مدينة زحله في لبنان

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن مدينة زحله:

تحظى زحلة بتقدير خاص من قبل اللبنانيين لمناخها اللطيف ومأكولاتها التقليدية، وهي واحدة من أكبر المدن في لبنان بعد بيروت وطرابلس وجونية، تُعرف هذه المدينة التي يطلق عليها مدينة النبيذ والشعراء بأنها وجهة رائعة لقضاء العطلات.

تقع زحلة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 150.000 نسمة في مكان مثالي في سهل البقاع، يعطيها موقعها الجغرافي أسماء صغيرة جدًا مثل “عروس البقاع” و”جار الوادي”، جمالها الطبيعي جعل زحلة تحمل لقب “مدينة النبيذ والشعر”، يدور الثراء الثقافي للمدينة حول النبيذ والعنب والعرق وهو مشروب يانسون مقطر يستمر السكان المحليون في تقديمه في مقاهي المدينة الرائعة خلال النهار.

وفي زحلة أيضًا يُقام أهم حدث ثقافي في المنطقة في شهر سبتمبر من كل عام وهو مهرجان الكرمة، حيث يقام هذا الحدث على مدى عدة أسابيع تقام خلاله حفلات موسيقية وقراءات شعرية ومعارض فنية ومسرحيات.

تشتهر زحلة في لبنان بأنها مكان حقيقي للاسترخاء والعطلات العائلية، وهي تضم عددًا كبيرًا جدًا من المطاعم التي تحد بشكل مثالي نهر البردوني، هذه المؤسسات هي الأماكن التي يمكنك زيارتها لتذوق التخصصات المحلية وخاصة المأكولات التقليدية.

العديد من المواقع السياحية تشكل أيضًا مدينة زحلة بما في ذلك كاتدرائية نوتردام دي سالوت التي يعود تاريخها إلى عام 1720، والمدينة نفسها هي من الآثار المهمة لأنها تعود إلى القرن الثامن عشر.

تاريخ مدينة زحله:

تأسست زحلة قبل حوالي 300 عام في منطقة يعود تاريخها إلى حوالي خمسة آلاف عام، في أوائل القرن الثامن عشر تم تقسيم المدينة الجديدة إلى ثلاثة أرباع منفصلة لكل منها حاكمها الخاص.

تمتعت المدينة بفترة وجيزة كأول دولة مستقلة في المنطقة في القرن التاسع عشر عندما كان لها علمها ونشيدها الخاص، أحرقت زحلة في عامي 1777 و1791 وتم إحراقها ونهبها في عام 1860.

لكن خلال حكم المتصرفية بدأت زحلة تستعيد ازدهارها، أدى خط السكة الحديد الذي جاء عام 1885 إلى تحسين التجارة وأصبحت المدينة “الميناء” الداخلي للبقاع وسوريا، كما كانت مصدر الزراعة والتجارة بين مدن عديدة منها بيروت ودمشق والموصل وبغداد، تعد المدينة موقع تشكل الجيش اللبناني وقد لعبت زحلة دورًا رئيسيًا في الحياة السياسية في البلاد.

ماذا يمن أن نرى في مدينة زحله:

منزل جحا:

من الأمثلة الجيدة للهندسة المعمارية المحلية في زحلة هو منزل جحا الذي تم ترميمه في الجزء القديم من المدينة، على الرغم من أن هذا المنزل خاص يمكن للمرء أن يقدّر بسهولة فناءه والحديقة والمعارض العلوية المقوسة – وكلها نموذجية للعمارة في القرن السابع عشر.

نفق قديم تحت الأرض بطول 1400 متر يؤدي من المنزل إلى كنيسة مار الياس (الطوق)، بناه خليل جحا في أوائل القرن السابع عشر واليوم يقيم الجيل السابع من عائلة جحا في هذا المسكن المكون من 24 غرفة.

المساكن الخاصة الأخرى في نفس المنطقة هي منازل الهندي ويوسف عازار وديع سكاف، يبلغ عمرها عدة مئات من السنين وهي مصممة أيضًا بأروقة وحدائق مسورة.

السراي:

يعود تاريخ السراي أو المنزل الحكومي المرمم في الجزء القديم من المدينة إلى عام 1885، هذا المبنى الجميل الذي تعكس هندسته المعمارية التأثيرات الأوروبية والعربية للعصر العثماني سيضم قريبًا مكاتب البلدية ومتحفًا يوضح تاريخ زحلة.

الفندق الأمريكي في زحله:

بداية القرن 20 بدأت زحلة ببناء الفنادق لخدمة مهدها السياحية والصيف للتجارة منتجعاتها. على الرغم من هدم فندق “صحة” الذي تم بناؤه عام 1878 ، إلا أنه لا يزال من الممكن رؤية ثلاث مؤسسات من هذا العصر: فندق أمريكا وفندق عقل وفندق قادري (يخضع لعملية ترميم).

شهد مبنى قادري الذي بني عام 1906 نصيبه من التاريخ، استولى الجيش التركي على الفندق في عام 1914 واستخدم كمقر ومستشفى خلال الحرب العالمية الأولى.

وكان من قادري وكذلك في عام 1920 أعلنت سلطات الانتداب الفرنسي ضمه من المناطق القضائية التي ستمنح “لبنان الكبير” حدوده الحالية.

السوق:

البلاط أو “السوق المبلط” هو شارع سوق يؤدي إلى أحد أقدم أجزاء المدينة، تمت كتابة جزء كبير من تاريخ زحلة في هذا السوق حيث كان المسافرون من وإلى سوريا وبغداد وفلسطين يشترون ويبيعون بضائعهم في الماضي، تم التخطيط لمشروع لترميم الشارع وجعله مركزًا للحرف اليدوية والأنشطة التقليدية الأخرى.

حوش الزرعاني:

يقع حوش الزرعاني بالقرب من مكتب البريد على الجانب الشرقي من النهر، في القرون الماضية كانت هذه المنطقة أو منطقة السوق عبارة عن تكتل من الخانات (الخانات) ومركز الحرف اليدوية والمتاجر، هنا كان صانعو الأحذية وعمال النساجون وعمال النحاس وصناع السرج يمارسون مهنتهم.

كان أيضًا مركزًا تجاريًا مهمًا حيث يبيع البائعون المنتجات الزراعية والصناعية، العديد من المباني القديمة المزخرفة بالسقوف المنحوتة والداخلية المقببة والواجهات المزخرفة لا تزال قائمة، اليوم هذه الهياكل محجوبة إلى حد ما من قبل واجهات المتاجر الحديثة، لكن المشاريع جارية لاستعادة المنطقة، في غضون ذلك لا يزال بإمكانك اكتشاف طعم زحلة القديمة هنا.

سيدة زلزلي:

سيدة زلزلي هي أكبر كنيسة في زحلة، تم بناءها في عام 1700 وكانت تقع في الأصل في وسط المدينة.

كنيسة مار الياس:

هي الكنيسة الثانية التي بنيت في زحلة (1720)، يُعرف هذا الهيكل الرائع أيضًا باسم المخلصية.

دير سيدة النجاة:

دير (1720) لديها أكبر برج الجرس في لبنان، يشتهر الدير أيضًا بأيقونة جميلة للسيدة العذراء هدية من ملك بروسيا.

دير مار الياس الطوق:

الذي يعود تاريخه إلى عام 1755 رُمم عام 1880 بعد اندلاع حريق، اليوم لا تزال واحدة من أكثر المعالم الأثرية في زحلة.

سيدة زحلة والبقاع:

للحصول على منظر رائع  اذهب إلى برج سيدة زحلة على قمة تل يصل ارتفاعه إلى نحو 54 مترًا والبقاع الواقع شرق المدينة، هنا يوجد مصعد يأخذك إلى منصة عرض تطل على المدينة والسهل الممتد.

يتوج الهيكل بتمثال من البرونز يصل علوه إلى نحو عشرة أمتار للعذراء من عمل الفنان الإيطالي بييروتي، تضم القاعدة كنيسة صغيرة تتسع لحوالي 100 شخص.

منطقة زحلة بها بقايا قديمة متناثرة تشير إلى تاريخ يعود على الأقل إلى العصر البرونزي (1200 – 3000 قبل الميلاد)، يمكنك مشاهدة مقابر الكهوف في منحدرات وادي العرايش، بينما تم العثور على مدافن بيزنطية ورومانية وكنعانية وشقوف فخارية قديمة في التلال المحيطة بالمدينة.

كفار زيد وعين كفار زيد:

يؤدي ممر مشاة شديد الانحدار من هذه القرية إلى بقايا معبدين رومانيين يقعان على تل مرتفع، شمال شرق المعبد السفلي عبارة عن تمثال منحوت في الصخر لكوكب الزهرة يُعرف محليًا باسم “بنت الملك” أو ابنة الملك.

للراغبين في استكشاف الكهوف يمكن دخول كهف صغير جميل تم استكشافه على ارتفاع 125 مترًا باستخدام الحبال، لمسافة كيلومتر واحد على طريق ترابي من كفر زبد باتجاه جبال لبنان الشرقية، ممر مشاة جبلي (15 دقيقة) يقودك إلى المدخل.


شارك المقالة: