مدينة جونيه في لبنان

نبذة عن مدينة جونية:

مدينة جونيه هي واحدة من المدن الساحلية في قضاء كسروان في الجمهورية العربية اللبنانية، تقع مدينة جونية على مسافة ما يقارب نحو 16 كيلو متر (10 ميل) إلى الجهة الشمالية من العاصمة اللبنانية بيروت، منذ عام 2017 ميلادي فقد كانت مدينة جونيه عبارة عن العاصمة الرئيسية لمحافظة الجبيل.

ومن المميز في مدينة جونية أنها عبارة عن مدينة تعتمد على الحياة الليلية والمنتجعات الساحلية، بالإضافة إلى سوقها القديم، وموقع تنزيل للمظلات وموقع للتلفريك الذي يقوم برحلة للركاب إلى أقصى الجبل إلى مقام سيدة لبنان في حريصا.

فوق مدينة جونية وفي الطريق الى حريصا هناك تلة صغيرة تسمى بكركي، تعتبر هذه التلة عبارة عن مطل على خليج  مدينة جونية، وتعتبر هذه التلة موقع بطريرك الماروني الكنيسة الكاثوليكية في الجمهورية العربية اللبنانية، غالبية سكان جونية والبلدات المحيطة بها هم من الكاثوليك الموارنة.

تاريخ مدينة جونيه:

اتصلت مدينة جونيه بالمناطق المجاورة عن طريق طرق صممت للعربات، لذلك ارتبطت بكركي وما وراءها في عهد داود باشا حاكم جبل لبنان، تم وصله بغزير بين عامي 1867 و1868 ميلادي على الرغم من رفض سكان غزير، وكان طريق آخر يربط جونيه بجسر بيروت في عهد رستم باشا، إلى الجهة الشمالية كانت المدينة موصولة بشارع عربات حتى البترون أثناء حكم وواسا باشا (1883-1892) ميلادي.

في عام 1892 ميلادي ارتبطت مدينة جونية ببيروت عن طريق خط سكة حديد امتلكت المدينة محطات بين المدينتين، ثلاث محطات منها في مدينة جونيه وما حولها: صربا وجونية والمعاملين في أخر الخط، مما سهل تبادل البضائع والركاب من وإلى مدينة بيروت، في عام 1876 ميلادي وصل عدد المحلات في المدينة إلى ما يزيد عن 300 محل وحوالي خمسة مصانع حرير وثلاثة استراحات ومطحنة وثلاثة مصانع عصير ومصنع ثلج صناعي وبنك يطلق عليه باسم مالكه “بنك باغوس” ومجموعة من مواقع إنشاء المراكب الشراعية الصغيرة.

في سنة 1906 ميلادي وصل عدد السكان في مدينة جونيه إلى نحو 2400 نسمة، وكانت المدينة تحتوي على مصنع حرير تعود ملكيته إلى النصر، وهو يتكون من عقد لدودة القز لصاحبه موسى دي فرنج، وهو مصنع حرير يعود للورثة، التي كانت تمتلك 190 عجلة وأنتجت 10000 شرانق و330 رأسًا من الدواب و80 عربة، وبحسب المحفوظات في منطقة كسروان كانت بلدة غدير في سنة 1914 ميلادي تحتوي على 433 مركز وبلغ عدد سكانها نحو 1263 نسمة.

وصل عدد المواقع التجارية في بلدة صربا إلى نحو 213 مؤسسة وبلغ عدد سكانها نحو 1714 نسمة، حيث ضمت حارة صخر حوالي 165 شركة وبلغ عدد سكانها نحو 808 نسمة، في منطقة سهل علما بلغ عدد الشركات نحو 21 شركة في حين وصل عدد ساكنيها إلى نحو 187نسمة، شهدت جونيه تطوراً واضحاً بعد فرنسا والمارونية، شجعت البطريركية على فتح ميناء للسفن التجارية أصبح (مع ميناء النبي يونس على ساحل الشوف ) الميناء الرسمي لجبل لبنان.

في عام 1913 ميلادي وأثناء فترة الانتداب الفرنسي تعرضت مدينة جونيه من التدهور الاقتصادي والركود، حيث حولت الإدارة الفرنسية قسماً من دور مدينة جونيه الإداري إلى العاصمة بيروت، وأثرت الحرب العالمية الأولى على مدينة جونيه، حيث أضعفتها المجاعة والركود الاقتصادي في ذلك الوقت.

مما جعل قسماً كبيراً من سكانها ينتقلون إلى العاصمة بيروت أو يلجئون إلى الهجرة وفقدت جونيه معظم خبرتها، تراجعت التنمية الاجتماعية والسكانية في المدينة، مما أدلى إلى ضعف في تنميتها الاقتصادية، حيث بينت إحصائيات عام 1932 ميلادي أن مدينة جونيه كانت تحتوي على 1،286 مسكناً وصربا تحتوي على 371 مسكناً، وغدير تحتوي على  434 مسكناً، وحارة صخر تحتوي على 350 مسكناً، وسهل علما يحتوي على 131 مسكناً، حيث أثر هذا التراجع على صناعة البناء وبينت السجلات الموجودة في دار البلدية عددًا قليلاً جدًا من تصاريح البناء التي تم منحها من 1922-1940 ميلادي.

تقدم قطاع البناء بشكل بطيء، حيث بدءًا من صربا إلى حارة صخر وبعدها ساحل علما، كما بدأت المباني في التطور من ناحية المساحة في المنطقة المحيطة بالمدينة، حيث تناقص القطاع الزراعي وأصبح مشمولاً فقط في منطقة سواحل الكسليك وبعض البساتين في منطقة غدير وحارة صخر وساحل علما، وفي السبعينيات أصبحت مدينة جونيه عبارة عن مركز سياحي ضخم ومتكامل مع الشبكة السياحية المحيطة به.

من عام 1980 ميلادي إلى عام 1990 ميلادي تلقت مدينة جونيه العديد من المهاجرين إليها، حيث وصل إليها الكثير من التجار في مدينة بيروت للعمل في أسواقها، سرعان ما استقرت الأبنية في مساحاتها الخضراء وحظيت المجمعات السياحية على شواطئها، لذلك تغيرت معالمها بشكل عشوائي رغم أنها استفادت من استخدام الميناء السياحي لأغراض تجارية.

اليوم يسكن مدينة جونيه حوالي 100 ألف نسمة والذين يسكنون في المناطق التابعة لها يتجاوزون هذا الرقم، بحلول منتصف القرن من المحتمل أن تصبح مدينة جونيه واحدة من الضواحي التي تتبع مدينة بيروت في امتداد ساحلي يكون مدينة واحدة تقع على طول الطريق الساحلي في وقت سيصبح فيه عدد سكان لبنان يصل إلى ستة ملايين نسمة على مدار العام 2025 ميلادي.

مناخ مدينة جونيه:

تتمتع مدينة جونيه بمناخ متوسطي حار ويكون الطقس صيفي في فصل الشتاء، حيث تهطل الأمطار بكميات تفوق فصل الصيف بكثير، يصل معدل ​​درجة الحرارة السنوية في مدينة جونيه إلى نحو 20.9 درجة مئوية (69.6 درجة فهرنهايت)، يهطل في المدينة ما يقارب 873 ملم (34.37 بوصة) من الأمطار في كل عام.

السياحة في مدينة جونيه:

• الطيران الشراعي: يعتبر موقع الطيران الشراعي من أهم المناطق السياحية في مدينة جونيه، حيث يقع هذا الموقع في غوسطا على مسافة ما يقارب ثلاث دقائق من بلدة حريصا، منذ حلول عام 1992 ميلادي يتصدر الطيران الشراعي أعلى مدينة جونيه الأنشطة والرياضات الخارجية في دولة لبنان.

• مهرجان جونيه الدولي: يعد مهرجان جونيه الدولي من الفعاليات الصيفية المهمة والممتعة في مدينة جونيه، حيث يقوم المهرجان على دعوة العديد من الرموز والشخصيات البارزة في المنطقة.

• كازينو لبنان: يعد كازينو لبنان الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، حيث يقوم على العديد من الأنشطة ومنها الألعاب والعروض والفعاليات المتنوعة، حيث يقع كازينو لبنان في الجهة الشمالية من مدينة جونيه.

• متحف التراث اللبناني: هو عبارة عن متحف يقوم على عرض جميع العناصر والمكونات التي لها علاقة بالتاريخ اللبناني والثقافة اللبنانية.

• التلفريك: هو عبارة التلفريك يصل بين مدينتي جونية وحريصا، حيث يوفر هذا التلفريك المناظر الخلابة لمنطقة لخليج جونيه وساحله على امتداد الطريق إلى بيروت.