اقرأ في هذا المقال
- موقع مقبرة أُمنا حواء
- هل مقبرة أُمنا حواء حقيقة أم خرافة؟
- رأي المؤرخين والمفكرين حول مقبرة أمنا حواء
- ما حدث في مقبرة أمنا حوّاء
ليس بغريب على بلد الرسول عليه أفضل الصلاة، والأرض المباركة التي نقدسها وفيها قبلة المسلمين أن يكون لها مجد وتاريخ الذي خلد عبر العصور، هذا التاريخ في هذه البلد العظيمة بلد سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. في وسط مدينة جدة اليوم تقع الأحياء الأثرية في جدة مثل حي العامرية، وحي جدة التاريخي المعروف محليًا بجدة البلد، ويضم العديد من المعالم والمباني الأثرية، كسور جدة، مسجد عثمان بن عفان ، في بالإضافة إلى الأسواق التاريخية. حواء “الواقعة في حي العمارية حيث توجد لافتة صغيرة على جدار هذه المقبرة كتب عليها:” أمنا حواء “.
كلمة “حواء” تعني “الحياة” باللغة العربية، وقد يكون هذا الاسم هو الاسم الذي استخدمته أم الإنسان للدلالة على الحياة ، ويعتقد آخرون أن اسمها مشتق من كلمة “حواء” التي تعني الاستيعاب. آدم عليه السلام ، كما عاشت أمنا حواء مع أبينا آدم عليهما السلام، في السماء ونزلوا معًا إلى الأرض فكانت البداية لحياة بشرية كاملة على مر الأيام والسنوات. ماتت والدتنا ودُفنت في قبر لم يُعرف مكانه بالضبط حتى هذا الوقت ، لكن هناك بعض الخبراء الذين يعتقدون ذلك في جدة بالمملكة العربية السعودية.
ومن المعالم الأثرية الموجودة في المملكة العربية (السعودية) وأهمها مقبرة أُمنا حواء، هي مقبرة وموقع أثري شهير ومعروف في المملكة العربية السعودية وبالتحديد في مدينة جَدة، وتعتبر من أقدم المقابر الموجودة في جَدة وكما توارث العرب بأن مسمى مدينة (جَدة) جاء من أن حواء تعتبر (جَدة) لبني آدم يعني (أم الأب أو الأم)، وهي كما تتخذها جميع الأديان بأنها أُم البشرية جمعاء وليس مقتصرة فقط على الأمة الإسلامية. وكما يثير للجدل حولها أنها لم تدفن في هذا المكان، ولكن كما يعرف ويتداول ويتوارث من جيل إلى جيل أنها دُفنت أُمنا حواء في هذا المكان، والله أعلم.
موقع مقبرة أُمنا حواء:
هو موقع شهير ومعروف عند جميع دول العالم حيث يوجد في جنوب غرب مدينة جَدة التي تعتبر من ثاني أكبر مدن المملكة العربية السعودية ،وأيضاً كما قيل لنا من قبل المؤرخين أنه يعود تاريخ هذه المدينة لآلاف السنين، وتحديداً في حي العمارية بالقرب من ساحل البحر الأحمر.
هل مقبرة أُمنا حواء حقيقة أم خرافة؟
كثير من المؤرخين والكتاب والرحالة والعالماء تكلموا بشأن مقبرة أُمنا حواء منهم من وضع صور المقبرة بكتابه للدليل الجازم والتصديق بوجودها بذلك المكان، وحصل أيضاً النصيب والشرف لمقبرة أُمنا حواء بذكرها بعض الرحالة بأنهم خلال رحلتهم شاهدوا تلك المقبرة ومنهم ابن بطوطة، وتكلم محمد المكي في كتابه حول تلك المقبرة وأكد بتوافد الحجاج بعد انتهائهم من مراسم الحج بذهابهم للمقبرة مشير باعتقادهم أنها مكان الذي دُفنت فيه أم البشرية (أُمنا حواء).
من جهة أخرى مثلما حاظت أهمية وتأييد كبيريين بحقيقة وجودها بتلك المقبرة من قبل المؤرخين وغيرهم، إلا أن البعض نفى بوجودها بذلك المكان وكل هذا الاعتقاد مجرد خرافة ليس لها وجود وأكدو أنه لا أحد يعلم مكان دفنها، ومنهم كان الكاتب السعودي المعاصر محمد صادق دياب. وحصل كثير من القصص والروايات حول تلك المقبرة التي أثارت الجدل الكبير حول مصداقية وجودها أو عدم ذلك، ومن القصص التي ذُكرت أنها كانت تحتوي تلك المقبرة على ثلاثة قباب وبنيت عليها مقبرة أُمنا حواء.
لقد تعدّدت القصص والآراء حول هذا القبر وحقيقة أنه قبر حواء، حيث يقول بعض سُكاّن المدينة أنّ حواء هبطت في الأصل في هذه المدينة بينما نزل آدم في الهند والتقى بجبل عرفة، والذي يعتقد البعض أنه أخذ اسمه. لأن آدم وحواء التقيا هناك وعرفاها. ينسب كثيرون من الناس هذه القصة إلى الجغرافي أبو محمد الحمداني.
والآن لا نرى شيء من تلك القباب والقبور جميعها متشابهة هناك، وهذا يعني أنه لم يعد أي دليل قاطع أو برهان حول صحة وجود تلك المقبرة التاريخية المثيرة للجدل. ورغم ما تكلموا عن شأن مقبرة أُمنا حواء إلا أنها بقيت وستبقى معلم تاريخي بارز في المملكة العربية السعودية وتحديداً مدينة جَدة التاريخية ثاني أكبر مدينة.
يعتقد البعض أن مقبرة حواء ليست في مدينة جدة بشكل أساسي وأن موقعها غير معروف ، بينما يعتقد البعض الآخر أن والدتنا حواء مدفونة في المقبرة لعدة أسباب وهي كالتالي:
1- تناقلت المعلومات بشكل متكرر بين سكان جدة القدماء الذين رأوا القبر في شكله الصحيح قبل إزالته عام 1928 م من أجل وقف البدع والجهل الذي كان يمارسه بعض كبار السن. من سبقهم من آبائهم وأجدادهم. وذكر ذوي الخبرة أن المقبرة قديمة جدًا وأقدم من مدينة جدة نفسها ولا يُعرف تاريخها بالضبط.
2- توافد الناس والزوار لزيارة القبر منذ القدم، كما يتضح من المراجع والصور القديمة وما ذكره بعض الرحالة القدامى الذين شاهدوا القبر.
3- تفاصيل بناء القبر ويعتقد أن تحديد حجم القبر وأبعاده بالإضافة إلى موضع الرأس والقدم وإحاطتهما بجدار صغير لأعلام الزوار القدامى مع تفاصيل القبر لم يأت من فراغ.
تعد مقبرة آمنة حوا اليوم من أكبر المقابر في مدينة جدة. تحتوي على 2000 قبر. حتى اليوم يأتي عدد من الحجاج من دول إسلامية مختلفة للعثور على المكان. بالإضافة إلى الزوار الذين يتوافدون عليها لزيارة أقاربهم المتوفين رحمهم الله. وما عرفت بمقبرة أمنا حواء أيضا أن يستقبل المحكوم عليهم بالثأر في الأحكام الشرعية.
في السابق كان المحكوم عليهم بالانتقام يُعدمون في مواضع مسجد الجفالي بعد صلاة الظهر، ثم نُقلوا إلى المقبرة المجاورة له، وغُسلوا وكفنوا ثم دفنوا. رحم الله أمواتنا وأموات المسلمين، وأجعلهم فسيح جناته. نشكر الله أولاً ثم الحكومة الرشيدة على جهودها في منع الجهل والمفاهيم المغلوطة والمفاهيم الخاطئة بشأن مقبرة أمنا حواء.
رأي المؤرخين والمفكرين حول مقبرة أمنا حواء:
ذكر المستكشف والمستشرق (السير ريتشارد فرانسيس بيرتون) رؤية القبر في ترجمته لكتاب ألف ليلة وليلة، وذكر الكاتب (أنجيلو بيشي) مكان القبر في كتابه جدة، صورة لمدينة عربية. كان العالم والجغرافي الإدريسي من أوائل من ذكروا القبر في القرن الثاني عشر. ذكره الرّحالة ابن جبير بعد زيارته إلى جدة ، حيث ذكر وجود مكان له قُبة قديمة جدًا في جدة يُقال إنها ضريح حواء، وكلاهما الرحالة ابن المجور والمؤرخ ابن خلكان. ذكر وجود القبر.
يذكر المفكر والمؤرخ والرحالة اللبناني أمين الريحاني أنّ أمير الحجاز وشريف مكة عون الرفيق حاولوا هدم بعض القبور ومنها قبر حواء، لكن ذلك أثار غضبًا شعبيًا ، حتى أن القناصل من الدول الأجنبية اعترض على الأمر وقال له: “لديك ما تريده مع القديسين، ولكن حواء أم كل الناس، ونحن نحتج على هدم مرقدها”، فغير رأيه ولكن على ما يبدو مستاء قائلًا: “لكن هل تعتقد أن والدتنا كانت كل هذه المدة؟ إذا كان الغباء شاملاً فاترك القبر كما هو.
ما حدث في مقبرة أمنا حوّاء:
كما شهدنا أن مدينة جدة نالت أهمية بوجود المقبرة (مقبرة أمنا حواء) فيها، حيث يعتبر قبرًا ضخمًا للغاية ، حيث كان طوله 120 مترًا وعرضه 3 أمتار وارتفاعه 6 أمتار ، لكن حالته تدهور القبر بشكل كبير خلال القرن الماضي، بسبب السُّلطات السعودية والوهابية. لقد دمّر فيصل القبر عام 1928 ، وبعد ذلك لم يحظَ القبر أي اهتمام من قبل السلطات السعودية ولا دعم، وقد يكون ذلك بسبب الاعتقاد الوهابي بأنّ الاهتمام الكبير بالقبور سيؤدي إلى الوثنية والشرك، وهذا كان بارزاً في عام 1975 عندما غضبت المراجع الدينية السعودية من صلاة بعض الحجاج على القبر فأغلقته ودفنته بالإسمنت بقرار من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.