مدينة جيور في المجر

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة جيور:

هي مدينة تاريخية رومانية كانت مأهولة بثقافات مختلفة منذ العصور القديمة، كما يعود تاريخ أول مستوطنة كبيرة إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وقد عاش السلتيون في إقليم جيور الحديث في القرن الخامس قبل الميلاد، وبدأت المستوطنة تنمو في الحجم والحصول على التحصينات الأولى خلال فترة الإمبراطورية الرومانية، في ذلك الوقت كان لجيور اسم آخر وكان مشهوراً باسم أرابونا.

نجح الرومان في حماية المدينة من الغزوات البربرية، ومع ذلك عندما اختفت الإمبراطورية الرومانية أصبحت القلعة مهجورة، واستولت أفار على المنطقة في القرن الخامس، ومع ذلك هزم شارلمان وجيشه القوي الغزاة في بداية القرن التاسع، وبالتالي ظل الفرنجة حكاماً في أرابونا حتى نهاية هذه الفترة، حيث أن فترة حكمهم لم تدم طويلاً وقد طرد المجريون فرانكس بالفعل في بداية القرن العاشر وبدأت فترة جديدة في المدينة.

أعاد المجريون القلعة الرومانية المدمرة وبدأت المدينة نفسها تنمو في الحجم، كما افتتح الملك سانت ستيفن الأسقفية في المدينة وغير اسمها إلى جيور، وبلغت المدينة المجرية ذروة تطورها في القرن الثامن عشر، كما أصبحت منطقة ملكية حرة، وكانت الحرب مع نابليون تحدياً صعباً لجيور، حيث وقعت معركة ضارية بالقرب من أسوار المدينة، وقد خسر الجيش النمساوي المعركة، أيضاً الحرب العالمية الثانية كان لها تأثير سلبي على مصير المدينة، حيث تضررت العديد من المباني التاريخية بشدة، ولكن بفضل جهود سلطات المدينة الذين عملوا على ترميم هذه الكنوز المعمارية.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة جيور:

مدينة جيور القديمة:

تعد مدينة جيور ثالث أغنى مدينة في المجر بالمعالم التاريخية، كما تقع معظم شوارع المدينة القديمة على خطوط مستقيمة في نظام شبكي غير منتظم يسقطك في الساحات الفخمة والمعالم الأثرية والتاريخية التي تتميز بالهندسة المعمارية الباروكية والكلاسيكية جديدة، معظمها من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مع واجهات جص ملكي مطلية باللون الأصفر الفاتح وألوان الباستيل، أما أقدم أحياء جيور وأكثرها تشابكاً وأكثرها إحكاماً هو تل كابتالان، والمنطقة الأسقفية المرصوفة بالحصى عند التقاء رابا ورابكا والدانوب، هنا ستعثر على الكاتدرائية و قصر الأساقفة.

كاتدرائية السيدة العذراء:

كان للكنيسة الباروكية المتألقة الواقعة على تل كابتالان تاريخ عاصف منذ أن تم تكريسها في بداية القرن الحادي عشر من قبل الملك ستيفن الأول، كما تم تسوية هذا النصب التذكاري الرومانسكي الأولي من قبل المغول في عام 1241، وكان لا بد من إعادة بنائه بالكامل من ثلاثينيات القرن السادس عشر بعد الاحتلال العثماني القصير للمدينة، حيث كان الرجل المسؤول عن التصميم هو الإيطالي جيوفاني باتيستا رافا واستمر بالعمل حتى سبعينيات القرن الثامن عشر، وتعد صورة مريم العذراء على المذبح في الجانب الشمالي من صحن الكنيسة أحد أكثر مواقع الحج المبجلة في المجر، وتم نحت المذابح في فيينا وتم التعاقد مع رسامين بارزين مثل فرانز أنطون مولبيرتش وطلابه من أجل قطع مذابحهم واللوحات الجدارية المبهرة على قبو أسطواني.

كنيسة القديس اغناطيوس:

هذه الكنيسة ذات التصميم الإيطالي هي أقدم مثال على العمارة الدينية الباروكية في المجر، كما أسست اليسوعيون الكنيسة والدير المجاور لها، وتم بناءها بين عامي 1634 و1641، قد يكون الأشخاص الذين يهتمون بالعمارة الباروكية قادرين على معرفة أن التصميم يعتمد على كنيسة جيسو في روما، والتي كانت نموذجاً أولياً لكنائس اليسوعية في جميع أنحاء العالم، ويوجد نقش على العتبة الخارجية يؤكد تاريخ تكريس الكنيسة في عام 1641، كما يعود تاريخ الزخرفة الداخلية إلى القرن الثامن عشر مع اللوحات الجدارية ذات السقف الترومبي المهيب التي رسمها أستاذ الروكوكو في فيينا بول تروجر، كما أنتج لوحة المذبح تمجيد القديس إغناطيوس دي لويولا وهو مؤسس اليسوعيين، محاطاً بأعمدة رخامية وأوراق ذهبية غزيرة.

القلعة والقصر الأسقفية:

على قمة تل كابتالان يقع المقر المحصن لأساقفة جيور، والذي يتميز بمزيج من العمارة القوطية وعصر النهضة والباروك، كما يوجد في قلب المجمع مكان إقامة قوي مع عناصر قوطية في مستوياته السفلية، التي تم بناؤها في أعقاب الغزو المغولي في القرن الثالث عشر، ودرابزين باروكي في الأعلى، ويعود تاريخ الكنيسة الصغيرة التي تتصل بالجدار الشرقي للحجر إلى القرن الخامس عشر، وهي عبارة عن مبنى غريب متعدد المستويات، وقبل ذلك بقليل يوجد الممر الجامح من القرن الثالث عشر الميلادي، والذي يتصل بقاعة رائعة مع أقبية رائعة، كما تم ترميم القصر والقلعة آخر مرة في عام 1984.

بكسي كابو تير (ساحة بوابة فيينا):

تم الإشادة بهذه الساحة الضيقة باعتبارها واحدة من أجمل الساحات الباروكية في المجر، حيث يفتح الجانب الغربي من الساحة على نهر رابا، حيث كانت تقف بوابة عصر النهضة في فيينا، كما يوجد على ضفة النهر قسم من الأسوار التي تعود للقرن السادس عشر، أما النصب التذكاري الرئيسي هنا هو الكنيسة الكرميلية، ولكن بجانبها توجد كنيسة صغيرة تحمل صورة باروكية رائعة للسيدة العذراء مريم من عام 1717 بواسطة النحات الإيطالي جيوفاني جولياني. يقع الطبق حظ إلى الشرق من كنيسة كارميليت مباشرةً ويعود تاريخه إلى عام 1620، وقد تم بناؤه للشرائع مع نوافذ كبيرة وبوابة خشبية ضخمة تخفي فناءً ولوجيا.

كارميليتا تيمبلوم (الكنيسة الكرملية):

المشهد الذي يحظى بأكبر قدر من الاهتمام في الساحة هو الكنيسة الكرميلية المطلية باللون الأصفر في الطرف الجنوبي، وتتميز ببرجها الوحيد ذو القبة البصلية، كما جاء الكرمليون إلى جيور في نهاية القرن السابع عشر ونشأت هذه الكنيسة الإيطالية في النصف الأول من عشرينيات القرن الثامن عشر، أما على الواجهة التي تتميز بالحواجز والأعمدة الباروكية المميزة توجد صورة لمريم العذراء في تماثيل لنحات إيطالي آخر وهو دييغو كارلون، وتوجد على جانبي البوابة تماثيل الكرمليين المشهورين وتيريزا أفيلا ويوحنا الصليب، أما أكثر الأعمال قيمة في الداخل هي المذبح والمذابح الجانبية التي صممها الراهب الكرملي فيرينك ريختر في عشرينيات القرن الثامن عشر، والمذابح الجانبية رائعة بالنسبة لمذابحها للرسام المولود في نابولي مارتينو ألتومونتي.

قصر استرهازي:

يستضيف هذا القصر الباروكي الراقي في كيرالي أوتكا المقر الرئيسي لمتحف الفن المحلي، الذي له فروع مختلفة حول المدينة، اتخذ القصر تصميمه الحالي في نهاية القرن الثامن عشر عندما كان في يد الكونت غابور إسترهازي، الذي حوّل مجموعة من العقارات الصغيرة التي تعود إلى العصور الوسطى إلى منزل واحد متألق، أما بالنسبة للفن الداخلي فيتمحور المعرض الدائم حول مجموعة الدكتورة بيلا رادناي التي كانت حية في القرن العشرين، وبعض الفنانين الممثلين في المجموعة هم النحات فيرينك ميدجيسي ورسامون مثل استفان زوني وجوزيف إيجري وإستفان ناجي.

بانونهالما أرشاببي:

هو دير البينديكتين وأحد مواقع التراث العالمي في اليونسكو، كما يعد هذا النصب التذكاري في أعلى التل من بين الأقدم في المجر، الذي يعود تاريخ بناءه إلى نهاية القرن العاشر، وهو ثاني أكبر دير إقليمي في العالم وله مجموعة متنوعة من الهندسة المعمارية في البازيليكا والأديرة والمباني الرهبانية من الرومانسيك إلى الكلاسيكية الجديدة، كما أن هناك ثلاثة أشياء من البازيليكا العمارة القوطية المبكرة، وقاعة طعام الباروك ذات اللوحات الجدارية الغزيرة والمكتبة الكلاسيكية الجديدة الرائعة المكدسة بحوالي 350.000 مجلد، ويعتقد أن مارتن أوف تورز أسقف القرن الرابع الذي تم تبجيله على طريق القديس جيمس.


شارك المقالة: