مدينة هوي في بلجيكا

مدينة هوي هي واحدة من المدن التي تقع في في دولة بلجيكا في قارة أوروبا، وتقع في منتصف الطريق بين (Namur وLiege)، وتعد مدينة هوي هي مدينة صغيرة ساحرة عند التقاء نهري (Meuse وMehaigne وHoyoux)، ويعود تاريخ مدينة هوي إلى العصر الروماني وتلعب دورًا رئيسيًا في التاريخ البلجيكي والأوروبي خلال العصور الوسطى.

مدينة هوي

تقع مدينة هوي بين (Liège وNamur) وهي مدينة صغيرة ولكنها رائعة ذات تراث ثقافي رائع وحياة ليلية لائقة، إنه مكان مفضل لهواة التاريخ حيث سيستمتعون بالتأكيد بالقلعة المحلية والنصب التذكاري  ومتحف المدينة الفريد، ولا عجب أن البلجيكيين يحبون تسميتها ” المدينة المفضلة لدى الجميع”، وفي أوائل العصر الحديث إذا كنت زائرًا إلى مدينة هوي، وهي مدينة تقع على ضفاف نهر الميز الوعرة، فستتم الإشارة إلى عجائب المدينة الأربع (Les Quatre Merveilles).

تحتوي هذه الأسماء على أسماء الوالون الأصلية وتشمل النافورة السليمة في (Grand-Place)، ونافذة الورود في كنيسة (Notre-Dame de Huy)، وقلعة القرن الخامس عشر (Li Tchestia) والجسر على النهر (لي بونتيا)، وكجائزة استراتيجية تعرضت قلعة هوي الشهيرة للنهب 12 مرة خلال 30 عامًا خلال حروب لويس الرابع عشر للتوسع في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وكان لا بد من هدمها في عام 1717 ميلادي وأخذت القلعة التي شيدها الهولنديون مكانها بعد قرن من الزمان، ومنزل نافذة الورود تلك هو كنيسة موسان القوطية الفخمة بخزينة متلألئة في سردابها الرومانسكي،

تاريخ مدينة هوي

مدينة هوي هي واحدة من أقدم مدن بلجيكا، حيث بنى الرومان كاستروم (بلدة محصنة) هنا في القرن الثاني، وظهر اسم هوي لأول مرة في الوثائق الرسمية في القرنين السادس والسابع تحت الصيغة اللاتينية (Hoius vicus)أيضًا (Hoium أو Hoio)، وأنشأ الإمبراطور الروماني المقدس أوتو الأول مقاطعة هوي في عام 941 ميلادي، ومع ذلك في عام 985 ميلادي توفي أنسفريد كونت هوي بلا إرث وأصبح هوي تحت سيطرة أسقف لييج، ومن خلال استيعاب المقاطعة اكتسب (Notger) سلطة علمانية وبالتالي أصبح أول أمير أسقف لييج.

سرعان ما تطورت مدينة هوي كمركز حرفي وتجاري رئيسي ، اشتهر بالدباغة والمراجل والنجارين وخاصة بالنسبة لصائغي المجوهرات، واشتق اسم المدينة من الأنهار الثلاثة الأصغر هويوكس التي وفرت المياه النقية لعمال الصوف والجلود في العصور الوسطى، وفي عام 1066 ميلادي باع المطران ثيودوين من بافاريا نصف ممتلكاته لتمويل بناء كاتدرائية هوي وأعطى المدينة أول ميثاق للحريات في أوروبا الغربية.

كانت الحملة الصليبية الأولى عصرًا مزدهرًا لمدينة هوي، وتم تأسيس مقر جماعة الصليبيين في دير في مدينة هوي، وتم تداول مدينة هوي حتى روسيا والدول الاسكندنافية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وأصبحت قلعة مدينة هوي (“Li Tchestia” كما تُعرف باللهجة الوالونية المحلية) حصنًا قويًا، حيث لجأ أمراء لييج خلال النزاعات مع السكان وأصبحت رمز المدينة في القرن الخامس عشر.

وفي حرب الخلافة الإسبانية أمرت معاهدة الجدار الثالث (1715) بتدمير القلعة بعد أن تعرضت لعشرات الحصارات في تاريخها، وفي عام 1818 ميلادي تم بناء حصن جديد تحت الحكم الهولندي، في نفس الوقت كما في قلعة دينانت وأصبح هدفًا للقوات الألمانية في كل من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.

جولة في مدينة هوي

يعتبر المركز التاريخي للمدينة نموذجيًا من طراز (Mosan) على الرغم من وجود أحجار بلستون أكثر من مدينة نامور ومدينة لييج، ويعد فندق (Hôtel de la Cloche) الذي تم بناؤه في عام 1606 ميلادي و(Hospice d’Oultremont) من القرن السادس عشر من أكثر الأمثلة إشراقًا لعمارة (Mosan) المعمارية في مدينة هوي، وتم بناء (Huy’s Collégiale de Notre-Dame) كنيسة (Our’s Collegiate Church) بين عام 1311 ميلادي وعام 1536 ميلادي في الطراز القوطي المتوسط ​​والمتأخر.

تضم الكنيسة الجماعية خزينة شهيرة تحتوي على أعمال فنية تعود إلى العصر الذهبي لهوي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، ويمكن الوصول إلى (Fort de Huy) عبر (téléphérique) التلفريك) الذي يعمل منذ عام 1957 ميلادي وتم تجديده في عام 2004 ميلادي، وتشمل المباني البارزة الأخرى (Maison Batta وPonton وAbbey of Aulne وSt Victor’s Abbey وSt Stephen-at)، وكنيسة ماونت ومصنع السكر (Wanze) وفندق (Hôtel de Ville) قاعة المدينة القرن الثامن عشر وقصر العدل و(île des Béguines) وثلاثة جسور (pont de fer و pont Père Pire و pont Baudouin).

توجد محطة نووية في بلدة تيانج القريبة على الرغم من أن ذلك لا يعتبر حقًا “مشاهدة معالم المدينة” بالنسبة لمعظم الناس، وهناك العديد من القلاع المثيرة للاهتمام المفتوحة للجمهور بالقرب من مدينة هوي، مثل قلعة (Moha) التي تعود إلى القرون الوسطى والقلعتين التاليتين، ويعود تاريخ (Château de Tihange) المصمم على طراز (Mosan) إلى القرن العاشر عندما تم استخدامه كفيلا من قبل (Saint Jean l’Agneau) أسقف (Tongeren-Maastricht).

أعيد بناء المبنى الحالي في عام 1576 ويلادي من قبل تشارلز دي بوتييه وتم تحسينه في أواخر القرن السابع عشر بواسطة الكونت جان بابتيست دي نوفولارا، وأيضًا من طراز (Mosan) في القرن السادس عشر كان (Château de Bonne-Espérance) عبارة عن منزل من (Order of the Templars) منذ 700 عام ويعمل الآن كفندق، وليس بعيدًا عن اتجاه مجرى النهر حيث يلتقي الذراعين الغربي والشرقي لنهر أورث، يوجد سد هيدروليكي تم بناؤه في عام 1958 ميلادي لتزويد هضبة باستون وحوض أيسن بمياه الشرب، وللزوار يعتبر (Barrage de Nisramont) مكانًا للاستلقاء في ريف (Ardennes).

هناك مسار بطول 14 كيلومترًا يمر عبر الغابات العميقة على ضفاف الخزان وقد تم تجهيزه بشوايات شواء وطاولات نزهة، وتتميز هذه المسيرة بمستوى صعوبة متوسط ​​ولكنها تعود عليك بمناظر رائعة، وفي فصل الصيف يمكنك استئجار قوارب الكاياك أو لوح التجديف في السد.

تتمتع الضفة اليسرى من نهر الميز المواجهة للجنوب بالظروف المناسبة لزراعة عنب النبيذ الأبيض مثل شاردونيه وبينوت جريس وريسلينج وسيلفانير، ويعود أول ذكر لصناعة النبيذ على هذه المنحدرات شديدة الانحدار إلى بداية القرن التاسع، وبحلول القرن التاسع عشر كانت هذه عاصمة النبيذ في بلجيكا، وبدأت الصناعة بعد ذلك في التدهور البطيء ولكن تم إحياؤها بدءًا من عام 1963 ميلادي عندما قرر أحد السكان التخلص من القديم المتضخم (Leper Colony Vineyard) بجوار منزله، وهذا هو أصل (Clos Bois Marie) التي تنتج الآن ما يقرب من 2000 زجاجة من النبيذ الأبيض والفوار كل عام، ويمكنك ترتيب جولة صباح الأحد من شهر نوفمبر إلى شهر أغسطس.