نبذة عن مدينة تورناي:
تورناي هي مدينة بلجيكية في والونيا يبلغ عدد سكانها حوالي سبعين ألف نسمة، وتقع المدينة في مقاطعة هينولت على بعد 10 كيلومترات من الحدود الفرنسية على ضفتي نهر شيلدت، كما تعود أصول تورناي إلى معسكر تورناكوم العسكري الروماني الذي تأسس في منتصف القرن الأول الميلادي، وخلال العصور الوسطى احتل الفرنجة المركز الصغير ثم دمره النورمان، أما في القرن الثالث عشر كانت المدينة محاطة بأسوار تتوافق مع تصميم الجادات الحالية.
بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر كانت تورناي مركزاً ثقافياً مهماً، ولا سيما للنحت والرسم الفلمنكي، كما تطورت المدينة بفضل وجود محاجر الحجر الجيري المستخدمة في صناعة الجير وكحجر مقطوع يستخدم لتزيين الكاتدرائيات، أما في القرن الثامن عشر أصبحت مركزاً مهماً للخزف، والتي تأسست عام 1750 وأنتجت صناعة الخزف عالية الجودة حتى نهاية القرن التاسع عشر.
أبرز المعالم الأثرية في مدينة تورناي:
كنيسة القديس كوينتين:
يعود تاريخ صحن الكنيسة المشيد على الطراز الرومانسكي إلى نهاية القرن الثاني عشر، كما يعد مبنى الكنيسة والكاهن مع قبو ضلع مائل مثالاً على الانتقال من الطراز الروماني إلى الطراز القوطي، والكاهن محاط بدرابزين رخامي من القرن السابع عشر، كما يعود تاريخ البرج المركزي إلى القرن الثالث عشر، في الأصل تم تزيين هذا البرج بثلاثية ثنائية، كما في المباني الرومانية والقوطية ونافذة مفصولة بأعمدة إلى ثلاثة أجزاء ومغلقة بأروقة ثلاثية، ولكن خلال الحرب العالمية الثانية تم تدميره بالقصف الألماني وأعيد بناؤها في شكل تغير قليلا.
توجد مصليتان دائرتان في الزوايا التي تشكلت عند تقاطع صحن الكنيسة وجناح الكنيسة، ويضم أحدها قبر جاك كاستيني، الذي توفي عام 1327، والثاني هو المكان الذي دُفن فيه باسكوييه جرينير الذي ساهم في تجديد المفروشات في تورناي، كما تم صنع الأورغن في الكنيسة بواسطة باني الأورغن دلموت في عام 1986.
قاعة القماش:
تم بناء هذا المبنى الواقع في ساحة السوق في القرن الثالث عشر من الخشب، ومع ذلك بعد تدميرها بالكامل في عام 1606 أعيد بناؤها من الحجر في 1610-1611، كما يتم الجمع بين الأنماط المختلفة هنا، الطابق الأرضي للواجهة مزين بأقواس مثلثة على الطراز القوطي الخالص، والطابق الأول من عصر النهضة والجزء العلوي من الطراز الباروكي، وتم بناء الفناء الذي يحتوي على أروقة داخلية في عام 1616 على غرار الأفنية الإيطالية، مثل معظم المباني في الميدان تعرضت القاعة القماشية للقصف في عام 1940، وتم تجديد واجهة المبنى في عام 1998، اليوم تقام فيها المعارض والأحداث الهامة.
كاتدرائية نوتردام دي تورناي:
هي من أهم المعالم الأثرية في المدينة المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن الثاني عشر وهي مزيج من الطراز الرومانسيك والطراز القوطي وتتميز بأبراجها الخمسة المربعة، كما يبلغ طول المبنى أكثر من130 متراً ويبلغ ارتفاعه 84 متراً، في حين كانت الجوقة القوطية بمثابة مرحلة انتقالية مع كل من العناصر الرومانية والقوطية منذ مطلع القرن الثالث عشر.
بالإضافة إلى أنها تتميز بالأسلوب النموذجي الرومانسي ويوجد فيها حوالي 1635 ستارة يعود تاريخها إلى عصر النهضة الرائع على يد النحات الفلمنكي كورنيليس فلوريس من عام 1573، أما صحن الكنيسة الذي يمزج بين الترهيب والتقشف على عكس مهارة الجوقة، والتي كانت مستوحاة من الكاتدرائيات الفرنسية الشمالية في آميان وشارتر، كما تضم حواف مصممة من الفن الليتورجي الذي لا يقدر بثمن، مثل نسيج أراس الذي يعود إلى القرن الرابع عشر، واثنان من التماثيل والعاجات الثمينة والعديد من الأحجار الكريمة الرائعة.
ميدان جراند بليس:
هي الساحة المركزية في المدينة مثلثة الشكل تحيط بها قصور نبيلة من القرن السابع عشر، ويهيمن عليها برج مدني من القرن الثاني عشر، أصبح الآن أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو ويرتفع البرج 72 متراً فوق المربع ويحتوي على 43 جرساً بداخله، كان ميدان تورناي الرئيسي الثلاثي خارج أسوار المدينة، وفي ذلك الوقت كانت هذه المساحة الواسعة عبارة عن مقبرة جالو الرومانية ثم تحولت مكاناً للسوق في عصر الكارولنجيان في حوالي القرن الثامن عندما انتشرت التجارة الأوروبية من جديد.
برج الجرس:
هو من أهم المعالم الأثرية والتاريخية في المدينة الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1188، ويعد أقدم برج في البلاد وكان يستخدم كبرج مراقبة ضد مهاجمة الأعداء، ومع نمو المدينة في القرنين الثاني عشر و الثالث عشر أضيفت دعامات وأبراج مضلعة إلى قاعدته، كما يقع برج الجرس في الساحة المركزية، ويبلغ طوله 72 متراً، ويعد واحداً من 56 برجاً في فرنسا وبلجيكا تصدروا قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
بالإضافة إلى أنه في عام 1827 تم استخدامه كسجن داخل الغرف الموجودة الموزعة على خمسة طوابق، ولكنها استخدمت أيضاً كقاعة اجتماعات للمدينة لفترة من الوقت، وقد تم إطلاق النار على برج الجرس في نهاية القرن الرابع عشر، ويعد أقدم جرس في البرج حالياً تم بناؤه عام 1392م.
جسر الثقوب:
هو عبارة عن جسر وبوابة مائية يعود تاريخ بناءه بين عامي 1281م و1329م، كما أنه من أهم الأثار العسكرية القديمة في المدينة، حيث أن للجسر أبراج دفاعية على كل زاوية ويعد أيضاً الجسر الوحيد الناجي منذ ذلك الوقت، أما الجانب العلوي من هذه الأبراج مسطحة، بينما الجانب الخارجي عند المصب تأخذ شكل منحني، والبوابات الكبيرة تنزلق على أماكن التمركز بين الأقواس لإغلاق ومنع مياه النهر، وقد تم هدم الجسر جزئياً أثناء انسحاب القوات البريطانية في عام 1940م، وأعيد بناؤه بعد الحرب بأقواس أطول لتسهيل حركة المياه.
منزل ميزون تورنايسين:
وهو عبارة منزل تاريخي قديم يعود تاريخه للقرن السابع عشر، كما أنه من المعالم التي تعبر عن تاريخ المدينة، حيث يتميز بوجود ثلاثة وعشرون غرفة متنوعة التي تحاكي التاريخ العسكري والتقاليد والأزياء القديمة والعادات الدينية وغيرها الكثير، وقد تم تزيين كل غرفة بمصنوعات فنية حقيقية، واحدة من أثمنها هي خطة الإغاثة في النموذج العسكري لتورناي القديمة من عهد لويس الرابع عشر، كما يمكننا أيضاً التعرف في هذا المنزل التاريخي على كل طبقة اجتماعية من طبقة النبلاء إلى أيتام المدينة، وعلى العديد من المهن المختلفة.
كنيسة القديس يعقوب:
وقد تم بناؤها في عام 1167 ويرجع تاريخ الصحن المركزي والممرات الجانبية والجناح إلى النصف الأول من القرن الثالث عشر، إنها مثال على الطراز القوطي النموذجي، أما في عام 1368 تم توسيع الكاهن بإضافة مصليتين جانبيتين وسقف الكنيسة على اليمين مزين برسومات ملائكة تعزف على الآلات، حيث تم رسمها عام 1405، وفي عام 1895 تم ترميمها بواسطة الرسام جول هيلبيج، كما يوجد في الكاهن منبر به صورة نسر من عام 141، وهي واحدة من الأعمال الفنية القليلة التي نجحت في النجاة من هجوم الأيقونات على الكنيسة في عام 1566.
محطة تورناي المركزية:
تم بنائها في عام 1879 وتم وضع الخطط بواسطة المهندس المعماري هنري بيايرت، كما ظهر ملك بلجيكا ليوبولد الأول في حفل الافتتاح الرسمي، وتم تدمير السقف الزجاجي للمحطة البالغ طوله 118 متراً خلال قصف المدينة خلال الحرب العالمية الثانية.
مباني ومنازل قديمة:
تصطف في شارع باري سانت برايس بمبنيين رائعين على الطراز الرومانسكي، حيث تم بناؤها في السنوات 1175-1200، وتتكون النوافذ من صفين أفقيين من الحجارة مدعومان بعمود مترابط، إنها نماذج أولية للعمارة الحجرية الفلمنكية، وهي من بين أقدم المباني السكنية من هذا النوع في أوروبا، بجانبه يوجد منزل سكني على طراز لويس الرابع عشر، كما يوجد أيضاً مبنى قوطي من القرن الخامس عشر في نفس الشارع، ويستخدم المنزل المسكن الأنماط المعمارية التي كانت لا تزال تستخدم في المنازل على الطراز الرومانسكي، كما يمكن العثور على العمارة القوطية الأخرى في شارع رو ديس جيسيوتيس يأتون من القرن الثالث عشر.