إنك لا تجني من الشوك العنب

اقرأ في هذا المقال


الأمثال عبارة عن جمل تتسم بالقصر والبلاغة، وهي تخلو من الحشو، أوحت وألهمت بها تجارب الحكماء والمعمرين في الحياة والعلاقات بين الناس، وهي ثمار ناضجة من ثمرات الاختبار الطويل، والرأي المحكم، وقد اشتهر عند العرب في العصر الجاهلي طائفة من أولئك الحكماء، مثل: لقمان عاد وهو غير لقمان الحكيم، المذكور في القرآن الكريم وأكثم بن صيفي وعامر بن الظرب ولبيد بن ربيعة وبعض هؤلاء يُعدون في الخطباء، وحكام المنافرات كذلك، ولا يكاد يوجد في العصر الجاهلي سيد، أو شريف، أو خطيب مشهور إلا أضيفت إليه جملة من الحكم والأمثال.

فيمَ يُضرب مثل “إنك لا تجني من الشوك العنب”؟

يُعتبر مثل “إنك لا تجني من الشوك العنب” واحدًا من أهم وأشهر الأمثال الشعبية العربية، والتي يتناقلها الناس بينهم منذ أقدم العصور، وهو يُضرب حين يرجو الإنسان المعروف والإحسان من غير أهله، أو لمن يفعل الشر، وينتظر حصاد الخير، ويُضرب كذلك فيمن يحاول أن يصلح شخصًا سيء التربية، لا نفع يجدي فيه ولا نصح، وللمثل قصة مشهورة، سأذكرها لكم فيما يلي من سطور.

قصة مثل “إنك لا تجني من الشوك العنب”:


ترجع أصول قصة مثل “إنك لا تجني من الشوك العنب” إلى زمن قديم، إذ وجد صبي أباه يغرس شجرة في البستان، وبعد فترة ليست بطويلة، طرحت الشجرة ثمارًا من العنب اللذيذ، تذوقه الصبي، وأعجب به كثيرًا، ولأنه صغير السنّ، ظنّ أنّ كل ما يزرع في أرض البستان، سيطرح عنبًا، ووجد ذات مرة شجرة من الشوك ملقاة على الطريق، فأخذها وغرسها في البستان، وانتظر أن يجني منها محصولًا من العنب، كما جنى والده من قبل، ولكنه فوجئ بعد مدة بالشوك ينتشر في أغصانها، ولم تظهر بها ثمار العنب، وهنا قال له أبوه: إنك لا تجني من الشوك العنب، فلا تنتظر الشيء من غير أصله.

العبرة من مثل “إنك لا تجني من الشوك العنب”:

المقصود بمثل “إنك لا تجني من الشوك العنب”، أن ليس كل شيء يُزرع طيبًا، فهذا الشوك مثلًا لا يُثمر إلا الشوك، والعنب لا يُثمر إلا العنب، وما زرعه المرء في حياته لا محالة سيحصده، إن هو زرع الخير فبالتأكيد سيجني خيرًا، وإن زرع الشرّ، فلن يجد إلا الشرّ، وهنا كان الأب ينصح ابنه ألا ينتظر الشيء من غير أصله، وعلمه الدرس الأول الذي يستفيد به في معاملاته مع الناس.


شارك المقالة: