مدينة سيرتوخيمبوس في هولندا

مدينة سيرتوخيمبوس هي واحدة من المدن التي تقع في دولة هولندا في قارة أوروبا، ومدينة سيرتوخيمبوس والمعروفة أيضًا باسم (Den Bosch) وهي عاصمة مقاطعة (North Brabant) في هولندا، ويوجد في المدينة الكثير من المباني والمعالم التاريخية مع تنوع في الطراز المعماري الذي يتم تحديده بوضوح على السطح الخارجي للمباني، ويمكن رؤية الكاتدرائية القوطية بأبراجها الرومانية والمباني القوطية الجديدة والكلاسيكية الهولندية، وعند التجول في مدينة سيرتوخيمبوس ستبهر الزوار بالتأكيد حيث أنها تتمتع بشعور فريد من نوعه، وهي مدينة رائعة للتجول فيها والاستمتاع بالمناظر والتسوق والمتنزهات ومجموعة الأنشطة.

تاريخ مدينة سيرتوخيمبوس

تم تأسيس مدينة سيرتوخيمبوس بموجب ميثاق عام 1185 ميلادي، وكان الهدف منه حماية مصالح دوق برابانت ضد مقاطعات جيلدرز وهولندا، ولذلك تم تصور المدينة على أنها مدينة حصن منذ البداية، وتم تدميره في عام 1203 ميلادي وسرعان ما أعيد بناؤه، وتم توسيع أسوار المدينة في عام 1475 ميلادي لتشمل مساحة أكبر، وتم حفر مجاري مائية اصطناعية لتكون بمثابة خندق للمدينة تم من خلاله تحويل الأنهار في المدينة.

نمت مدينة سيرتوخيمبوس لتصبح ثاني أكبر مدينة في هولندا الحالية (بعد مدينة أوتريخت) في بداية القرن السادس عشر، وخلال هذه الفترة المزدهرة ولد أحد أشهر أبناء المدينة، وهو هيرونيموس بوش (1450-1516) ميلادي المعروف أيضًا باسم “البوسكو” باللغة الإسبانية، والذي كان أحد أعظم رسامي عصر النهضة في شمال أوروبا، وأصبحت مدينة سيرتوخيمبوس مقرًا لأسقفية مستقلة في عام 1559 ميلادي، ومع ذلك انتشرت أفكار الإصلاح عبر البلدان المنخفضة وجلبت الحرب بين حكام الهابسبورغ والسكان البروتستانت المتزايد.

في عهد الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا (الذي حكم من عام 1556 ميلادي إلى عام 1598 ميلادي) اندلعت ثورة في هولندا الإسبانية مما أدى إلى حرب الثمانين عامًا (1568-1648) ميلادي، حيث وقفت مدينة سيرتوخيمبوس في البداية إلى جانب سلطات هابسبورغ بل إنه أحبط انقلاب كالفيني، ثم حاصر جيش المقاطعات المتحدة المدينة عدة مرات، تحت قيادة الأمير موريس من أورانج ناساو (1567-1625) ميلادي، وكانت مدينة سيرتوخيمبوس محصنتًا بشدة وتحيط بها مستنقعات شاسعة، وكانت منيعتًا وحصلت على لقب “مارش دراجون”.

فريدريك هنري من ناسو (1584-1647) خلف شقيقه الأكبر موريس كأمير لأورانج في عام 1625 ميلادي، وواصل محاولاته للاستيلاء على مدينة سيرتوخيمبوس الكاثوليكية، وقام بتحويل مجرى نهري دوميل وآأ وأنشأ قطبًا من خلال بناء سد بطول أربعين كيلومترًا ثم ضخ المياه خارجًا عن طريق الطواحين، وبعد حصار دام 3 أشهر اضطرت مدينة سيرتوخيمبوس إلى الاستسلام، وتعاملت الجمهورية مع المنطقة على أنها منطقة احتلال لا حريات سياسية.

في عام 1672 ميلادي شهدت ما يسمى بـ (rampjaar) “سنة الكارثة” لجمهورية الهولندية الفتية هجومًا للمقاطعات المتحدة من قبل إنجلترا وفرنسا ومونستر وكولونيا، ولكن المدينة صمدت ضد جيش لويس الرابع عشر، وبعد ذلك يرتبط تاريخ المدينة أساسًا بتاريخ هولندا، واستولى عليها الثوار الفرنسيون عام 1794 ميلادي، وظلت جزءًا من فرنسا حتى عام 1814 ميلادي، وفي عام 1815 ميلادي تم إنشاء المملكة المتحدة لهولندا مع بلجيكا المجاورة والتي انقسمت في عام 1830 ميلادي.

حتى عام 1878 ميلادي حظرت حكومة المدينة المحافظة البناء خارج الأسوار، مما أدى إلى الاكتظاظ وأعلى معدل وفيات الرضع في المملكة، كما أنها منعت الاستثمار الصناعي وحتى إنشاء المؤسسات التعليمية وذلك لإبقاء عدد المواطنين المعوقين المحتمل (عمال وطلاب) منخفضًا، ويمكن أن تؤدي هذه السياسة فقط إلى تقليل أهمية المدينة على المدى الطويل، حيث نجت مدينة سيرتوخيمبوس من الحرب العالمية الثانية سالماً نسبيًا، وعلى الرغم من ضمها إلى المقاطعات المتحدة منذ أكثر من 300 عام ظلت المدينة ومقاطعة شمال برابانت ذات أغلبية كاثوليكية.

جولة في مدينة سيرتوخيمبوس

نظرًا لأن مدينة سيرتوخيمبوس هي واحدة من أقدم المدن في هولندا، يمكن اعتبار المدينة نفسها نشاطًا سياحيًا، إنه لأمر ممتع للغاية أن يسير الزائر في وسط المدينة حيث تضم بعض المباني القديمة والمثيرة للاهتمام، وعلى سبيل المثال يعد (Moriaan) أقدم مبنى من الطوب في هولندا، ويمكن للزائر العثور عليه في ساحة السوق حيث يضم المركز السياحي لمدينة سيرتوخيمبوس.

وموقع أخر في مدينة سيرتوخيمبوس هو حدائق الملاهي والتي يتواجد بها معظم الناس، يمكن زيارة (Efteling) ليوم واحد، إنها بالتأكيد واحدة من أكثر المنتزهات الترفيهية متعة في أوروبا بأكملها، ويمكن الوصول إلى هناك بسهولة عن طريق وسائل النقل العام ولا يستغرق الوصول إليها سوى 20 دقيقة بالسيارة على الأكثر.

تناول الطعام في مدينة سيرتوخيمبوس

يوجد في مدينة سيرتوخيمبوس الكثير من المطاعم الرائعة ومجرد التجول في مدينة سيرتوخيمبوس سيجد الزائر بالتأكيد شيئًا يناسب ذوقه، ومع ذلك يجب على المرء أن يأكل الحلو عندما يكون في مدينة سيرتوخيمبوس وهذا ما يسمى “بوسش بول” ، والذي سمي بوضوح على اسم مدينة سيرتوخيمبوس وينشأ من هذه المدينة، إنها كرة كبيرة مليئة بالكريمة المخفوقة ومن الخارج مغطى بالشوكولاتة اللذيذة، وعادة ما تؤكل هذه المعجنات مع فنجان من القهوة (لذلك ليس مثل الحلوى) كحلوى بينهما، حيث يبدو أنه من المستحيل تناول هذه المعجنات دون إحداث فوضى.

التسوق في مدينة سيرتوخيمبوس

عوامل الجذب في مدينة سيرتوخيمبوس

كاتدرائية القديس يوحنا

المشهد الرئيسي للمدينة هو كاتدرائية القديس يوحنا (Sint-Janskathedraal)، وهي واحدة من أجمل الكنائس القوطية في هولندا، حيث بناؤها في الأصل ككنيسة أبرشية على الطراز الروماني بين عامي 1220 و1340 ميلادي، وتم تشييد مبنى الكنيسة الجديد والجوقة على الطراز القوطي من عام 1340 ميلادي إلى عام 1450 ميلادي، وفي عام 1505 ميلادي هُدمت الكنيسة الرومانية الأصلية (باستثناء برج الساعة) والكنيسة القوطية تم الانتهاء من بناء الصرح في عام 1525 ميلادي.

دمر حريق السقف وبرج الساعة في عام 1584 ميلادي، وحريق آخر دمر الكاتدرائية في عام 1830 ميلادي، ولكن تم إصلاح كل شيء بحلول عام 1842 ميلادي، وخضع المبنى لثلاثة تجديدات رئيسية من عام 1859 ميلادي حتى يومنا هذا، وتم تجريد الكاتدرائية من الداخل من الزخارف الكاثوليكية الفخمة من قبل البروتستانت منذ عام 1629 ميلادي، ولا تزال أورغنها تستحق البحث عنها والتي بناها هيمان في 1617-1621 ميلادي، وتعتبر واحدة من أجمل الزخارف في البلاد.

مشاهد أخرى

كانت مدينة سيرتوخيمبوس التابعة لـ (Hertogenbosch) أولاً وقبل كل شيء مدينة محصنة، وقد تم الحفاظ على الأسوار (لإبقاء المياه من الخندق المائي) سليمة تقريبًا على معظم طولها، ويحد الجانب الجنوبي من الجدار بولدر قديم (تم تحويله إلى محمية طبيعية) يمتد على طول الطريق إلى بلدة (Vught) التالية، ولا تزال العديد من القلاع الأخرى قائمة حول المدينة،  ويمكن أن تتباهى مدينة سيرتوخيمبوس بامتلاك أقدم منزل من الطوب في هولندا.

وفي المدينة واحد من ترسانتي البودرة الوحيدتين المتبقيتين في البلاد (Kruithuis السداسية في شمال المدينة القديمة)، ومثل كل مدينة من العصور الوسطى في البلدان المنخفضة، يوجد في مدينة سيرتوخيمبوس ساحة السوق الخاصة بها، حيث توجد قاعة المدينة (stadhuis)، التي تم بناؤها على الطراز الهولندي الكلاسيكي من القرن السابع عشر.