مدينة جورج تاون في ماليزيا ومعالمها الأثرية

اقرأ في هذا المقال


“George Town City” وتسمى أيضاً بينانج، وتعتبر ثاني أكبر مدينة في ماليزيا بعد كوالالمبور، حيث تعد واحدةً من تلك المدن النادرة المتجمدة التي تختلط مع شهوات أسلوب الحياة الحديث، كما تتميز المدينة بالمباني السكنية والتجارية وتمثل العصر البريطاني من نهاية القرن الثامن عشر.

تاريخ مدينة جورج تاون

وهي عاصمة جزيرة بينانج، وسميت على اسم الملك البريطاني جورج الثالث، وتقع المدينة في الجانب الشمالي الشرقي من الجزيرة وتضم ضواحيها حوالي 550.000 نسمة، بعد أن سلم سلطان قدح بينانج للإنجليز، أسس السير فرانسيس لايت مدينة جورج تاون، حيث بدأ على الفور في بناء حصن كورنواليس.

وعلى مر السنين تطورت هذه المستوطنة الأولى إلى مدينةٍ كبيرة (في ذلك الوقت). وفي عام 1957، حصلت جورج تاون على الإذن بأن يطلق عليها اسم مدينة، من قبل جلالة الملكة إليزابيث الثانية، وحتى عام 1972م كانت المدينة الوحيدة في ماليزيا التي حصلت على هذا الإذن، وكان تاريخ جورج تاون خلال هذه الفترة سريع النمو والتطور، حيث أصبح الميناء مركزاً لشبكة تجارية إقليمية امتدت إلى الزوايا البعيدة للإمبراطورية البريطانية.

وصل عدد السكان إلى حوالي 12000 شخص خلال السنوات الأولى من القرن التاسع عشر، حيث أصبحت المنطقة الواقعة بين شارع بيت (تسمى الآن شارع Masjid Kapitan Keling) وشارع “Malabar” (الآن شارع Chulia) وشارع “Light Street” وشارع “Beach”، مركزاً للمنطقة التجارية، كما هو واضح في المباني الاستعمارية المتبقية، بما في ذلك أمانة “Penang” القديمة، وفي وقتٍ لاحق، امتدت منطقة الشحن إلى “Weld Quay” وتم استصلاح الأرض لإيواء العدد المتزايد باستمرار من المستودعات والمكاتب والبنوك والشركات الخاصة، ولا تزال كنيسة القديس جورج المجاورة، وهي أقدم مكان للعبادة الأنغليكانية في جنوب شرق آسيا، قائمةً حتى اليوم.

يعد المركز التاريخي لمدينة جورج تاون أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2008م، ويتكون الجيب من العمارة الاستعمارية التي تم بناؤها خلال ذروة الحكم البريطاني على مستوطنات المضيق، ممزوجةً بمتاجرٍ صينية وطرق خمسة أقدام وأماكن عبادة لمختلف الأديان، حيث حازت مدينة جورج تاون على قائمة اليونسكو بسبب؛ منظرها المعماري والثقافي الفريد الذي لا مثيل له في أي مكان في شرق وجنوب شرق آسيا.

المعالم الأثرية في مدينة جورج تاون

1. شاطئ شارع تراث جورجتاون

ويعتبر إحدى أهم المعالم السياحية في مدينة جورج تاون، حيث تم بناء أول بنك في شارع الشاطئ وهو بنك تشارترد، إلى جانب مؤسسة هونج كونج وشنغهاي المصرفية، والتي تُعرف الآن باسم “HSBC”، ولا تزال تشغل نفس المبنى حتى اليوم، كما تحركت شركات الشحن والتجار الصينيون ومتجر على النمط الأوروبي والمستوردون والمصدرون، مما خلق مزيجاً حيوياً من الثقافات المختلفة، وأصبحت هذه المنطقة تُعرف باسم “High Street”، حيث تبيع جميع أنواع السلع الفاخرة المستوردة ودفعت المسؤولين المحليين إلى تثبيت أول مصابيح بترولية في بينانغ، لتضيء هذا الجزء من شارع “Beach Street” ليلاً، حيث يعتبر إرثاً استمر حتى يومنا هذا.

2. جسر بينانج

تم افتتاح جسر بينانج على البر الرئيسي في عام 1985م بعد الاستقلال، وهو مشروع تم تصميمه لأول مرة في أوائل السبعينيات واستغرق بناؤه ثلاث سنوات، حيث أطول جسر في ماليزيا، وتم تصميمه بشكلٍ غامض على جسر Golden” Gate” في سان فرانسيسكو، وقد ساعد جورج تاون على النمو كواحدةٍ من أكبر المدن في البلاد، ويُغلق الجسر فقط لماراثون “Penang Bridge” الدولي، الذي يقام كل عام منذ افتتاحه لأول مرة، حيث يستبدل المتسابقون المركبات على هذا الجسر الأيقوني ذي المسارين الأطول في البلاد.

3. مسجد كابيتان كيلينغ

يقع مسجد كابيتان كيلينغ على طول شارع “Jalan Kapitan Keling”، المعروف محلياً باسم “Harmony Street”، حيث توجد 3 هياكل دينية أخرى فيه، تم بناء المسجد في بداية القرن التاسع عشر من قبل الجالية الهندية المسلمة في المدينة، واسم المسجد مشتق من الكلمة المحلية العامية “Indian Leader”، ويعد المسجد معلماً تاريخياً هاماً في بينانغ، وهو مفتوح للجمهور خلال فترة بعد الظهر ودخوله مجاني، ولكن يتعين على الزوار ارتداء الجلباب المقدم.

4. معبد إلهة الرحمة

ويسمى رسمياً بمعبد “Kong Hock Keong” والذي يقع أيضاً على طول شارع هارموني، ويعتبر هذا المعبد البوذي والطاوي أقدم معبد في جورج تاون، وقد تم بناؤه في القرن التاسع عشر بواسطة مستوطنين هوكين والكانتونيين الصينيين الأوائل في المدينة، وقد صمد هذا المعبد في وجه التاريخ المضطرب لجورج تاون، ونجا من العديد من الحرائق والهجمات بالقنابل، وخدم كمأوى أثناء الاحتلال الياباني للمالايا في الحرب العالمية الثانية.

يُسمح للزوار بالدخول إلى المعبد للصلاة وطلب البركات، والاستمتاع باللوحات الجميلة والمنحوتات المعقدة التي يمكن العثور عليها داخل المعبد وحوله.

5. معبد سري ماهاماريمان

يقع معبد سري ماهاماريمان في مواجهة شارع هارموني ويقال إنه أقدم معبد هندوسي في بينانغ، حيث بدأ كمعبدٍ صغير في عام 1801، ثم تم تحويله لاحقاً إلى معبد في عام 1833، وهو عبارةً عن هيكلٍ ديني مهم به منحوتات فخمة للآلهة والإلهات منحوتة عند مدخله وداخله، ويفتح هذا المعبد الهندوسي للجمهور في الصباح والمساء، ويلزم على الزائرين خلع الأحذية عند الدخول داخل مجمعات المعبد.

6. كنيسة القديس جورج

تقع هذه الكنيسة على شارع هارموني، حيث تم بناؤها عام 1817م بمساعدة شركة الهند الشرقية البريطانية، وتعتبر أقدم كنيسة أنغليكانية في جنوب شرق آسيا، حيث تعرضت الكنيسة لأضرارٍ جسيمة أثناء الاحتلال الياباني للملايا في الحرب العالمية الثانية، لكن تم إصلاحها لاحقاً واستؤنفت الخدمات بعد الحرب، حيث أقيم الجناح اليوناني خارج الكنيسة مباشرةً في عام 1886م؛ كنصبٍ تذكاري للسير فرانسيس لايت، مؤسس بينانج.

7. قصر تشيونغ فات تزي

ويعرف أيضاً باسم القصر الأزرق؛ لجدرانه الخارجية ذات اللون النيلي اللامع، تم القصر في أواخر القرن التاسع عشر بواسطة تاجر صيني بارز وهو  “Cheong Fatt Tze”، مع العديد من الشركات و 8 زوجات والعديد من الأطفال في جميع أنحاء آسيا، بنى السيد “Cheong” هذا القصر في بينانغ كمركزٍ إداري محلي، ولإيواء بعض زوجاته وأفراد أسرته، حيث شيد مع مبادئ فنغ شوي الأكثر تفصيلاً، وكان في البداية منزلاً سكنياً، ثم حياً فقيراً، ثم تُرك لاحقاً في حالة سيئة.

تم إنقاذ القصر من الدمار في التسعينيات وهو الآن فندق بوتيكي فاخر، ومع ذلك، فإن أجزاء معينة من القصر مفتوحةً للجمهور خلال جولتهم المصحوبة بمرشدين والتي تستغرق 45 دقيقة، الجولة مفيدة للغاية ومسلية، حيث تسلط الضوء على حياة السيد “Cheong”، بالإضافة إلى جوانب فنغ شوي في القصر.

8. ليونغ سان تونغ كو كونغسي

كو كونغسي هي عشيرة من عشيرة “Leong San Tong”، مع سلالة تعود إلى مئات السنين، تم بناء هذا المبنى في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من قبل أفراد عائلة خو من مجتمع هوكين المحلي، وهو مخبأ داخل الأزقة الضيقة لجورج تاون، وهو أكثر بيوت العشائر روعةً وتفصيلاً في ماليزيا، يتميز فناء هذا المبنى بسحر العالم القديم، وهو محاطاً بمبنى المعبد الرئيسي ومسرح تقليدي ومنازل قديمة، كما يتميز بهندسته المعمارية الفخمة، ولوحاته الذهبية وجدارياته المتطورة والمنحوتات التفصيلية، كما يوجد أيضاً متحف في الطابق الأرضي يأخذ الزوار في رحلة عبر تاريخ العشيرة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: