نبذة تاريخية عن مدينة دبلن:
بدأ أول تاريخ موثق لدبلن مع غارات الفايكنج في القرنين الثامن والتاسع، وقد أدى ذلك إلى إنشاء مستوطنة على الجانب الجنوبي من مصب نهر ليفي سميت دوبه لين نسبة إلى البحيرة، حيث رسو الدنماركيون قواربهم لأول مرة، كما يعتقد أن مستوطنة الفايكنج سبقتها مستوطنة كنيسية مسيحية تُعرف باسم دويبلين، والتي استمدت في بداية القرنين التاسع والعاشر، وكانت هناك مستوطنتان حيث تقف المدينة الحديثة.
على الرغم من التحصينات الحجرية تعرضت مدينة دبلن للنهب عدة مرات على مدار القرنين التاليين ولكنها تعافت دائماً. بحلول القرن الحادي عشر ازدهرت دبلن، ويرجع ذلك أساساً إلى الروابط التجارية الوثيقة مع مدينتي تشيستر وبريستول الإنجليزية وسرعان ما أصبحت المدينة الأكثر أهمية في إيرلندا التي يبلغ عدد سكانها حوالي 4000 نسمة.
من القرن الرابع عشر إلى القرن الثامن عشر تم دمج دبلن في التاج الإنجليزي ولفترة من الوقت، كما أصبحت المدينة الثانية في الإمبراطورية البريطانية، أما في عام 1537 حدثت ثورة عندما تم إعدام نائب اللورد لإيرلندا في لندن وتخلى ابنه عن السيادة الإنجليزية وشرع في جمع جيش لمهاجمة دبلن، ومع ذلك هزم وأعدم لاحقاً.
استمرت دبلن في الازدهار في القرن السادس عشر، وتضم واحدة من أقدم الجامعات في الجزر البريطانية وهي كلية ترينيتي التي أسستها الملكة إليزابيث الأولى. وكان عدد سكان المدينة 20 ألف نسمة في عام 1640 قبل أن يقضي وباء الطاعون عام 1650 على ما يقرب من نصف سكان المدينة، لكن المدينة ازدهرت مرة أخرى بعد فترة وجيزة نتيجة لتجارة الصوف والكتان مع إنجلترا، حيث وصل عدد سكانها إلى 60.000 نسمة في عام 1700.
أبرز المعالم الأثرية في مدينة دبلن:
هناك المئات من القطع الأثرية القديمة والمعالم الشهيرة والمعالم الأثرية ذات الأهمية التاريخية في المدينة، المزيج المذهل من الهياكل القديمة والهندسة المعمارية الرائعة الحديثة، فهذه بعض من أفضل المواقع والمعالم:
قلعة دبلن:
منذ اكتمال بناء القلعة في عام 1204 ولغاية الآن ظل هيكل البناء السلتي الأصلي هذا قيد الاستخدام المستمر، أما اليوم يتمتع وسط المدينة بموقع بارز يتم استخدامه للمؤتمرات والفعاليات الهامة وتناول الطعام الفاخر للنخبة، وإذا استطاعت هذه الجدران أن تتحدث فإنها ستنشر أسرار الغزو والتجسس والمجاعة والحكم السلمي والأثرياء في بعض الأحيان، وغرف الدولة المزينة بشكل متقن وذات السمعة السيئة دولياً مفتوحة للجمهور وتعطي الزوار لمحة عن التاريخ الماضي وفكرة حول كيفية إدارة العائلات المالكة لحياتهم اليومية، كما أن في أرض المدينة المليئة بالمعالم التاريخية والقلاع الحجرية تعتبر قلعة دبلن من أهمها وأبرزها.
كاتدرائية القديس باتريك:
تأسست في عام 1911 الكاتدرائية الوطنية وكنيسة القديس باتريك الجماعية، حيث كانت دبلن عنصراً أساسياً في التاريخ والانتماءات الدينية للبلاد منذ أن عمد القديس باتريك أول اعتناق مسيحي في المعمودية المؤقتة في الهواء الطلق، كما لعب هذا المعلم التاريخي دوراً مهماً في تاريخ إيرلندا ولا تزال أكبر كاتدرائية في البلاد، كما تسمح للزوار بالسير عبر الممرات المقدسة واكتشاف تاريخ المبنى الذي صمد أمام العواصف والحرائق والإهمال وحتى الاضطهاد على مدى 800 عام.
مكتبة كلية ترينيتي:
في عام 1592 عن طريق ميثاق ملكي تم تشكيل كلية ترينيتي دبلن في محاولة لتثقيف المهنيين ومعظمهم من رجال الدين. كان الاتجاه في معظم أنحاء أوروبا الغربية في ذلك الوقت بعيداً عن الغزو ثم إلى الحضارة، حيث اعتقدت العائلات الملكية أن الأراضي ذات الموارد التعليمية الكافية ستبدو ثرية ومتفوقة على البلدان المجاورة، كما تعتبر الآن جزءاً من مجموعة جامعة دبلن ولا تزال العديد من المباني قائمة حتى اليوم، وتنافست المكتبة تلك الموجودة في أكسفورد وكامبريدج، وتوفر مكاناً مبتكراً للطلاب لدراسة امتحانات البكالوريوس وامتحانات القبول على مستوى الدراسات العليا.
قلعة أردجيلان:
تقع قلعة أردجيلان الخلابة على بعد حوالي 20 ميلاً من مدينة دبلن، وهي من أبرز المعالم الأثرية التاريخية في أيرلندا وبدأ بناء القلعة في عام 1738 من قبل عائلة روبرت تايلور، وأنتج البناء المستمر للقلعة المنزل الريفي المتعرج الذي يمتد على ما يقرب من 200 فدان، حيث تم استخدام السكن على الطراز الريفي من قبل العائلة لعدة أجيال وهو يمثل اليوم أحد أشهر الحدائق العامة والمناظر الخلابة للبحر الأيرلندي وجبال مورن تجعل من القلعة موقعاً مشهوراً لحفلات الزفاف والمؤتمرات التجارية.
كيلمينهام جول:
يمثل السجن السابق سيئ السمعة الذي تم بناؤه عام 1796 فترة من التاريخ في إيرلندا غير سارة ولكنها تكوينية، كما كان العديد من السجناء الموجودين هنا جزءاً من مختلف الحركات المتمردة وأعدم البعض تحت حكم البريطانيين والإيرلنديين في الدولة الحرة الذين أرادوا سحق التمردات المستقلة، أما اليوم لا يزال المبنى قيد الاستخدام كمبنى وكالة حكومية ومتحف مفتوح للزوار ويمكن للزوار مشاهدة تفاصيل مخيفة الطريقة التي تجول بها السجناء عبر الممرات والسلالم المعدنية تحت العين الساهرة لحراس السجن، وسوف يرغب هواة التاريخ والسياسة بزيارة كيلمينهام جول.
كاتدرائية كنيسة المسيح:
تأسست كاتدرائية الثالوث المقدس كما تسمى أيضاً في الأصل عام 1028، وتحتوي على أحد أقدم الهياكل في البلاد، وتضم الخبايا الشهيرة تحت الأرض والتي كانت موقعاً مهماً للحج منذ العصور الوسطى، ولا تزال المعالم الأثرية الغامضة وأماكن الاستراحة البعيدة تحت سطح المؤسسة واحدة من أكثر مناطق الجذب السياحي شعبية للأشخاص الذين يحبون الجوانب التاريخية والدينية والثقافية لإيرلندا.
قلعة مالاهايد:
خضعت قلعة وحدائق مالاهايد التي تعود للقرون الوسطى في القرن الثاني عشر مؤخراً لعملية ترميم للحفاظ على التاريخ الطبيعي والهندسة المعمارية لمناطق الجذب السياحي الشهيرة عالمياً، كما تقع القلعة على طول الساحل الشمالي لمدينة دبلن وكانت موطناً لعائلة تالبوت لعدة قرون قبل أن يتم التبرع بالأرض للبلاد للاستخدام العام، ويذكر الهيكل الحجري التقليدي والغرف المليئة في العصور القديمة، بينما توفر الساحات والحدائق الجميلة للزوار فرصة للتوقف والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
النصب التذكاري للحرب الوطنية الأيرلندية:
هو نصب تذكاري جميل ولكنه حزين مخصصة لما يقرب من 50000 جندي إيرلندي ضحوا بأرواحهم خلال الحرب العظمى من 1914-1918، وكان للحرب العالمية الأولى تأثير مدمر في جميع أنحاء أوروبا، حيث سعت العديد من البلدان إلى طريقة مناسبة لتكريم أولئك الذين فقدوا حياتهم، وتم تصميم هذا النصب بخبرة في محاولة لتزويد العالم بفرصة لتحية الجنود المفقودين والتفكير بهدوء في التاريخ القديم.
متحف مقبرة جلاسنيفين:
دفن أسلاف دبلن منذ عام 1832، مع قبور شخصيات بارزة مثل السياسيين الأيرلنديين دانيال أوكونيل ومايكل كولينز الموجودة في أراضيها المقدسة، كما يروي متحف المقبرة أيضاً قصة العصر الحديث إيرلندا في معرض تفاعلي.
جسر هابيني:
يعتبر من أقدم وأبرز وأهم المعالم في المدينة، حيث يرجع تاريخ هذا الجسر إلي ما يقارب من 200 عام.