“Tabaqat Fahel” ربما لا يوجد موقعاً آخر في الأردن له نفس تاريخ بيلا، والتي تقع على مستوى سطح البحر على بعد حوالي خمسة كيلومترات من وادي الأردن، ولها أطلال تصور اكتساحا دراماتيكياً للتاريخ، من العصر البرونزي والعصر الحديدي إلى الأمويين والمماليك.
تاريخ منطقة بيلا الأثرية
تم اكتشاف أدلة تشير إلى أنه بينما كان من الواضح أن بيلا كانت مأهولة بالسكان منذ 6000 عام على الأقل، تم العثور على بقايا مجتمع العصر الحجري القديم القريب الذي يعود تاريخه إلى حوالي 20000 عام، حيث يعود تاريخ هذه المنطقة إلى القرن الأول الميلادي، حيث تم العثور على موقع ناتوفيان على بعد كيلومترات قليلة من بيلا في وادي الحامة، والذي يعود تاريخه إلى العصر الحجري، كما يوجد بقايا بيوت من الطوب اللبن، كثيراً منها محاطة بجدران محصنة، وتم التنقيب عن أسلحةٍ وأدوات، مما يشير إلى أن رجلاً عجوز كان يصطاد الخنازير البرية والغزلان التي كانت تجوب هذا السهل الخصب.
وصلت بيلا إلى مستوى لا مثيل له من الازدهار في حوالي القرن الثاني الميلادي، حيث تقول إحدى القصص، على الرغم من أنها غير مرجحة، أن الإسكندر الأكبر وضع أسس المدينة عندما سار في طريقه إلى مصر، كما تم اكتشاف عملاتٍ معدنية من بيلا ومدن شرقية أخرى، مما يشير إلى أن التجارة فيها كانت نشطة، كما تؤكد القلعتان الهلنستيتان على مشارف الموقع على أهمية المدينة التجارية والاستراتيجية.
وسرعان ما أصبحت بيلا إحدى مدن ديكابولس، وهي مجموعة مدن التجارة الرومانية المتصلة بالطرق المعبدة التي شملت فيلادلفيا (عمان)، وجدارا (أم قيس)، وجراسا (جرش)، واستمر اتحاد المدن هذا حتى نقل العباسيون مركز العالم الإسلامي إلى بغداد، بعد ذلك إنتعش الإقتصاد في بيلا مرةً أخرى خلال العصر البيزنطي.
وبحلول نهاية القرن الخامس الميلادي بلغ عدد سكان بيلا حوالي 25000 شخص، وهزمت الجيوش الإسلامية البيزنطيين في معركة اليرموك عام 636 م، وتغير اسم بيلا إلى فحل، بعدها ازدهر طبقة فحل في ظل الحكم الأموي، على الرغم من تغير طرق التجارة، وأصبحت المدينة أكثر اعتماداً على الزراعة.
وفي عام 747 م، تعرضت المدينة لزلزال وتحطمت العديد من المباني على الأرض، حيث لم تتعافى منها طبقة فحل، وعلى الرغم من أن المدينة ظلت مأهولة بالسكان، وخضعت للحكم المملوكي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، لكن بمجرد مغادرة المماليك.
أصبحت المدينة مهجورة، ولا يزال جزءاً كبيراً من منطقة فحل قيد التنقيب، واستنادا إلى تصميمات بعض العملات المعدنية التي تم ضربها في المنطقة، قد تكون هناك بعض المباني الجميلة التي لم يتم اكتشافها بعد، بالإضافة إلى المزيد من الفسيفساء.
ومن المفيد ملاحظة مدى ضآلة إراقة الدماء على مر السنين في طبقة فحل، وربما يكون السلام والصفاء الواضح في الموقع الآن جزءاً من طابعها الأصيل، ومهما كان السبب، فإن بيلا تعتبر مكاناً رائع للاستكشاف والتأمل.
السياحة في بيلا
تعتبر بيلا (طيقة فحل) إحدى أهم المواقع الأثرية والسياحية في الأردن، حيث تتمتع بإطلالةٍ رائعة على وادي الأردن والجبال الفلسطينية عبر نهر الأردن، وتم التنقيب على العديد من الأثار المتبقية في المنطقة؛ كالمعابد والكنائس والمساكن بواسطة علماء الآثار، والتي تجذب الآلاف من الزوار سنوياً، خاصةً في فصل الربيع عندما تغمر المنطقة أزهار الربيع، كما يوجد منتجعاً سياحياً بجوار المنطقة يضم 12 غرفة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمنظر الرائع والجو الهادئ المريح، بالإضافة إلى مسبح مناسب للصغار والكبار.