موقع العالم العربي وآثاره المناخية

اقرأ في هذا المقال


ما هو موقع العالم العربي وآثاره المناخية؟

يقع العالم العربي جميعه في العروض المدارية والمعتدلة الدافئة، حيث أن بعض أجزائه الجنوبية تكون قريبة من خط الاستواء، بل أنها تصل في أحد المواضع، وهو الجزء الجنوبي للصومال إلى خط عرض 3 درجة جنوباً، ولهذا باستثناء الجبال المرتفعة، فإن الصفة المناخية التي تكون في جميع العالم العربي هي ارتفاع الحرارة في الصيف واعتدالها في الشتاء.
ويمتد هذا العالم في مجال كبير وسط أكبر تجمع قاري في العالم، ولهذا فإن الصفة القارية تعتبر الصفة المناخية التي تحدث فيه، ذلك بالرغم من أن له سواحل تمتد لبضعة آلاف من الكيلو مترات على المحيطين الأطلسي والهندي وعلى البحرين الأحمر والمتوسط وعلى الخليج العربي؛ حيث يعود السبب لتأثير هذه المسطحات على مناخه، حيث لا يغوص كثيراً إلى الداخل إلا في أماكن معينة.
بينما ينحصر في أغلبها داخل أشرطة ضيقة، إذ يتوقف اتساعها على كل من: طبيعة المسطح المائي، تضاريس الساحل، اتجاه الرياح السائدة، مثالاً على ذلك البحر الأحمر، حيث تأثيره يكون محدود بسبب ضيقه وإحاطة الجبال والصحاري به من جهة الشرق والغرب، إلى جانب ارتفاع درجة حرارة مياهه، هبوب الرياح السائدة عليه من الاتجاهات الشمالية.
أمَّا البحر المتوسط فإن تأثيره أكبر من تأثير البحر الأحمر لأسباب عديدة منها: أنه أكثر اتساعاً وامتداداً وأن مياهه أقل حرارة بشكل خاص وأن الرياح السائدة عليه تأتي من الاتجاهات الشمالية والغربية، حيث أنها تصل إلى بعض المناطق الساحلية بعد أن تكون قطعت رحلة طويلة فوق مياهه، كما يكون اتجاهها متعامداً على طول بعض هذه السواحل، كما أن هذا البحر له تأثير قوي على الضغط الجوي وعلى النشاط الإعصاري الذي يسبب في حدوث أغلب الاضطرابات الجوية وهطول أغلب الأمطار في الأماكن التي تحيط به.
كما أن أثر المحيط الهندي على مناخ العالم العربي لا يكون مناسباً مع حجمه أو موقعه؛ إذ إن تأثيره يكون محصور بشكل عام في زيادة رطوبة الهواء على السواحل التي تجاوره، وفي تزويد المناطق الجنوبية والشرقية من شبه الجزيرة العربية بالهواء المداري البحري الرطب، والذي يؤدي إلى هطول الأمطار إذا ما تهيأت الظروف اللازمة لرفعة إلى أعلى، وهذا ما يحدث في العادة عند مرور المنخفضات الجوية أو حدوث عواصف رعدية.
كما أن تأثير المحيط الأطلسي على مناخ البلاد العربية بكون أكثر من تأثير المحيط الهندي؛ نظراً لأن الجزء الاستوائي منه هو فوهو الجزء والذي يشمل خليج غانة، كما أنه هو أساس الهواء المداري البحري الذي يحمل أغلب أمطار السودان والحبشة والقرن الأفريقي ومرتفعات اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية، كما أن جزءه الممتد بقرب غربي أفريقيا وجنوب غربي أوروبا هو أساس الهواء الرطب الذي يحمل أغلب الأمطار التي تهطل على المغرب العربي.
وعلى العموم فإن الآثار البحرية التي تكون ناتج لوجود المسطحات المائية، حيث أنها لا تكفي لتغيير الحقيقة الخاصة المتعلقة بالمناخ في أغلب أجزاء العالم العربي، حيث أن المناطق التي تظهر في مناخها الصفات البحرية الكاملة وأهمها انخفاض مدى الحرارة وارتفاع نسبة رطوبة في الهواء وكثرة السحب والضباب والأمطار معظمها تكون أشرطة ساحلية مختلفة في الاتساع، مثل سوريا ولبنان وشمالي فلسطين وغيرها.
وماعدا ذلك فإن كثيراً من الأماكن الساحلية لا يظهر داخلها صفات المناخ البحري باستثناء ارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء وانخفاض المدى الحراري خاصة المدى الحراري اليومي، وفي كثير من هذه الأماكن تمتد الصحاري حتى يتم وصولها إلى شاطئ البحر مباشرة، لكن نظراً لوجود بعض المظاهر البحرية في مناخ هذه الصحاري فإنها توضع ضمن نوع مناخي صحراوي يُعرف باسم (المناخ الصحراوي الساحلي أو البحري)، حيث ينطبق هذا على أغلب المناطق الساحلية داخل شبه الجزيرة العربية، وعلى شمالي مصر وليبيا وفي غربي المملكة المغربية.
بالإضافة إلى أن قارية المناخ في أغلب أجزاء العالم العربي تعود إلى موقعه الجغرافي في وسط وأكبر كتلة قارية في العالم، حيث أن موقعه بالنسبة لنطاقات الضغط الجوي الدائمة وللدورة الهوائية العامة التي ترتبط بها يعتبر سبباً من أسباب جفافه وانتشار الصحاري فيه، كما أن معظمه يقع في مجال الضغط المرتفع وراء مدار السرطان، وهنا يكون الهواء يميل دائماً للهبوط فلا يتيح الفرصة لارتفاع الهواء وتشكيل السحب الماطرة، كما أن الرياح السائدة على العالم العربي هي الرياح التجارية التي تأتي من الاتجاهات الشمالية والتي تكون في العادة جافة نتيجة قدومها من اليابس.


شارك المقالة: