ما هي نطاق الرياح التجارية للأمطار؟
نظراً لأن الأقليم التي تنتقل إليها الرياح التجارية تكون على وجه الإجمال أكثر حرارة من الأقاليم التي تخرج منها فإنها تبدو منخفضة الرطوبة نسبياً، بالرغم من أنها تكون في بعض الأحيان محملة بكميات كبيرة من بخار الماء مع ذلك فإنها إذا صادفت أرضاً جبلية وتكون مرتفعة فإن هذا البخار يتكثف ويسقط على شكل مطر يكون قوي الغزارة في أحيان كثيرة، حيث يظهر ذلك في المناطق الصحراوية التي توجد بها سلاسل جبلية أو هضاب تكون مرتفعة تقف في طريق الرياح.
قد تتساقط كمية من المطر في هذه الحالة لتكوين مجاري نهرية كبيرة أو صغيرة بحسب الكمية الساقطة، إضافةً إلى ذلك فإن الرياح التجارية تُسقط بشكلٍ رئيسي على تلك الجبال بعض الأمطار التي كانت السبب وراء إنشاء بعض الواحات حولها، فعند دراسة الأمطار في نطاق الرياح التجارية (ما عدا الأقاليم التي لها نظام موسمي)، فيجب علينا أن نميز بين السواحل الشرقية والسواحل الغربية للقارات، ثم بين كل من هذه السواحل والمناطق التي توجد في الداخل بعيداً عن البحر، وفي السواحل الشرقية تكون في أغلب الأحيان أكثر مطراً من السواحل الغربية أو المناطق الداخلية؛ لأن الرياح التجارية تأتي إليها بعد مرورها على مساحات كبيرة من المياه الدافئة.
ولذلك فإنها تكون سبباً في تساقط أمطار كثيفة طول العام تقريباً، لكنها تزداد بشكل خاص في فصل الصيف؛ وذلك لأن اليابس يكون في هذا الفصل مركزاً لضغط منخفض تندفع نحوها الرياح التجارية بقوة، كما تكون لها صفات الرياح الموسمية، أمَّا في فصل الشتاء فإنه يحدث العكس حيث تتشكل على اليابس مناطق من الضغط المرتفع فلا تستطيع الرياح التجارية أن تتأخر في داخله وتكون في أغلب الأحيان أقل الأمطار منها في فصل الصيف كلما اتجهنا باتجاه الغرب تبدأ كمية الأمطار في التناقص حتى نصل في النهاية إلى مناطق صحراوية جافة.
وهذا هو السبب في أن الصحاري المداريه في العالم أغلبها توجد في غرب القارات من أهمها الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا وتمتد إلى غرب آسيا، أيضاً صحراء كلهاري ونامبيا الموجودة في جنوب غرب أفريقيا، كما نلاحظ في جنوب أفريقيا أن الرياح التجارية تكون جنوبية شرقية تحدث طول العام على سواحلها الشرقية التي تمتد إلى الجنوب من خط الاستواء لغاية الشمال تقريباً.
