معبد شويجين لاما الأثري في منغوليا

اقرأ في هذا المقال


“Choijin Lama Temple” ويعتبر إحدى الأماكن التاريخية المهمة في منغوليا، حيث يعد تحفةً معمارية تحتوي على العديد من التحف القديمة التي تجذب الكثير من السياح.

تاريخ معبد شويجين لاما

تم بناء معبد شويجين لاما من قبل المهندسون المعماريون المنغوليون بين عامي 1904 و 1908، بأمرٍ من بوغد خان جانزاندامبا الثامن كإهداءٍ لأخيه لاما لوفسانخايداف، ويحتوي المعبد على مجموعةٍ رائعة من المنحوتات الخشبية والحلي والتطريز والمنحوتات التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، جنباً إلى جنب مع اللوحات البوذية، بما في ذلك اللوحات التي رسمها زانابازار، وهو مصلح ديني شهير وفنان كبير من القرن السابع عشر، بالإضافة إلى أقنعة ملونة وتماثيل برونزية للآلهة وصناديق من الحرير وأكثر من ذلك بكثير.

وفي عام 1911، في وقت انهيار إمبراطورية تشينغ، تم إعلان استقلال منغوليا مع الزعيم الروحي للبوذية المنغولية، جافزاندامبا خوتاجت الثامن على رأسها باسم بوغد خان، وأُعطي الأخ الأصغر للحاكم المستقبلي دور حامي التعاليم البوذية في منغوليا باسم تشويجين لاما، واحتل معبد تشويجين لاما معبداً مخصصاً تم تشييده له في عام 1904، وكان بمثابة أوراكل الدولة الرسمي لمنغوليا حتى وفاته في عام 1918.

كان معبد تشويجين لاما مثالاً على العمارة الدينية على الطراز الصيني، حيث شيدت المباني من قرميدٍ أزرق، مع أسقف خشبية مدعمة بأعمدة خشبية ومزينةً بالبلاط الأخضر، واحتوى المجمع على خمسة معابد مخصصة لآلهة مختلفة، بما في ذلك “Makhranz”، “الملك العظيم” الأوصياء من الاتجاهات الأربعة، و “Shakyamuni Buddha”، والآلهة التانترية التي يعبدها شويجين لاما، وفي المعبد الرئيسي، كان شويجين لاما يذهب إلى نشوة ويصدر تصريحات لفظية فسرها لاما أو راهب مرافق.

وفي عشرينيات القرن الماضي، استولى الثوار الشيوعيون على الحكومة المنغولية بدعمٍ من الاتحاد السوفيتي وسعوا إلى قمع الدين التقليدي، حيث حدثت عمليات تطهير عنيفة في 1937-1938، عندما تم اعتقال وإعدام الآلاف من اللامات، وتم إغلاق جميع الأديرة في منغوليا؛ أكثر من 1000 ودُمر معظمها بالكامل، بما في ذلك محتويات الكتب المقدسة وغيرها من الأشياء الدينية.

وتم تأميم عدداً قليلاً من المباني المتبقية واستخدامها لأغراضٍ غير دينية من بينها، القصر الأخضر أو ​​سكن الشتاء لبوغد خان، الذي تم تحويله إلى متحف، ومعبد تشويجين لاما، الذي نجا أيضاً، حيث تم تحويل الموقع إلى متحف للتاريخ الديني في عام 1942، حيث يعرض القطع الأثرية من الأديرة المدمرة، بما في ذلك مجموعة غنية من الأقنعة والجلباب المرتبطة برقصة تسام، وهي رقصة دينية تم إجراؤها هناك وفي الأديرة الأخرى، ولكن على الرغم من أن عنف 1937-1938 لم يتكرر، ظلت العبادة والشعائر الدينية محظورةً في منغوليا حتى عام 1990.

السياحة في معبد شويجين لاما

يعتبر متحف معبد تشويجين لاما المتحف الأول من بين جميع المعابد في منغوليا، لما يتميز به من هندسةٍ معمارية جميلة ولوحات ومنحوتات ولون وتصميم خارجي وداخلي، وعلى الرغم من تحويل متحف المعبد من الاستخدام الديني قبل 60 عاماً، إلا أنه لا يزال في شكله الأصلي كأحد المعالم المعمارية والتاريخية والدينية والثقافية، وأحد الأمثلة القليلة المتبقية على الطراز الصيني المنغولي لعمارة المعابد.

ويعتبر معبد شويجين لاما شكلاً دينياً خاص جداً في منغوليا، فهو عبارةً عن هيكلٍ قوي للغاية ويعتبر مكاناً رائعاً للزيارة، وهو في الواقع مجموعة من أربعة معابد احتلها في الأصل “Choijin Lama Luvsankhaidav”، شقيق الحاكم بوغ خان الذي كان قائداً عظيماً في ذلك الوقت، ويوجد تذكرة لدخول المعبد، وبمجرد الدخول، يمكن المشي بحرية في أي من المعابد الأربعة التي تحتوي على القطع الأثرية التاريخية للفن البوذي، بما في ذلك منحوتات زانابازار والأقنعة المرجانية ذات الألوان الزاهية لرقصة تسام التقليدية وتانغكاس الحرير، حيث يعتبر مكاناً رائعاً يستحق الزيارة، خاصةً لأولئك الأشخاص الذين يحبون التعمق في النسب البوذي في منغوليا.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: