مدينة يامبل هي واحدة من المدن التي تقع في دولة بلغاريا في قارة أوروبا، حيث تقع مدينة يامبل في جنوب شرق بلغاريا، وتعد مدينة يامبل المركز الإداري لمنطقة يامبل، فضلاً عن المركز والمستوطنة الوحيدة لبلدية يامبل، ووفقًا لآخر تعداد للمعهد الوطني للإحصاء اعتبارًا من 13 من شهر ديسمبر من عام 2018 ميلادي يبلغ عدد سكان المدينة 68.074 نسمة.
مدينة يامبل
مدينة يامبل هي مدينة تقع في المنطقة الجنوبية الشرقية من بلغاريا وهي عاصمة مقاطعة يامبل، وهي منطقة تقع على الحدود مع تركيا، ومع جذور تعود إلى تراقيا القديمة تتمتع مدينة يامبل بتاريخ غني ولكنها مدينة حديثة تمامًا، وأحد رموز مدينة مدينة يامبل هو موقع (Tracian) القديم في (Kabile)، وتم إنشاء منطقة القبائل منذ أربعة آلاف عام وهي من المعالم الأثرية الرئيسية اليوم، ويعتبر الناس المحمية الأثرية واحدة من أفضل 100 منطقة جذب سياحي في بلغاريا.
تم ترميم أجزاء من الموقع بشكل جميل وتمنحك إحساسًا بالشكل الذي كان عليه في الفترات المختلفة منها ما قبل التاريخ والتراقي والهلنستي والروماني، وتقع محمية القبائل الأثرية على بعد حوالي 10 كم من مدينة يامبل، وتشتهر مدينة يامبل أيضًا بمهرجان (kukeri) المذهل، وطوال تاريخها الطويل تم تسمية مدينة يامبل بأسماء مختلفة منها ديوسبوليس ودامبوليس وديانبوليس وهيامبوليس ودينيبولي ودوبيلين وديامبولي ويانبولو ويامبول وينبولي واسمها الحالي يامبل، وفي المصادر التاريخية الغربية تم ذكره بالاسم (Grenboel).
جغرافية مدينة يامبل
تقع مدينة يامبل في جنوب شرق بلغاريا وعلى ضفتي نهر توندجا، وتقع على بعد 77 كم من البحر الأسود وجنوب طريق مدينة صوفيا مدينة بورغاس السريع، والمسافة إلى العاصمة صوفيا 297 كم ومدينة بلوفديف 168 كم ومدينة فارنا 216 كم والمسافة إلى مدينة بورغاس 92 كم، وفي أرض البلدة توجد منطقة محمية “أورمانا” والتي تحتوي على أنواع نادرة من النباتات المحلية والصيد المحلي الصغير بالإضافة إلى مزرعة للتكاثر في ظل ظروف اصطناعية لدراج كولشيس.
هذا وقد تحتوي غابة (Ormana) الطويلة على أنواع نادرة من النباتات المحلية والحيوانات الصغيرة المحلية ونباتات وحيوانات متنوعة منها قطرة الثلج والصقيع ودراج كولشيس، والمنطقة هي المكان المفضل للترفيه عن سكان مدينة يامبل في عطلات نهاية الأسبوع، و(Borovets Hill) هو مكان للاستجمام يقع في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة، حيث تشتهر بهوائها النقي ومنظرها البانورامي لمدينة يامبل وبرج التلفزيون.
إضافةً إلى أنه تبلغ مساحة منتزه بوروفيتس فورست 276 فدانًا بارتفاع 150 – 230 م، تمت إزالة الغابات في المنحدر الشمالي لمنتزه بوروفيتس، وفي عام 2005 ميلادي تم تنفيذ البرنامج الوطني “من المساعدة الاجتماعية إلى التوظيف” في منتزه بوروفيتس، كما أن المبلغ الذي قدمته بلدية يامبل في إطار البرنامج هو 33960 ليفا بلغاريًا، وهو يغطي أنشطة اقتلاع جذوع الأشجار القديمة وزراعة 1600 شجرة نفضية و 3024 ليفًا للشجيرات المزهرة.
إلى جانب ذلك فقد يحدد خط العرض والارتفاع الذي تقع فيه المدينة الاختلاف الطفيف في النسبة الحرارية بين المواسم الرئيسية فصل الشتاء وفصل الصيف، كما تتميز المنطقة بفصل شتاء معتدل نسبيًا حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية لشهر يناير 0.2 درجة مئوية، وفصل الصيف الدافئ، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة الشهرية في شهر يوليو 23.2 درجة مئوية، ويبلغ متوسط درجة الحرارة القصوى السنوية 17.9 درجة مئوية والمتوسط السنوي، والحد الأدنى 6.4 درجة مئوية متوسط درجة الحرارة الشهرية 12 درجة مئوية.
تاريخ مدينة يامبل
كانت المنطقة المحيطة مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث كما أنها كانت موقع مدينة القبائل الملكية التراقية القديمة، حيث أسسها فيليب الثاني المقدوني أو أعاد تأسيسها باعتبارها بوليس يونانية قديمة، حيث أسس مدينة يامبل الإمبراطور الروماني دقلديانوس في 293 بعد الميلاد، وعلى الرغم من تسميتها ديوسبوليس “مدينة زيوس” اليونانية يعكس الاسم أيضًا اسم الإمبراطور.
دمر الأفار مدينة يامبل عام 583 ميلادي، ومع وصول السلاف والبلغار إلى البلقان في العصور الوسطى تنازعت الإمبراطورية البلغارية الأولى والإمبراطورية الرومانية الشرقية على القلعة، كما أنها أصبحت جزءًا من بلغاريا وذلك في عام 705 ميلادي في عهد خان، ولقد كان مركزًا بلغاريًا مهمًا منذ ذلك الحين، وتوسعت المدينة في عهد خان أومورتاغ من الإمبراطورية البلغارية الأولى وتم بناء حصن جديد، وجعلتها أهميتها بالقرب من النقطة الحدودية مركزًا مهمًا للأغراض التجارية والعسكرية.
في عهد بوريس الأول والقيصر سمعان تم إنشاء المراكز الأدبية الأولى في الغالب كجزء من الكنيسة، وتم استيراد الكتب من مدارس بريسلاف وأوهريد الأدبية ودُرست في كنائس المدينة، وفي عهد القيصر كالويان ازدادت أهمية المدينة مرة أخرى بسبب الصراع المستمر بين بلغاريا والصليبيين، ووقعت معركة كبرى بين القيصر كالويان والصليبيين في عام 1204 ميلادي، على بعد حوالي 80 كيلومترًا جنوب غرب المدينة حيث هزمت بلغاريا الصليبيين في معركة أدريانوبول في 14 من شهر أبريل من عام 1205 ميلادي.
في عام 1373 ميلادي كان السكان البلغاريين شبه المستقلين العسكريين ظلوا في الجزء الجنوبي من مدينة يامبل، وتم تغيير اسمها إلى “ينبولو”، إلى جانب ذلك فإن الديانة السائدة هي المسيحية الأرثوذكسية، مع وجود عدد من الكنائس من بينها واحدة من الثالوث المقدس واحدة من سانت جورج؛ أكبرها كاتدرائية القديس نيكولاس التي أقيمت في عام 1888 ميلادي؛ توجد أيضًا مبانٍ دينية كاثوليكية وبروتستانتية شرقية، وفي العصر الحديث كانت مدينة يامبل مركزًا لـ (Yambol okolia) منذ عام 1878 ميلادي ثم (Yambol okrug) منذ عام 1948 ميلادي.
إضافةً إلى ذبك فإنه وفي عام 1984 ميلادي أصبحت جزءًا من منطقة (Burgas Oblast) التي تم تشكيلها حديثًا، حيث بقيت لمدة 10 سنوات، ومنذ أوائل التسعينيات مدينة يامبل هي مركز يامبول أوبلاست، وخلال حرب البلقان كانت مدينة يامبل مقرًا للجيش البلغاري الأول والذي لعب دورًا حيويًا في هزيمة الأتراك في التتبع، هذا وقد تأثرت المدينة بالاضطرابات في أوائل القرن العشرين، واستقر في المدينة بعض اللاجئين البلغاريين من شرق تراقيا الذين هاجمهم الجيش التركي في عام 1913 ميلادي لتدمير البلغار التراقيين.
إن سكان مدينة يامبل اليونانيون (حوالي 20 عائلة) غادروا أثناء تبادل السكان، كما استضافت اللاجئين البلغاريين المقدونيين من انتفاضة إليندين الفاشلة عام 1903 ميلادي، كما أنه وخلال الحرب العالمية الأولى استضافت مدينة يامبل قاعدة لوفتستريتكريفت (الخدمة الجوية للجيش الإمبراطوري الألماني) والتي كانت تستخدم في مهمات في رومانيا وروسيا والسودان ومالطا، حيث تم اختيار المدينة من قبل الألمان بسبب موقعها المناسب وظروف الطقس، وفي أوائل القرن الحادي والعشرين أصبحت مدينة يامبل أول مدينة في بلغاريا تستخدم الغاز الطبيعي للأغراض المنزلية.