مدينة سالتا في الأرجنتين

اقرأ في هذا المقال


مدينة سالتا:

مدينة سالتا هي عاصمة مقاطعة سالتا شمال غرب الأرجنتين، تقع في وادي ليرما بجبال الأنديز المروية، على منبع نهر سالادو.

تأسست مدينة سالتا في 1582 باسم سان فيليبي دي ليرما من قبل هيرناندو دي ليرما وهو حاكم توكومان، إلا أن القوات الملكية الإسبانية في سالتا كانت قد هُزمت في عام(1813)، وذلك خلال حرب الاستقلال الأرجنتينية واستسلمت هناك للجنرال مانويل بيلجرانو.

وعلى الرغم من الأضرار التي سببتها الزلازل، فقد تم الحفاظ على العديد من المباني الاستعمارية في المدينة، بما في ذلك الكاتدرائية، كما تم استخدام الهندسة المعمارية ذات الطراز الاستعماري في العديد من المباني الحديثة أيضًا، أما عن مهرجان سالتا فييستا ديل ميلاجرو (“Miracle Fiesta”)، الذي يقام في شهر سبتمبر من كل عام، فإنه يحيي ذكرى الزلزال الشديد الذي وقع عام 1692، وذلك عندما تم عرض الرموز الدينية في الشوارع.

إلى جانب ذلك فقد يعتمد اقتصاد سالتا الحالي على الزراعة المتنوعة وقطع الأخشاب ورفع المخزون والتعدين، حيث تعد المدينة مركزاً سياحي قريب من الينابيع الحرارية، وقد نمت أهميته كمركز للتحقيقات الأثرية في الإنكا والثقافات الهندية الأخرى قبل كولومبوس، كما تم افتتاح الجامعة الكاثوليكية في سالتا عام 1967.

ما لا تعرفه عن مدينة سالتا:

تُعد مدينة سالتا العاصمة التاريخية لواحدة من أكبر وأجمل مقاطعات الأرجنتين، حيث إنها ترقى بسهولة إلى لقبها الشهير سالتا لا ليندا (معرض سالتا)؛ وذلك بفضل أجوائها الاحتفالية ومبانيها الجميلة وأجواءها الدرامية.

حيث إنها توجد على بعد 1500 كيلومتر شمال غرب بوينس آيرس، في الطرف الشرقي من فالي دي ليرما الخصب، ويحدها ريو فاكيروس من الشمال وريو أريناليس من الجنوب، كما أن المدينة محصورة بين الجبال شديدة الانحدار، وذلك على ارتفاع 1190 مترًا فوق مستوى سطح البحر، كما أنها تتمتع بمناخ معتدل نسبيًا.

وفي السنوات الأخيرة أصبحت سالتا العاصمة السياحية بلا منازع في الشمال الغربي، وتشمل خدماتها عالية الجودة عددًا كبيرًا من منظمي الرحلات المحترفين للغاية، وبعض أفضل الفنادق في المنطقة وبيوت الشباب الأكثر حيوية وعدد قليل من المطاعم الفاخرة.

بالإضافة إلى التلفريك والسكك الحديدية السياحية، كما تشمل معالمها المزخرفة (Iglesia San Francisco) ومجموعة كبيرة من المتاحف الممتازة المخصصة لمواضيع متنوعة مثل ثقافة ما قبل كولومبوس والأنثروبولوجيا والتاريخ المحلي والفن الحديث.

طبيعة مدينة سالتا:

تتمتع سان لورينزو، وهي ضاحية قائمة بذاتها في سالتا على بعد 15 دقيقة فقط غربًا، بمناخ جبلي أكثر برودة قليلاً وتغمرها النباتات المورقة، مما يجعلها جذابة لكل من الزوار والسكان المحليين الذين يرغبون في الهروب من المدينة الكبيرة، خاصة في فصل الصيف، وعلى الرغم من جاذبيتها السياحية، فقد تعتبر سالتا مركزًا تجاريًا رئيسيًا يضم أكثر من 620.000 نسمة.

أسس الفاتح الإسباني الشهير هيرناندو دي ليرما حاكم توكومان مدينة سالتا عام 1582، حيث تم اختيار الموقع لموقعه الاستراتيجي على جانب الجبل، كما تم استخدام الجداول المتدفقة في الجوار كخنادق طبيعية. وفي عام 1776 للميلاد أصبحت المدينة المزدهرة بالفعل عاصمة لمنطقة إدارية ضخمة، كانت قد استولت على سانتياغو ديل إستيرو وخوخوي وحتى المناطق الجنوبية لبوليفيا الحديثة؛ وذلك لتصبح واحدة من المراكز الرئيسية في نائبي الملك.

وأثناء حرب الاستقلال أسس البطل المحلي مارتين ميغيل دي جوميس (1785-1821) قواته المناهضة للملكية في المدينة، وابتكر الزي الرسمي التقليدي والمستخدم الآن باللونين الأحمر والأسود لميليشيا الغاوتشو، حيث شغل جوميز منصب حاكم مقاطعة سالتا من عام 1815، لكنه قُتل خلال هجوم ملكي على المدينة في عام 1821.

وبعد أن أصبحت بوينس آيرس عاصمة الدولة الفيدرالية حديثًا في عام 1880، تدهورت سالتا بشكل مطرد وخسرت بقية الأرجنتين، كما ترك انفجار حضري متأخر حصل في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي بصماته على الطراز المعماري الذي يغلب عليه الطابع الاستعماري في المدينة، ومنذ مطلع الألفية انضمت سالتا إلى صفوف العواصم الأرجنتينية الأسرع نموًا والأكثر ديناميكية.

مدينة سالتا هي عبارة عن مقاطعات ذات تاريخ استعماري طويل جدًا، والتي خلفت وراءها العديد من المزارع التقليدية، والمعروفة محليًا باسم (Fincas)، حيث يُعد بعضها الآن غرفًا للضيوف، كما تُعد إقامات (Estancia) طريقة رائعة للجمع بين الراحة والرفاهية مع فرصة للتعرف على السكان المحليين والاستمتاع بالطبيعة وتجربة عادات الكريولو والأنشطة الزراعية، كما أنه وعادة ما يتم تضمين خدمة الواي فاي المجانية ووجبة الإفطار للزوار.

كما تحتوي المدينة على مزار سياحي مهم ومزرعة تبغ تاريخية تقع على بعد 80 كم شمال شرق سالتا، كما يحتفظ المنزل الشهير في المدينة، والذي يعود إلى أوائل القرن السابع عشر بهياكله الاستعمارية بالأثاث والمصنوعات اليدوية من البعثات اليسوعية في الشمال الغربي وبيرو وبوليفيا.


شارك المقالة: