.

قلعة كريستيانستن:

هي من أقدم المعالم في المدينة التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1681 وتوجد في الجهة الشرقية من المدينة على أعلى التل، وكان الهدف من بناءها لحماية المدينة من الهجوم أثناء الحروب، تم بناء هذا الحصن العريق فترة الحرب العالمية الثانية عندما كان النازيون أعضاء في المقاومة النرويجية، وكانت القلعة تذكار دائم لأولئك الذين تم إعدامهم فيها، كما تتميز القلعة بالبرج الكبير بالإضافة إلى وجود متحف يضم العديد من الأثار التاريخية القديمة لمدينة تروندهايم.

قصر ومتحف رئيس الأساقفة:

هو أقدم المعالم في الدول الإسكندنافية الذي يعود تاريخه إلى القرون الوسطى، بل هو من أجمل القصور التاريخية المحفوظة في أوروبا، كما أن الجزء الغربي من القصر يعود تاريخه إلى أواخر القرن الثاني عشر، ويضم الآن عدداً من العروض التاريخية بما في ذلك معرض التاج النرويجي الذي يضم مجموعة مذهلة من جواهر التاج النرويجية المبهرة، بالإضافة إلى متحف الجيش والمقاومة، الذي يركز على التاريخ العسكري من عصر الفايكنج إلى الحرب العالمية الثانية، أما في الجناح الجنوبي يضم متحف قصر رئيس الأساقفة منحوتات أصلية واكتشافات أثرية من كاتدرائية نيداروس القريبة.

منزل ستفس قاردن:

تم بناءه كمنزل خاص من قبل الأثرياء كريستين شولر في عام 1778، ويستخدمه أفراد العائلة المالكة النرويجية كمقر إقامة رسمي لهم عندما يزورون المدينة، كما يعد هذا القصر الأصفر المكون من 140 غرفة أحد أكبر المباني الخشبية في أوروبا، ويضم أفراد العائلة المالكة وضيوفهم منذ عام 1800، حيث يمكننا زيارة الغرفه الفخمة في جولة بصحبة مرشدين.

متحف التاريخ والثقافة:

حول أطلال قلعة الملك سفير التي يعود تاريخ أجزاء منها إلى القرن الثاني عشر، يضم هذا المتحف المفتوح للتاريخ والثقافة النرويجية ما يزيد عن 80 مبنى تمثل حياة القرية والمدينة، فضلاً عن ثقافة شعب السامي الأصلي، كما يتكون وسط المدينة بالمتحف من منازل خشبية كانت ذات يوم في وسط مدينة تروندهايم، وتشمل محل بقالة ومكتب بريد وورش عمل التجار، التي تحكي إحدى المجموعات قصة ماضي تروندهايم البحري بالمخازن وحظائر القوارب ومعدات الصيد، حيث تُظهر قرية زراعية الحياة الريفية وتشمل الكنيسة التاريخية.

البلدة القديمة:

في أزقة المدينة الضيقة بمبانيها الخشبية المميزة على الرغم من تضررها من النيران عدة مرات، لكن لا يزال لدى المدينة حوالي 40 زقاقاً أصلياً تعج بالمتاجر والشركات والصالونات منذ العصور الوسطى وصالات العرض والمحلات التجارية على طول الشوارع المرصوفة بالحصى في حي باكلاندت، بعد ذلك جسرها الشهير لالتقاط صور لمباني الرصيف ذات الألوان الزاهية التي تصطف على الواجهة البحرية، كما في الأزقة التي تعبر عن تاريخ البلدة القديمة واكتشاف قصص الماضي اللامعة للمدينة.


شارك المقالة: