تقع مدينة رويتلينغن في ولاية بادن فورتمبيرغ في ألمانيا، ولمدينة رويتلينغن تاريخ طويل في صناعة النسيج، والتي لا تزال جزءًا مهمًا من الاقتصاد اليوم، حيث تُعرف مدينة رويتلينغن بأنها موطن أضيق شارع في العالم، وهو شارع (Spreuerhofstraße)، حيث يبلغ عرضه 31 سم فقط، كما توفر جبال (Swabian Jura) القريبة ملاذًا هادئًا من حياة المدينة، وتعد مدينة رويتلينغن مدينة كبيرة، حيث يبلغ عدد سكانها نحو ما يقارب 115350 نسمة، منهم نحو ما يقارب 5500 نسمة يدرسون في الجامعة، في حين بلغ عدد الموظفين في المدينة نحو ما يقارب 50000 شخص يتوزعون في نحو 5000 شركة، مع زيادة التقدم في مجالات العلوم والتكنولوجيا إلى العدد.
حصلت جامعة مدينة رويتلينغن على مرشتبة عالية عامًا بعد عام في العديد من المجالات، بما في ذلك (Mechatronics) و(Business Informatics) والهندسة الميكانيكية، حيث يوجد بالجامعة معهد أبحاث خاص بها وتساعد الطلاب المتخرجين المهتمين ببدء أعمالهم التجارية الخاصة، وعدد من النوادي الرياضية والموسيقى، وبار داخل الحرم الجامعي، حيث تبقي مدينة رويتلينغن الطلاب مشغولين خارج الدراسة.
كأكبر مركز اقتصادي بين مدينة شتوتغارت وبحيرة كونستانس، نمت مدينة رويتلينغن كمركز للنسيج، واليوم تعد الهندسة الكهربائية والميكانيكية أيضًا صناعات مهمة في المدينة، حيث يوجد نحو ما يقارب 50000 وظيفة في المدينة، بما في ذلك تلك الموجودة في مجمعات التكنولوجيا في مدينة رويتلينغن ومدينة توبنغن المجاورة، وبفضل المباني والمرافق الحديثة توفر المتنزهات في مدينة رويتلينغن رابطًا بين الصناعة والعلوم.
تاريخ مدينة رويتلينغن
تعود أصول مدينة رويتلينغن إلى القرن الخامس والسادس، حيث أسس (Alemanni) المستوطنات الأولى في (Echaz) في تلك المنطقة، حيث تم ذكر مدينة رويتلينغن في الوثائق السجلات التاريخية لأول مرة في عام 1089 ميلادي، وفي حلول عام 1208 ميلادي أصبحت مدينة رويتلينغن عبارة عن مدينة إمبراطورية حرة، وفي بداية القرن الرابع عشر تبع ذلك صدور أول دستور خاص بمدينة رويتلينغن، حيث يقوم هذا الدستور على أساس ديمقراطي نقابي، ودافع شعب مدينة رويتلينغن عن حريتهم بشكل كبير وفعال، حيث أنه في عام 1377 ميلادي حاربا شعب المدينة عن حقوقهم ضد الكونت أولريش من فورتمبيرغ، حيث حققوا النجاح دائمًا، وخلال فترة الإصلاح ظهرت مدينة رويتلينغن بشكل واضح إلى جانب مدينة نورمبرغ من خلال التوقيع على اعتراف أوغسبورغ.
في حلول عام 1726 ميلادي دمر حريق كبير أربعة أخماس مدينة رويتلينغن وشردت نحو 1200 أسرة، وفي حلول عام 1802 ميلادي انتهت الإدارة الذاتية للمدينة الإمبراطورية، وأصبحت مدينة رويتلينغن جزءًا من فورتمبيرغ وأصبحت بذلك مدينة رسمية واعتبارًا من عام 1818 ميلادي مقرًا للمقاطعة، وفي حلول عام 1984 ميلادي كانت فورتمبيرغ موقعًا لعرض الحدائق التابع للولاية، والذي حضره أكثر من نحو مليون زائر، وفي حلول عام 1988 ميلادي، تجاوز عدد سكان مدينة رويتلينغن حدود 100000 وأصبحت مدينة رويتلينغن تاسع مدينة كبيرة في بادن فورتمبيرغ، ومع باربرا بوش (بدون حزب) في شهر فبراير من عام 2003 ميلادي لأول مرة تم انتخاب امرأة لمنصب رئيس البلدية.
جولة في مدينة رويتلينغن
تقع مدينة رويتلينغن في جنوب ألمانيا، ويطلق عليه أحيانًا اسم (Gate To The Swabian Jura) نظرًا لقربها من مجموعة منخفضة من الجبال، وإذا قمت بزيارة هناك، فستحتاج إلى قضاء بعض الوقت في استكشاف الريف الجميل حول المدينة، حيث يستمتع العديد من السياح بالمشي لمسافات طويلة في (Achalm) القريبة، وهي قمة وحيدة مميزة بالقرب من المدينة حيث توفر مناظر خلابة للمدينة، و(Swabian Alb) المحيطة، وهناك أيضًا بقايا قلعة من العصور الوسطى ليتم استكشافها في القمة.
من المعالم التاريخية والجميلة الهامة في المدينة نفسها كنيسة مريم العذراء ذات الطراز القوطي، حيث شُيِّدت بين عامي 1247 و1343 ميلادي، ويقال إن أهالي المنطقة قرروا بناء الكنيسة بعد أن صمدت أمام حصار من قبل قوات العدو، وتقول الأسطورة أن الكبش الذي تركه الجيش المهزوم وراءه قد استخدم لتحديد طول الجزء الرئيسي من الكنيسة.
على الرغم من تدمير أجزاء من الداخل بسبب حريق كبير اجتاح المدينة في عام 1726، فقد تم ترميم الكنيسة بطريقة لطيفة، إنه مضاء بشكل جميل في الليل ويظهر ملاك مذهّب من عام 1343 ميلادي مثبت في الجزء العلوي من البرج الغربي، ولا يزال بإمكانك رؤية بقايا الحياة في العصور الوسطى إذا قمت بزيارة مدينة رويتلينغن، ومكان واحد مثير للاهتمام يسمى (Spreuerhofstraße)، حيث تم اعتماد هذا من قبل كتاب غينيس للأرقام القياسية باعتباره أضيق شارع في العالم، حيث يبلغ عرضها 31 سم فقط عند أضيق نقطة لها.
يمنحك المشي في المنطقة الشعور بالسفر عبر الزمن، لا سيما عندما رأيت هدف توبنغن؛ وهو برج بوابة من القرن الثالث عشر يقع على الحافة الغربية للمدينة، ويمكنك أيضًا رؤية بعض المنازل الجدارية المثيرة للاهتمام والتي تم بناؤها في جدران القلعة الأصلية والتي رعاها أصحابها بمحبة لعدة قرون، ويوجد في المدينة متاحف من جميع الأنواع بما في ذلك متحف يعرض التاريخ الطبيعي والعديد من المعارض الفنية والآخر الذي يعرض الحياة في المنطقة خلال القرن الثامن عشر وآثار الثورة الصناعية.