مدينة مانغالايا في رومانيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة مانغالايا هي واحدة من المدن التي تقع في دولة رومانيا في قارة أوروبا، حيث تحمل المدينة العديد من الأسماء التاريخية الأخرى ومنها بانجاليا وبانجليكارا وتوميسوفارا، وهي مدينة وميناء على ساحل البحر الأسود في جنوب شرق مقاطعة كونستانتا في رومانيا.

مدينة مانغالايا

مدينة مانغالايا هي مدينة ساحلية ومنتجع سياحي في جنوب شرق رومانيا، والمنطقة مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث، وفي القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد احتلها الإغريق، وكان اسم المدينة التي بنوها كالاتيس، وفي عام 71 قبل الميلاد غزا الرومان كالاتيس، وتم التخلي عن مدينة كالاتيس في القرن السابع الميلادي وبدلاً من ذلك بدءًا من القرن الثالث عشر الميلادي تتحدث الوثائق عن مدينة جديدة كانت تسمى أولاً بانجاليا فيما بعد مانكاليا، ويظن البعض أن الأتراك قد أطلقوا عليها اسمها النهائي (Mangalia) حيث كان من الصعب عليهم نطق (Mankalia)، حيث يصل طول الشاطئ إلى نحو 600 متر وعرضه نحو 50-150 مترًا وله رمال ناعمة جدًا؛ وتعد مياه البحر ليست عميقة جدا – 1 متر من الشاطئ إلى 200 متر في عرض البحر ولهذا السبب يفضلها الأطفال الذين لا يستطيعون السباحة.

تنقسم المدينة إلى قسمين هما مانجاليا الشمالية التي تضم منتجعات أوليمب ونبتون وجوبيتر وكاب أورورا وفينوس وزحل ومانجاليا الجنوبية التي تتميز بالميناء التجاري بالإضافة إلى حوض بناء السفن، ومانجاليا أيضًا منتجع مناخي، ويبلغ متوسط ​​درجة الحرارة السنوية 11.2 درجة مئوية، ويتم تزويد بحيرة مانغالايا التي تبلغ مساحتها 261 هكتارًا من خلال ينابيع المياه الحرارية الغنية بالكبريت، ويتم توظيفهم في علاج الأمراض الروماتيزمية التنكسية، ومدينة مانغالايا هي المنتجع البحري الوحيد الذي يحتوي على ينابيع مياه معدنية.

التراث التاريخي في مدينة مانغالايا

تأسست مدينة مانغالايا في الأصل من قبل اليونانيين الذين أتوا من (Pontic Heraclea) في القرن الرابع قبل الميلاد، حيث كانت (Callatis) وهي مدينة تتمتع بالحكم الذاتي في الفترة الهلنستية أهم مركز اقتصادي وثقافي في المنطقة، حيث تُركت مدينة القرون الوسطى في الظل حيث ورد ظهور مانغالايا في العديد من السجلات التاريخية أو المطبوعات الحجرية وخرائط طرق التجارة الرئيسية، وفي القرن العاشر أطلق الجينوفينيون على الميناء القديم (Pancalea) أي “الجميل”.

بين الحربين العالميتين أصبحت مانغالايا منتجعًا صيفيًا مشهورًا اكتشفه الفنانون والكتاب والفنانين والمثقفين، حيث ورد ذكرهم بشكل متزايد في المنشورات والتقارير والصفحات والأعمال الأدبية أو الفنية ذات القيمة الكبيرة بسبب الضوء البحر وسحره الذي يدعو إلى التأمل والخلق، حيث بدأت إعادة إعمار المدينة بعد مصير البلاد بأكملها في عام 1956 – 1958 ميلادي وبعد عام 1965 ميلادي تم بناء منتجعات سياحية على ساحل البحر الأسود (Olimp وNeptun وJupiter وCap Aurora وVenus وSaturn) لتشكيل السياحة، وتستفيد البنية من العوامل العلاجية الطبيعية مثل الشمس والبحر والرمل والمياه الكبريتية، وتم إعلان مدينة مانغالايا بلدية في عام 1995 ميلادي.

الخصائص الجغرافية لمدينة مانغالايا

مدينة مانغالايا هي بوابة رومانيا من البحر الأسود في جنوب شرق رومانيا، وتتميز المدينة بموقع متميز على نفس خط العرض مثل المدن الكبرى موناكو وسان ريمو ونيس في الجنوب عند خط عرض 44: 43.49 شمالًا وخط طول 28.35 بوصة شرقًا، وتُعزى السمة المحددة للمدينة من خلال موقعها على ساحل البحر الأسود على ارتفاع 10 أمتار فوق مستوى سطح البحر ومن خلال حقيقة وجود سواحل نهرية وبحرية مثل بحيرة (Mangalia وPond)، ويتميز البحر الأسود بملوحة منخفضة نسبيًا وتصل درجة حرارة الماء إلى 20-25 درجة مئوية في فصل الصيف، والجدير بالذكر أن هناك رملًا عالي الجودة لأنه يساهم في استكمال الظروف التي يبحث عنها المرء عن علاجات هيليو مارينز.

يبلغ عدد سكان مدينة مانغالايا نحو ما يقارب 43،006 نسمة 80 ٪ منهم من الجنسية الرومانية و20 ٪ المتبقية تتكون من الأتراك والتتار واليونانيين والمقدونيين والأرمن والبلغار والروس ليبوفان والهنغاريين والأوكرانيين، والديانة السائدة هي الأرثوذكسية (90٪) يليها المسلمون والكاثوليك وغيرهم، وخلال موسم الصيف يأتي أكثر من 50.000 سائح/ سلسلة إلى المدينة.

اقتصاد مدينة مانغالايا

يقوم الاقتصاد المحلي على قطاعين رئيسيين هما صناعة السفن والسياحة، وممثل صناعات الاقتصاد البلدي هو بناء وإصلاح السفن الثقيلة، وصناعة النسيج حاضرة أيضًا من خلال استثمار رأس المال الألماني، ويوجد ميناء تجاري يعد من أكبر النقاط في التسوق للشحن الدولي والذي يضمن منطقة العبور وأطنان من البضائع سنويًا، ويتم دعم السياحة الساحلية الجنوبية بشكل أساسي من خلال السمات الطبيعية للمنطقة، وقد تم تطوير جميع مكوناتها منها السياحة الساحلية الكلاسيكية ومنتجع صحي والأعمال (الفنادق بها غرف مؤتمرات حديثة حيث تُعقد اجتماعات العمل والندوات الاقتصادية والمؤتمرات حول الثقافة والسياحة بانتظام ) والسياحة البحرية (للقوارب الصغيرة والمتوسطة) والسياحة الثقافية والدينية.

مدينة مانغالايا اسم مهم في السياحة بكل مكوناتها كونها وجهة لقضاء العطلات تجذب الكثير من الزوار الرومانيين والأجانب على ساحل البحر الأسود، والتطور الأخير للمدينة يرجع إلى المشاريع مع المؤسسات الأوروبية، وتقوم بلدية مانغالايا أيضًا بتطوير علاقات التعاون في مجالات التعليم والثقافة والرياضة والمجتمع المدني ضمن علاقات التوأمة والتعاون المؤسسي مع مدن من دول الاتحاد الأوروبي.

المصدر: كتاب "دراسات في جغرافية المدن" للمؤلف د. أحمد على إسماعيلكتاب "جغرافية المدن" تأليف د. جمال حمدان سنة النشر: 2008كتاب " جغرافية المدن بين الدراسة المنهجية والمعاصرة، سنة النشر: 2016كتاب " جغرافية السياحة" للمؤلف مجيد ملوك السامرائي


شارك المقالة: