مسجد الستين قبة في بنغلادش ومعالمه الأثرية

اقرأ في هذا المقال


“Sixty Dome Mosque” ويعرف أيضاً باسم “مسجد شيت جامبوج أو مسجد سيد جونباد”، ويعتبر أكبر مسجد في بنغلادش، حيث يعد واحداً من أكثر المعالم الإسلامية إثارةً للإعجاب في شبه القارة الهندية بأكملها.

تاريخ بناء مسجد الستين قبة

تم بناء مسجد الستين قبة في عام 1442م خلال سلطنة البنغال على يد خان جهان علي، وهو قديس مسلم من أصل تركي، وتم الإنتهاء منه عام 1459م، حيث بني ليكون مسجد جامع خان الأعظم ألوغ خان جهان، الجنرال السلطان ناصر الدين محمود شاه، ويقع المسجد على الضفة الشرقية لغوراديغي، على بعد حوالي ثلاثة أميال إلى الغرب من بلدة باجيرهات الحالية التابعة لتقسيم خولنا، والتي كانت تُعرف باسم خليفات أباد خلال فترة السلطنة، ومنذ ذلك الحين تم استخدامه في الغالب لأغراض الصلاة، ومع ذلك، فقد تم استخدامه أيضاً كمدرسة وقاعة تجمع.

وبناءً على موقعه بين المعالم الهامة الأخرى التي تم استكشافها في خليفة آباد، احتل المسجد مكانة بارزة في المدينة، حيث كان مقر إقامة خان جهان يقع على ضفة نهر بهيراب القديم، قبل أن يغير مساره، وكان المسجد قريباً منه، حيث يعتبر  أكبر مثالاً على مسجد من طراز “hypo” في هذه المنطقة، حيث توجد غابة من الأعمدة تعلوها سبعة وسبعون قبة صغيرة بما في ذلك سبعة أقبية بنغالية.

وتم ترميم المسجد وإصلاحه من قبل قسم الآثار في بنغلاديش، وتم إدراجه ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1985م، مما يجعله موقعاً ثقافياً مهماً يحتاج كل زائر إلى رؤيته، على الرغم من أن الوقت والعناصر قد أثرت على هذا الهيكل الجذاب، إلا أنه يستحق الزيارة عند استكشاف البلد الرائع.

المعالم الأثرية في مسجد الستين قبة

يعتبر مسجد الستين قبة إحدى أهم المعالم الدينية والتاريخية في بنغلادش، حيث يتميز بهندسته المعمارية العريقة التي تحكي تاريخ الإسلام القديم، ويتميز المسجد بأن له مخطط مستطيل خارجياً وداخلياً، حيث ينقسم الهيكل إلى أحد عشر فجوة داخلية متساوية وسبعة صفوف، كل شبكة مسقوفة إما فوق قبة نصف كروية أو أقبية شاركالا، كما تحتوي الواجهة الشرقية على أحد عشر مدخلاً مقنطراً تفتح على غرفة صلاة مكونة من سبعة وسبعين، ويغطي البلاطة المركزية المؤدية إلى المحراب المركزي سلسلةً من سبعة أقبية تشاركالا، بينما القبب الباقية مكونة من الشبكات، حيث يعتبر المسجد أول مبنى موجود في هذه المنطقة يستخدم أقبية على شكل تشارشالا.

يرتكز الهيكل المستطيل على أربعة أبراج دائرية في الزوايا، تعلوها قباب، وترتفع أبراج الزاوية الضخمة المكونة من طابقين فوق قباب المسجد الأخرى، كما تعلو الواجهات إفريز لطيف منحني الخطوط من طراز ما قبل المغول، أما أقواس المدخل فهي مؤطرة بفواصلٍ ضحلة مستطيلة، بينما القوس المركزي في الواجهات الشرقية والشمالية والجنوبية أكبر، كما تحتوي الواجهتان الشمالية والجنوبية على سبع فتحات مقوسة تستخدم كمداخل.

ويتميز المسجد بأنه محاطاً بجدرانٍ ضخمة من الطوب، بينما يدعم الداخل ستون عموداً من الحجر الرملي، كما تتكون الأعمدة الحجرية النحيلة من قطعتين أو ثلاث قطع حجرية متصلة ببعضها البعض بإحكام، بواسطة نظام من فتحات السدادة والقضبان الحديدية، كما يحتوي الجدار الغربي على أحد عشر محراباً من الداخل، منها عشرة محارب عمياء ومحراب مركزي من الخارج.

كما يتكون المسجد من سبعة وسبعين قبة منخفضة، وينقسم الجزء الداخلي إلى سبعة ممرات طولية وإحدى عشرة فجوة عميقة بواسطة أعمدة حجرية رفيعة تنتهي بصفوف من الأقواس التي تدعم السقف، بالإضافة إلى ستون دعامة حجرية تدعم السقف والتي تخلق انطباعا بوجود غابة من الأعمدة في الداخل.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: