يعدّ المثل تعبيراً عفويّاً عن المواقف أو الأحداث، ويتّسم بأنه موجز إلى درجة البلاغة، و هو عبارة عن خلاصة لتجارب وحكم ما سبق من أجيال، ومن أهم خصائص الأمثال البساطة في اللغة والعمق في المعاني وسهولة الكلمات، وهي تحاكي كل العقول على اختلاف أنماطهم و ثقافاتهم، كما أنها تمتاز بربط الجيل الحالي بالجيل السابق.
أمثال عربية:
لغتنا العربية غنية بالكثير من الأمثال، كما أن رفوف المكتبة العربية تعجّ بكتب الأمثال المختصة، والتي قام على تأليفها كبار علماء اللغة، كالميداني الذي ألف كتابه المشهور “مجمع الأمثال”، وفيما يلي سيتم ذكر مجموعة من الأمثال مع الدلالة عليها بإيجاز شديد:
إن الجواد عينه فراره:
“إن الجواد عينه فراره”: ومعنى الفرار بكسر الفاء: فهو أن ينظر الشخص إلى أسنان الدابة ليعرف قدر عمرها، وهو مصدر، ومن ذلك قول “الحجاج بن يوسف” فررت عن ذكاء، ويروى فراره بضم الفاء، وهو اسم منه، يُضرب المثل لمن يدل ظاهره على باطنه، فيغني عن اختباره حتى قيل إن الخبيث عينه فراره.
إن الرثيئة تفثأ الغضب:
إن الرثيئة تفثأ الغضب: والرثيئة هو اللبن الحامض المخلوط باللبن الحلو، والمقصود بالفثء التسكين، وأما حكاية المثل فقد زعموا أن أحدهم نزل ضيفًا بقوم، وكان غاضباً عليهم، وكان مع غضبه جائعاً، فسقوه الرثيئة فسكن غضبه، ومن هنا أطلقوا هذه العبارة، والتي راحت مثلاً.
إن الجبان حتفه من فوقه:
إن الجبان حتفه من فوقه: والحتف “الهلاك والموت”، ولا يُنشأ منه فعل، وخُصّ هذه الجهة “فوق”؛ لأن التحرز من الشيء النازل من السماء غير ممكن، ويُضرب المثل إشارة إلى أن الحتف إلى الجبان أسرع منه إلى الشجاع؛ لأنه يأتيه من حيث لا مدفع له، قال ابن الكلبي: إن أول من قال المثل هو “عمرو بن أمامة” في شعر له، وقد اقترب أجله، وهو قوله: لقد حسوت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مقاتل عن طـــوقه والثور يحمي أنفه بروقه”.
كأن على رؤوسهم الطير:
“كأن على رؤوسهم الطير”: هو مثل انتشر في صفة مجلس رسولنا الكريم_ صلى الله عليه وسلم _ إذ إنه كان إذا تكلم أطرق الذين يجلسون معه، وكأن الطير على رؤوسهم، والمعنى أنهم يسكنون ولا يتكلمون، والطير لا تقع إلا على ساكن، ويُضرب المثل للساكن الوادع.