مدينة سوهاج في مصر

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة سوهاج:

مدينة سوهاج هي إحدى مدن مصر البالغ عددها 27 مدينة، تقع في المنطقة الجنوبية من صعيد مصر وتشمل امتداداً طويلاً لوادي النيل، ابتداء من عام 1960 ميلادي كانت هي عاصمة محافظة سوهاج، وقبل عام 1960 ميلادي كانت عاصمة المحافظة مدينة جرجا وكان اسم المحافظة محافظة جرجا.

لحين القرن التاسع عشر، كان كل ما يمكن العثور عليه في منطقة سوهاج في قرية صغيرة منعزلة، من غير الواضح كم من الوقت كانت المنطقة مأهولة بالسكان عبر التاريخ، ولكن هناك العديد من المومياوات هنا من العصر الروماني، في العصر القبطي، كان هناك مجتمع من الرهبان يعيشون في الدير الأبيض في منطقة سوهاج، 10 أبريل هو يوم الاحتفال الوطني للمحافظة ويحتفل بانتصار قوات المقاومة الوطنية المصرية على القوات الفرنسية في معركة جهينة عام 1799 ميلادي.

كانت سوهاج واحدة من أقدم المستوطنات المأهولة في مصر ومركزًا للنشاط الاقتصادي والديني القديم، واليوم هي موطن للعديد من المواقع التاريخية، أبيدوس التي تقع على بعد 11 كم من الضفة الغربية لنهر النيل، لها أهمية خاصة.

لعب سوهاج دورًا مهمًا في المقاومة ضد حملة نابليون الفرنسية في مصر، في 10 أبريل 1799 ميلادي، حارب أهالي سوهاج تقدم قوات الاحتلال الفرنسي وأجبرتهم على التراجع، أظهر السكان المحليون شجاعة لا مثيل لها خلال المعركة وفقد الكثيرون أرواحهم في الدفاع عن أراضيهم، يصادف هذا التاريخ الآن العيد الوطني لسوهاج ويحيي هذا الانتصار.

أثبت البحث العلمي الحديث وجود مدينة ثينيس المفقودة المدفونة في مكان ما تحت الإنشاء الحديث، في حالة اكتشاف هذه العاصمة المصرية القديمة، يعد علماء الآثار بإعادة تحديد الخريطة السياحية للمنطقة بأكملها وضمان مستقبل سوهاج.

جغرافية مدينة سوهاج:

تقع مدينة سوهاج على الضفة الغربية لنهر النيل على سهل زراعي خصب، على بعد 6 كيلومترات جنوب غرب أخميم، وتتكون المدينة من جزيرتين هما: جزيرة كرمان عز زاهور، وهي أكبر مساحة وغير مأهولة بالسكان، وجزيرة الزهور، التي تضم بعض المنازل.

اقتصاد مدينة سوهاج:

مدينة سوهاج بها عدد قليل من المواقع الأثرية، ولهذا السبب تمثل السياحة مجرد شريحة صغيرة من دخل المدينة، تشمل مصادر الدخل الأخرى العديد من الصناعات الصغيرة، وتجارة السجاد والنسيج والغزل وصناعة الأثاث وإنتاج السكر، الخدمات التعليمية والإدارية هي أيضًا العديد من مصادر الدخل المحلية الكبيرة الأخرى، وتوظف جامعة صغيرة عددًا من السكان المحليين.

المعالم السياحية في مدينة سوهاج:

مدينة سوهاج غنية بالتراث الحضاري النادر، حيث تضم آثاراً من جميع العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية.

الآثار الفرعونية:

من أبرز الآثار الفرعونية في مدينة سوهاج ما يلي:

  • معبد سيتي الأول: تم بناء معبد سيتي الأول تخليدًا لذكرى الملك سيتي الأول، حيث تصور الجدران الملك سيتي الأول وعلاقاته مع الآلهة كقائمة من الآلهة والملوك منقوشة في خراطيش ملكية تبدأ من مينا حتى ستي الأول، وتشمل أيضًا مقبرة أوزيريون.
  • مقبرة أوزيريون: هذا قبر غامض يقع في الجزء الخلفي من معبد سيتي الأول، حيث تروي النقوش الجدارية قصة الخلق والحساب والعقاب أمام محكمة الإله أوزوريس، المقبرة تشبه معبد وادي الملك خفرع.
  • معبد رمسيس الثاني: يقع معبد رمسيس الثاني شمال معبد ابنة سيتي الأول على الرغم من تدميره في الغالب، إلا أن القليل من البقايا تظهر عظمته، والصور المنقوشة على جدرانه توضح تفاصيل معركة قادش الشهيرة.
  • تمثال ميريت آمون: ميريت آمون هي ابنة رمسيس الثاني زوجة الملك العظيم، يعد تمثالها أكبر تمثال لملكة متوجة فرعونية في التاريخ الفرعوني، إنه مثال للفنون المصرية القديمة في براعة وروعة الألوان.
  • مقابر أم القعب: وهي منطقة تحتوي على قبور بعض ملوك ما قبل الأسرات وكذلك ملوك السلالات الأولى والثانية والثالثة، تقع في أبيدوس في مركز بيلينا.
  • مقابر الحواويش: هذه سلسلة قبور منحوتة في الصخر نقشت جدرانها نقوش ملونة، ومؤخرا تم العثور على تمثال خشبي ملون بالإضافة إلى أول ثوب فرعوني مصنوع من الكتان.
  • مقابر الأحجار: تقع جنوب أوتريبس وتشمل مقابر الأسرة الخامسة، حيث نقشت على الجدران نصوص الحياة اليومية، وعثر على ثمانية توابيت من ثماني مومياوات.
  • مدينة أثريبس: تقع مدينة أثريبس غرب سوهاج، حيث أقيم في الموقع معبدين هما معبد بطليموس الزمار ومعبد بطليموس العاشر بالإضافة إلى العديد من المقابر الفرعونية الأخرى.

الآثار الإسلامية:

تشتهر مدينة سوهاج بآثارها الإسلامية التي تعود إلى العصر الفاطمي ومن أبرزها:

  • مسجد العتيق: ويسمى أيضا مسجد الفرشوطى (الجامع القديم). يعود تاريخه إلى عهد الحافظ  الخليفة الحادي عشر للعام 527 هـ.
  • مسجد سيدي عارف (المعروف أيضا باسم مسجد العارف بالله): يقع في قلب مدينة سوهاج ويعود تاريخه إلى  القرن الثامن، ومع ذلك أعيد بناؤها في عام 1968 ميلادي.
  • مسجد الأمير حسن: يقع في أخميم وشيد في عهد الأمير الحسن بن الأمير محمد عام 1117-1121 هـ على مساحة مستطيلة تبلغ 648 متر مربع، يشتهر المسجد بمئذنته المميزة وزخارفه المعمارية الرائعة والأعمدة الخشبية التي تحمل السقف. يمثل نموذجًا للتراث المحلي في العمارة العثمانية.
  • مسجد عثمان: يقع في جرجا، وهو من المساجد القديمة التي يعود تاريخها إلى العصر العثماني الذي يتميز بطراز معماري مميز، مدخله مزين بالكتابات والزخارف المعمارية والزخارف الجميلة.
  • المسجد الصيني: يقع مسجد الخزف المعروف بمسجد الصيني في جرجا ويعود تاريخه إلى العصر العثماني، شيد في عهد الأمير محمد الفكري 1117 هـ، وأعيد تجديده عام 1324 هـ، يُعرف بمسجد الصيني للبلاط الزخرفي الذي يكسو جدران القبة وبعض أجزاء الجدران.
  • مسجد جلال: يقع في جرجا وتعرف بالمدرسة العثمانية، يتكون من ثلاثة طوابق ويعود تاريخه إلى عام 1189 هـ.
  • حمام علي بك العام: تقع في جرجا وأسسها علي بك الفكري، يتكون من أربع غرف صغيرة تحيط ببركة سباحة في المركز.

الآثار القبطية:

  • الدير الأبيض: يُعرف بدير الأنبا شنودة، تم تشييده على الطراز البازيليكي، إلا أن بعض جدرانه كانت تحتوي على نقوش ولوحات فرعونية، تم تشييده باستخدام بعض الأعمدة والحجارة المأخوذة من مدينة أتريبس، وهي من أهم الكنائس من حيث المساحة والرفاهية.
  • الدير الأحمر: على بعد 4 كيلومترات جنوب شرق دير الأبيض، مخبأة في مؤخرة إحدى القرى، أسسها بيسا أحد تلاميذ شنودة الذي حسب الأسطورة كان لصًا تحول إلى المسيحية، وقد تم تكريسه للقديس بيشوي، يعود تاريخ كنيسة القديس بيشوي الأقدم في الدير إلى القرن الرابع بعد الميلاد، وتحتوي على بعض اللوحات الجدارية النادرة، تم ترميمها من قبل فريق برعاية مركز الأبحاث الأمريكي في مصر والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في حين أن معظم الكنيسة مخبأة بواسطة السقالات، فإن اللوحات الجدارية المرئية في الصحن الأيمن تشير إلى الجودة الفائقة لهذا العمل المبكر.

بالإضافة إلى عدد من الأديرة منها: مريم العذراء، الشهداء، رئيس الملائكة، الأنبا توما الناسك، الأنبا تادرس الشامية والأنبا بسادة.


شارك المقالة: