اقرأ في هذا المقال
طبيعة مدينة ميلك:
تقع مدينة ملك المتواضعة على نهر الدانوب عند مدخل وادي واتشو، كما أن أشهر معالمها السياحية هي دير البينديكتين؛ وهو مجمع فخم مزخرف بشكل مفاجئ لدير، كما يغلب عليه الطابع الباروكي في التصميم ويضم قاعة رخامية ولوحات جدارية واسعة النطاق محفوظة جيدًا.
إلى جانب ذلك فقد تقع المدينة القديمة عند سفح التل أسفل الدير، حيث تعتبر ساحة مجلس المدينة (Rathausplatz) والساحة الرئيسية (Hauptplatz) هي المناطق السياحية المركزية المهمة في المنطقة.
ما لا تعرفه عن مدينة ميلك:
كانت مدينة ميلك موقعًا لحامية رومانية وكانت مقر إقامة حكام بابنبرغ في النمسا من 976 إلى 1101. تم منح القلعة والأراضي المحيطة بها في عام 1111 إلى دير ملك البينديكتين الضخم (الذي تأسس عام 1089)، والذي يهيمن المدينة، إلى جانب ذلك فقد تم توسيع الدير وتحصينه في القرن الرابع عشر، لكن معظم مبانيه الفخمة ترجع إلى إعادة بنائه على الطراز الباروكي (1702–1636). كما تضم مدينة ميلك أيضًا بعض منازل عصر النهضة البارزة، ولا سيما قلعة (Schallaburg)، كما تشتهر هذه المدينة بكثرة صناعة بالنبيذ.
كانت هذه المدينة في الأصل موقعًا رومانيًا محصنًا يسمى ناماري، وقد احتلته لاحقًا قلعة بنيت للدفاع عن الحدود، وفي عام 1089 للميلاد تم تسليم القلعة إلى البينديكتين، وفي عام 1113 للميلاد تم نقل عظام القديس كولوم هناك، مما أكد شهرتها كمكان للحج.
وبحلول القرن الثالث عشر، أصبحت ملك مدينة سوق مهمة، وذلك بعد أن تضرر الدير الأصلي عدة مرات بسبب النيران، كما تم بناء الهيكل الباروكي الرائع الحالي بين عامي 1702 و1738، ولا تزال هذه المدينة أحد أفضل الأماكن التي يمكن زيارتها في النمسا بسبب العديد من المباني التاريخية، ولا سيما وسط المدينة القديم، والذي تم الحفاظ عليه، وعلى الكثير من تراثها المعماري الأصلي.
الحياة في مدينة ميلك:
يحتوي الريف المحيط بالمدينة أيضًا على العديد من مناطق الجذب للسياح، حيث يعد مسار (Donauradweg) لركوب الدراجات أحد أجمل طرق الدراجات في جميع أنحاء أوروبا، كما أنه يربط بين المدن الواقعة على ضفاف النهر والمناطق الطبيعية ذات المناظر الخلابة. إلى جانب ذلك فقد تقع في المنطقة عدة قلاع على بعد كيلومترات قليلة، والتي تعود إلى عصر النهضة زمن شلوس شالابورغ التي يبلغ عمرها 900 عام؛ ومن أهم هذه القلاع قلعة شلوس شونبوهيل وقلعة أغشتاين في أطلال رومانسية.
الأماكن الأثرية في مدينة ميلك:
دير ميلك:
تقف مباني دير ملك (Stift Melk) بشكل رائع فوق نهر الدانوب وتبدو وكأنها قصر إمبراطوري أكثر من كونها ديرًا، كما أنها تلتف حول سبع ساحات فناء.
حيث يُعد الطرف الغربي من الدير أهم جزء فيه؛ إذ ترتفع كنيستها التي تتكون من برجين فوق شرفة نصف دائرية، كما تسمح بوابة المدخل ذات القبة المثمنة للدير، والمحاطة بتماثيل القديس كولومان وسانت ليوبولد من الوصول إلى الفناء الأمامي (Torwartlhof)، مع وجود عدد من الإطلالات الرائعة الموجودة على واجهته الشرقية الرائعة.
إلى جانب وجود قاعة الرخام والتي تعرف باسم مرمرسال، حيث تتميز هذه الغرفة الفخمة بلوحات سقف رائعة تُظهر مشاهد أسطورية تمجد فضائل المنزل الحاكم في النمسا، إضافةً إلى وجود المكتبة ذات المنظر الخلاب مع وجود لوحات تُزين سقفها الجميل حيث تحتوي المكتبة على أكثر من 90 ألف مجلد ومخطوطات نادرة.
كما تعتبر كنيسة الدير أرقى كنيسة باروكية شمال جبال الألب، حيث تشتهر ببرجيها التوأمين اللذان تعلوهما أسقف علوية، جنبًا إلى جنب مع تصميمها الداخلي الرائع مع لوحات السقف الرائعة التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وتجدر الإشارة أيضًا إلى أكشاك الجوقة المزخرفة وكرسي الاعتراف والمنبر المنحوت فنياً والمذبح العالي مع صور القديسين شفيع الكنيسة؛ القديس بطرس والقديس بولس.
المدينة القديمة:
في (Rathausplatz) يقف البيت القديم للمتجولين من عام 1657 بنوافذه المطلية بشكل جيد، وراثوس الذي يحمل شعار المدينة، كما يوجد في المدينة ما يُعرف بستيرنجاسي؛ وهي حانة الدير القديمة التي يعود تاريخها إلى عام 1736 مع تمثالها الحجري لتتويج السيدة العذراء.
قلعة شالابورغ:
على بعد خمسة كيلومترات فقط جنوب ملك تقف قلعة شالابورغ (Schloss Schallaburg) التي يبلغ عمرها 900 عام، حيث تعتبر هذه القلعة المذهلة أهم قطعة من فن العمارة في عصر النهضة في النمسا السفلى؛ نظرًا لساحتها الرائعة المقوسة المكونة من طابقين وزخرفة التراكوتا الغنية.
حيث تعد هذه القلعة مزيج من القصر الرومانسكي والكنيسة القوطية، كما أنها تتميز بسلالم أنيقة ذات دعامة ناتئة والعديد من زخارف التيراكوتا التي تصور شخصيات من الأساطير، ومن أبرز هذه الصور الأسطورية؛ (Hundefräulein)، صورة امرأة برأس كلب، جنبا إلى جنب مع الآلهة والحيوانات القديمة.
قصر ارتستيتن:
كان هذا القصر المذهل هو القلعة الوراثية للأرشيدوق فرانز فرديناند من النمسا وريث عرش هابسبورغ، الذي أدى اغتياله إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وعلى الرغم من أن اللافتات ليست باللغة الإنجليزية، إلا أن الدليل الصوتي يتبع مسار الزوار بمعلومات حول المعروضات في كل غرفة، حيث تشتهر الحدائق والمنتزه بالعرض الرائع لفاوانيا، كما تزهر أكثر من 1000 نبتة في مايو ويونيو.
أنقاض قلعة أجشتاين:
على بعد حوالي 16 كيلومترًا شمالًا على طول نهر الدانوب من كدينة ميلك، توجد أطلال قلعة أجشتاين، حيث تقف القلعة على ارتفاع أكثر من 300 متر فوق النهر على جرف شديد الانحدار، وتوفر إطلالات رائعة على وادي (Wachau).
تأسست القلعة عام 1231 ودمرت عدة مرات (وأعيد بناؤها)، حيث تشمل الأقسام الباقية أجزاء من أبراجها ومطبخها وقاعة طعامها، إلى جانب الكنيسة الصغيرة وجدرانها القوية، كما أن الموقع مشهور بأنه المكان الذي عاش فيه “البارونات اللصوص”، المعروفين باسم كوينرينجر، مستخدمين الموقع كقاعدة لمهاجمة ونهب السفن والعربات أثناء مرورها عبر الوادي أدناه.
إلى جانب ذلك فقد تقع قرية (Willendorf) مقابل أنقاض قلعة أجشتاين، وذلك على الضفة اليسرى لنهر الدانوب، حيث يمكن رؤية الإله فينوس ويليندورف الشهير بجانب وجود صورة من العصر الحجري القديم لشخصية أنثوية، والتي تم العثور عليها في عام 1909.
ماريا تافرل:
يوجد في قرية ماريا تافيرل، أعلى نهر الدانوب وتطل على مناظر رائعة لوادي الدانوب، توجد كنيسة حج رائعة من الطراز الباروكي المبكر. يُقال إن كنيسة ماريا تافيرل قد شُيدت في موقع شجرة بلوط عليها صورة مقدسة للعذراء، وكانت الكنيسة القديمة ذات البرجين التي بُنيت بين عامي 1661 و1711 مكانًا للحج منذ فترة طويلة.
ومن السمات البارزة لكنيسة الحج أن مدخلها الرخامي ولوحات السقف الباروكية واللوحات الجدارية الأخرى كانت تصور مشاهد من حياة القديس يوسف وأسطورة العذراء، إلى جانب المنبر المزخرف مع تعدد أشكاله والأرغن بزخارفه الذهبية الغنية وكلاهما من القرن الثامن عشر، والتي تُعد من المعالم البارزة في المدينة، وكذلك المذبح العالي بشخصيته المبجلة لمادونا وبيتا محاط بإكليل مزين بالكروب.