مدينة معلولا في سوريا ومعالمها الأثرية

اقرأ في هذا المقال


“The ancient of Maaloula” وتعتبر إحدى أهم المدن الأثرية في شمال سوريا، حيث كانت مكاناً مخصصاً للحج لكل من المسيحيين والمسلمين لعدة قرون، وهي واحدة من الأماكن القليلة المتبقية في العالم، حيث بقيت الآرامية ولغة يسوع كلغةٍ ريفيةٍ منطوقة.

نبذة عن مدينة معلولا

يعود تاريخ مدينة معلولا إلى العصر الروماني، حيث كانت مستوطنة في مملكة حمص، حيث تعتبر واحدة من أشهر الجيوب المسيحية في سوريا ولحقت الأضرار بالعديد من كنائسها ومزاراتها القيمة عندما سيطر المتمردون الإسلاميون عليها، وتعتبر واحدة من الأماكن القليلة على هذا الكوكب، حيث يتحدث سكانها المسيحيون اللغة الآرامية (لغة السيد المسيح).

كما أن أغلبية سكان المدينة من المسيحيين الروم الأرثوذكس والروم الملكيين والكاثوليك الأنطاكيين، ويعيشون جنباً إلى جنب مع أقليةٍ مسلمة، وبصرف النظر عن فترات التوتر القليلة، لا سيما في القرن التاسع عشر، عاشت المجتمعات المسيحية والإسلامية جنباً إلى جنب لعدة قرون.

وللوهلة الأولى، تعطي المباني البيضاء التي تشكل هذه القرية الجبلية الصغيرة الهادئة إحساساً بالمكان المتجذر في ماضيها القديم، لكن الفحص الدقيق يكشف عن تاريخٍ حديثٍ مضطرب، وذلك لأن معلولا تبعد بالكاد 34 ميلاً فقط عن العاصمة السورية دمشق، وفي عام 2013، اجتاحت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة قوات النظام في المنطقة، وكان من المفهوم أن يخشى السكان المحليون على حياتهم أثناء القتال، بينما تضررت المباني الدينية الهامة مثل دير القديس سرجيوس أو مار سركيس الكاثوليكي الذي يلوح في الأفق بسبب القصف العنيف.

ومن اللاَفت للنظر أن معلولا نجت من الفظائع التي تعرضت لها في أماكنٍ أخرى من سوريا، حتى أن الثوار أطلقوا سراح العديد من الراهبات المحتجزات كرهائن كجزء من عملية تبادل أسرى؛ شملت 150 امرأة وطفل محتجزين لدى الحكومة السورية، وأخيراً، طرد الجيش السوري الجماعة الإسلامية من معلولا في نيسان / أبريل 2014، لكن بعض سكان القرية ما زالوا في عداد المفقودين، خوفاً من اختطافهم من قبل الجهاديين المنسحبين.

السياحة في مدينة معلولا

على بعد 50 كيلومتراً من دمشق، على ارتفاع يزيد عن 1500 متر في اتجاه لبنان، تقع مدينة معلولا على سفوح جبال القلمون وكأنها في الواقع خلية نحل عملاقة على حافة الهاوية، حيث توجد سجادةً كبيرة لامعة من اللون الأخضر عند قاعدة الجبال مكونة من التين والسدود المزهرة وأشجار العنب وأشجار الحور، مع وجود طيورٍ صغيرة.

حيث يبدو أن هذه القرية المضيافة بشكلٍ استثنائي تطفو فوق طبيعة عنيدة، وتعتبر المكان الوحيد الذي لا يزال يتم فيه التحدث بلهجةٍ من الفرع الغربي للغة الآرامية، وتحتوي مدينة معلولا على العديد من المواقع الأثرية التي تجذب الكثير من السياح؛ كأديرة الروم الكاثوليك مارسركيس الذي يحتوي على مجموعةٍ شيقة للغاية من الرموز الدينية من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر، من أبرزها: الأيقونة الجميلة للسيدة العذراء مريم وأيقونة أخرى للشهيدين سرجيوس وباخوس.

بالإضافة إلى كنيسة الروم الأرثوذوكس، وبقايا العديد من الأديرة والكنائس والأضرحة والمعابد، بعضها يرقد في حالة خراب، وبعضها الآخر يستمر في الوقوف متحدياً العمر، حيث تم تصنيف المدينة والمناطق المحيطة بها كموقعٍ ثقافي في القائمة المؤقتة لليونسكو، حيث تتميز المدينة بتراثها التاريخي والديني والثقافي، والعديد من المناظر التي تظهر التفاعل بين الإنسان والطبيعة.

وتضم مدينة معلولا مجموعةً من الأغاني الدينية والاحتفالية الفريدة من نوعها في تنوعها وتخيلها، حيث هنالك ثلاثة مهرجانات فولكلورية كبيرة تميز العام لسكان هذا المكان الرائع؛ الأول في 14 سبتمبر لتكريم القديس كروس، وهناك آخراً في 22 سبتمبر وهو عيد مار تقلا، ويوم 7 أكتوبر هناك مهرجان مار سركيس، حيث يحضر المئات من الزوار هذه الاحتفالات ويستمتعون ببعض أكثر المهرجانات إبداعاً في سوريا بأكملها.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: