أمثال عالمية عن جرح المشاعر:
لا يوجد شخص في هذه الحياة إلا ويمرّ بالعديد من المواقف التي تسبب له الجروح والأحزان، حيث أن تلك الأحزان والجروح تبقى محفورة داخل الفرد وفي ذاكرته مهما تقدم به العمر، كما أن لجرح المشاعر التأثير السلبي الكبير على نفسية الإنسان، وقد أجرى الباحثون العديد من الأبحاث والدراسات حول مدى تأثير تعرض الشخص إلى جرح في المشاعر والأحاسيس.
وقد سميت الكلمات المؤذية التي يتلقاها الفرد بالكلمات الجارحة؛ والسبب في ذلك إلى أنها تحدث الكثير من الشروخ الحقيقية في الدماغ، مما تؤدي إلى تلف مجموعة من الخلايا الدماغية وموتها، بالإضافة إلى إحداث نوع من الخلل في التفكير؛ ولذلك يعاني الإنسان الذي يتعرض إلى الكلمات الجارحة والكلام المؤذي إلى آلام نفسية عديدة والإحباط المستمر، مما يجعله إنسان محبط وغير منتج في المجتمع، وقد ظهرت العديد من الأمثال العربية والأمثال الأجنبية التي تناولت موضوع جرح المشاعر ومدى تأثيرها على نفسية الإنسان، وفيما يلي نقدم لكم البعض من تلك الأمثال.
1. لا يشفى الإنسان بالسرعة التي يجرح بها (Man is not so soon healed as hurt):
أشار الحكماء والفلاسفة من خلال المعنى الضمني للمثل الإنجليزي أن المصائب سرعان ما تنزل بالإنسان بشكل مفاجئ، ولكن زوال آثارها يحتاج إلى وقت طويل وفترة زمنية كبيرة، كما وقد يقع خلاف بين الأشخاص بسهولة، ولكن إزالة هذا الخلاف تستغرق وقتاً وجهداً أكبر.
2. القلم يجرح غالباً أكثر من السيف (The pen, hurts more often than the sword):
يعود أصل المثل إلى دولة الدنمارك، حيث خرج به الشعب الدنماركي مخاطباً كافة الأطياف البشرية، مقدماً نصيحة جلية وحكيمة تمثلت في أنّ الكتابات والتشهير بالناس قد يكون أقوى من الضرب بالسيف والقتل، ولذلك حث المثل الدنماركي في مضمونه إلى عدم جرح مشاعر الناس وأحاسيسهم بالتشهير بهم.
3. الدمعة في العين جرح في القلب (A tear in the eye is a wound in the heart):
يعود أصل المثل إلى دولة ألمانيا، حيث خرج به الشعب الألماني مخاطباً كافة الأطياف وناهيها عن جرح قلب الآخرين ومشاعرهم، إذ يُعتبر جرح القلب من أسوأ ما قد يتعرض إليه الفرد من جروحات، فجرح القلب من الجروحات التي تأخذ فترة زمنية كبيرة حتى تجبر كسرها، كما أنها من أكثر الجروحات التي تحطم نفسية الفرد بشكل كبير ولاذع.
4. الإهانة أشد ما يجرح الإنسانية ويصيبها في مقتل، أن تهين وأن تقبل أن تهان، كلاهما في مرتبة واحدة:
أشار الحكماء والفقهاء من خلال المعنى الضمني للمثل العربي أن هناك العديد من الأشخاص الذين يتعرضون إلى الإهانة والمذلة، وهذا ما يؤثر سلبياً على نفسية الإنسان ويجرح مشاعرة، وخصوصاً إذا كانت أمام العامة، وقد أوضح المثل العربي أن القيام بإهانة الآخرين أو العكس تماماً، كلاهما يعكس الشخصية السيئة والمنبوذة بين المجتمعات.
5. ثمة أشياء تموت بسرعة مدهشة، ثمة خوف يصعب علينا أن نتآلف معه، ثمة حزن يجرح بتجدده الدائم:
أشار الفلاسفة من خلال المعنى الضمني للمثل الإنجليزي أن هناك العديد من الجروحات التي يتعرض إليها الإنسان لا يمكن له التآلف معها ولا نسيانها، ومن تلك الأشياء الخوف والحزن، فالخوف من المشاعر التي تؤثر على سلباً على وظائف الجسم، مما يجعل من العصب على الفرد أن يتخلص منها، وكذلك هو الحزن إذ يعمل شرخ في نفسية الفرد يبقى هذا الشرخ مفتوح ويصعب تسكيره.
6. الكلمة سهم يسدده العقل إلى قلوب وعقول الآخرين فتبني أو تجرح أو ترشد أو تقتل:
أشار المثل العربي في مضمونه إلى أنّ للكلمة أثر كبير في نفس الإنسان، فهي عبارة عن سهم يقوده العقل في طرق مختلفة، إما أنها تكون كلمات جيدة ترفع بالفرد وتسير به إلى الأمام، وإما تجرح وتقتل مشاعر الإنسان وتقوده إلى الإحباط واليأس.
7. هذا هو الكبرياء لا تغضب أحداً ولا تجرح أحداً، ولكن إن أغضبك أحد فأنت لا تعلم كيف تصفح عنه:
أشار الحكماء والعلماء من خلال العديد من الدراسات التي أجرها على مدى تأثير الكلام الجارح والمؤذي على نفس الفرد أن من الكبرياء أن لا يقوم الإنسان بأذية غيره وجرح أحاسيسه وعواطفه ومشاعرة.
8. بكيت الجرح والخلوة ولم أبك الألم:
أشار الحكماء من خلال المعنى الضمني للمثل العربي أن الإنسان لا يؤثر به الألم بقدر ما يؤثر به جرح مشاعره وأحاسيسه وتعرضه للمذلة والإهانة.