مدينة سانت غالن في سويسرا

اقرأ في هذا المقال


مدينة سانت غالن:

مدينة سانت غالن هذه المدينة التاريخية التي تتميز بوجود العديد من المعالم الأثرية القديمة، حيث أن المدينة جرت على أرضها العديد من الأحداث التاريخية على مر الزمان، وهي مدينة ساحرة تتميز مبانيها بنوافذ أوريل الزجاجية الملونة والمرسومة باليد، ووجود معلم الأكثر شهرة هو كاتدرائية الباروك، ثم تأتي مكتبة آبي التي تضم نحو 170000 من الوثائق التاريخية وجزء كبير من الوثائق مكتوبة بخط اليد، ويرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة، كذلك تحتوي المكتبة على قاعة روكوكو، وهي القاعة الأكثر جمالاً في سويسرا، وتعتبر الكاتدرائية مع مكتبة آبي من أكثر أماكن السياحة في سانت غالن جذبا للسائحين، وقد تم إعلان منطقة الدير بأكملها موقعا من مواقع اليونسكو للتراث العالمي في عام 1983.

أين تقع مدينة سانت غالن؟

مدينة سانت غالن هذه المدينة الجميلة الساحرة تقع في الجهة الشرقية من سويسرا، حيث توجد بين بحيرة كونستانس ومنطقة أبنزيلرلاند، وهي من المدن المدرجة في مواقع التراث العالمي لليونسكو وذلك يعود لكثرة الأماكن الأثرية الموجودة في المدينة.

تاريخ مدينة سانت غالن:

مدينة سانت غالن التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن السابع ميلادي على يد الراهب الأيرلندي جالوس، الذي كان يعيش في كوخ سنة 612، ولكن بعد وفاته بحوالي مائة عام تم بناء دير على موقع الكوخ وتم تسميته باسم الراهب دير القديس غالن، في عام 954  أقيمت جدران الحصن حول الدير للحماية من المسلحين، وبدأت المدينة تنمو حول هذه الجدران تحت سيطرة الدير، حيث أصبحت سانت غالن في عام 1311 مدينة إمبراطورية حرة، ولكن بعد 40 سنة سيطرت نقابة النساجين على الحكومة المدنية.

بالإضافة إلى أن المدينة تم انضمامها إلى الاتحاد السويسري في منتصف القرن الخامس عشر بعد أن اشتروا الحرية للمدينة من الملك الألماني سيجيسموند، ولكن عند غزو نابليون فقدت المدينة والدير سلطتهما واتحدتا مع منطقة أبنزل في كانتون واحد من سانتيس كجزء من جمهورية هلفيتيا، ومع ذلك تسببت هذه الجمهورية بالرفض الشديد في جميع أنحاء سويسرا، وفي عام 1803 تم تدميرها، في الوقت نفسه أصبحت سانت غالن عاصمة الكانتون البروتستانتي الذي يحمل نفس الاسم، تبع ذلك بقاء الرهبان الكاثوليك من الدير.

مدينة سانت غالن خلال القرن الخامس عشر التي حافظت على أهميتها لعدة قرون ونجحت في صناعة المنسوجات، ومن ثم تطورت في ألات التطريز في القرن التاسع عشر، حيث أنها في عام 1910 شكلت التطريز سانت غالن لمعظم صادرات سويسرا (18 ٪) وأكثر من نصف الإنتاج العالمي، ومع ذلك تسببت الحرب العالمية الأولى والكساد الكبير في أزمة كبيرة في الإنتاج، حتى يومنا هذا مدينة سانت غالن تحظى بشعبية كبيرة في مجال التطريز، حيث أنها في القرن العشرين حيث بدأ إحياء هذه الصناعة لكن لم يبقى إلا القليل من صناعة الغزل والنسيج في المدينة من البقاء على قيد الحياة.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة سانت غالن:

1- المتحف التاريخي والمتحف الاثنوجرافي:

المتحف التاريخي والمتحف الاثنوجرافي اللذان يتواجدان في مدينة سانت غالن، حيث أن المتحفان يشتركان في نفس المبنى ولا يفصلهم إلا بعض الممرات، ولكل متحف مهمة لعرض القطع الأثرية فمثلاً المتحف التاريخي يعرض المجموعات التي يتراوح تاريخها بين ما قبل التاريخ وصولاً إلى القرن الثامن عشر، كما يعرض عدداً من النماذج التراثية الهولندية مثل نموذج مقياس سانت من القرن السابع عشر، ونماذج الزجاج المطلي، وأعمال الفنون والحرف الشعبية القديمة، أما متحف الاثنوجرافي فمن جانبه يعرض القطع الأثرية البارزة، تلك القادمة من أفريقيا والأمازون وآسيا واستراليا.

2- كاتدرائية سانت غالن:

كاتدرائية سانت غالن الموجودة في المدينة، حيث يعود تاريخها إلى عام 1755 والتي تعتبر من أبرز الأماكن في المدينة بل وأجملها، كما أنها موجودة في مكان يرجع تاريخه إلى القرن 14 وهو مكان الصروح القوطية، الكاتدرائية لافتة للنظر لبساطتها الخارجية والتي تتناقض مع أماكنها الداخلية بالغة الفخامة والغنى، هذه التحفة من مدرسة فورالبيرج المعمارية، تُكشف عبر إلقاء نظرة من خلال القبة المركزية التي ترتفع في وسط بهو هائل، كما أن المخرج ذو الطراز المعماري الرائع يقود إلى المنطقة الشرقية من سانت غالن.

3- متحف سانت غالن للفنون الجميلة:

متحف الفنون الجميلة الذي يوجد في مدينة سانت غالن السويسرية، الذي يتميز بوجود العديد من المعروضات التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى للكثير من أعمال الفنانين من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى هذا فهناك لوحات تعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين، ومعظمها  يصور حياة الفلاحين في توغنبورغ و أبنزال والطبيعة البريئة الساحرة لسانت غالن، كما يضم المتحف الكثير من الأعمال الحديثة والمعاصرة التي رسمها فنانين معروفين مثل تايوبر وكيلي وبيكاسو وهي اللوحات التي تعرض في الطابق الأول من المتحف.

4- المدينة القديمة:

المدينة القديمة التي توجد في سانت غالن السويسرية، التي تعود إلى القرون القديمة، حيث أنها تتميز بالعديد من المعالم والمباني التي يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر، حيث أن المدينة محاطة بالأسوار مع واجهات مميزة في الطلاء وبعضها مزينة بعلامات الحديد المطاوع ونوافذ الأوريل، كما أن غالوستراس، وسشميدجاس، وسبيسيرغاس، وماركتغاس هي الشوارع الأكثر نموذجية بالمدينة القديمة، كما أنها غنية بالجدران الملونة والشرفات المنحوتة وأيضاً الكنائس والأديرة ذات الطابع المعماري الباروكي، حيث أنها مليئة بأكثر من 100 نافذة من عصر النهضة والباروك.

5- مكتبة آبي سانت غالن:

مكتبة آبي سانت غالن الموجودة في المدينة، التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، حيث أنها قاعة رائعة تتميز بالطراز الروكوكي وهي من أكبر القاعات في البلاد من هذا الطراز، حيث تحتوي المكتبة على مجموعة كبيرة من المعروضات التي لا تقدر بثمن، وهي تتألف من حوالي 16000 من المجلدات والمخطوطات النادرة، من بينها 2000 من المخطوطات المحلية التي تعود إلى القرن الثامن حتي القرن الثاني عشر، وتحتوي المكتبة أعمال الفنانين الذين بنوا الكاتدرائية، كما أن الألواح الخشبية الغنية والأرضيات المصنوعة من خشب وأشجار الزينة والألواح المطلية بدهانات كلاسيكية تضيف المزيد إلى الإنطباع الفخم للمكتبة.

6- دير القديس جالوس:

دير القديس جالوس الذي يوجد في مدينة سانت غالن، حيث يعود تاريخه إلى القرون الوسطى، وهو واحد من مواقع التراث العالمي في منظمة اليونسكو العالمية ومن أبرز المعالم في المدينة، حيث أنه كان يعمل في السابق على فصل الأجزاء الكاثوليكية والبروتستانتية في المدينة، يتميز مبنى الدير نفسه ببرجين وأقل قليلاً من المكتبة الموجودة بالديكور، حيث اللوحات الجدارية الخضراء الداكنة على السقف وصب الجص الرائع، كما يمكنك العثور على بقايا الجدار في الجزء الشمالي الشرقي من الدير.

7- بوابة كارل:

بوابة كارل التي توجد في مدينة سانت غالن السويسرية، حيث يعود تاريخ بناءها إلى عام 1570، كما أنها كانت منذ القرون القديمة جدار دفاعي للمدينة ضد هجوم الأعداء، وبحسب الأسطورة فإن أول شخص يقود عبر البوابة هو القديس كارل بوروميو تم تسميتهم من بعده، حيث أن في الجزء العلوي من البوابة عبارة عن نقش أنيق يصور صليباً تحتها وبين الأعمدة يصور القديس غال، حيث أن بوابة كارل من المعالم الأثرية البارزة في المدينة ويعود ذلك إلى الأحداث التي مرت عليها عبر الزمن الطويل.


شارك المقالة: