الأخبار السيئة تنتقل بسرعة - Bad news travels fast

اقرأ في هذا المقال


رأي العلماء حول الأخبار السيئة:

أكّد علماء النفس من خلال العديد من الاختبارات التي أجروها أنّ تعرض الإنسان إلى سماع الأخبار السيئة تكراراً ومراراً، يعمل على تعريض الغدد الكظرية الموجودة داخل الإنسان إلى الجهد والإرهاق، وهذا ما يؤدي إلى شعور الشخص بالقلق والاكتئاب والتعب منذ الصباح الباكر، بالإضافة إلى الكثير من الأعراض التي المؤذية الأخرى التي تؤدي به.

فقد يتعرض الإنسان إلى الكثير من الآثار التي تلحق الأذى بالجسد مثل توتر العضلات والآلام والصداع ومشاكل في المعدة، كما أشار العلماء النفسيين أنّ مقدرة كل شخص على التحمل تتباين وتختلف من فرد إلى آخر، لذلك يتوجب على كل إنسان أن لا يعرض نفسه إلى الاستماع الكثير للأخبار التي لا تحمل في جعبتها سوى السوء والإحباط؛ ويرجع السبب في هذا الأمر إلى افساح المجال إلى الجهاز العصبي بالهدوء.

أطلقوا العلماء حول موضوع المثل نظرية مهمة أوجبوا باتباعها، وفيما يلي نصها (إذ شعرت بالتخدر أو الغضب أو أية أعراض أخرى للجهاز العصبي، فهذه إشارة لك للتوقف عن قراءة الأخبار السيئة أم التوقف عن الاستماع إليها)، وقد تضمنت النظرية في مفهومها نصيحة بعد الاستماع إلى الأخبار المؤذية والسيئة لما ينتج عنها من أضرار جسدية ومعنوية.

مضمون مثل “الأخبار السيئة تنتقل بسرعة”:

تناول المثل موضوع السرعة التي تنتقل فيها الأخبار السيئة، حيث أكد الباحثون أنّ الأخبار السيئة والكاذبة تشاع وتنتشر بسرعة أكبر بكثير من الأخبار الصحيحة والحقيقية، حيث قاموا بتوضيح أنّ الأشخاص هم من يقومون بنشر وإشاعة تلك الأخبار وليس روبوتات مصطنعة.

قامت مجلة (ساينس) العلمية بتناول موضوع المثل، حيث نشرت تقرير هو الأشمل على الإطلاق في هذا الموضوع، إذ قام بتناول مواضيع قاربت على حوالي 126 ألف على موقع (Twitter) منذ عام 2006 إلى عام 2017، حيث قام ما يقارب ثلاثة ملايين شخص بإعادة نشر قصص من الأخبار الكاذبة وغير الصحيحة ما يزيد عن أربع ملايين مرة.

دراسات أجريت حول مثل “الأخبار السيئة تنتقل بسرعة”:

قام العلماء والباحثون في إجراء العديد من الدراسات حول موضوع المثل، حيث قاموا بالاعتماد على ست منظّمات مستقلة؛ من أجل البحث والتحقق من صحة المعلومات التي يقوم الأشخاص بنشرها وتداولها سواء كان يتم تداولها في المجلات أو الجرائد الرسمية أو مواقع التواصل الاجتماعي، كما ذكر في أحد التقارير الذي قام بإعداده الباحثون من (معهد ماساتشوستس) للتكنولوجيا أنّ نسبة الانتشار في الأخبار السيئة تزيد ما نسبته 70% عن السرعة التي تنتشر بها الأخبار الصحيحة والحقيقية.

وحسب النتائج التي تم التوصل إليها قال الباحثون أنّ الأخبار الحقيقية تستغرق مدة أطول بما يقارب الست مرات، من أجل التمكن من التوصل إلى 1500 فرد بالمقارنة مع القصص السيئة حينما تتوصل إلى الرقم ذاته، فقامت الدراسات بالاقتصار على المواضيع وعينات صغيرة.

قام العلماء في الأبحاث بشرح وبيان أنّ الأخبار السيئة تشاع وتنتشر بسرعة أكبر حينما تُبنى على أساس (فرضية الطرافة)، وهذا السبب يعود إلى أنّ الأشخاص يقومون بمشاركة الأخبار السيئة والمغلوطة لأنّها تعمل على إثارة الاستغراب بشكل أكثر من الأخبار الصحيحة.

أشير في التقرير إلى أنّ الأخبار السيئة تحفز الأشخاص على الرد والتعبير بشتى أشكال الخوف والاشمئزاز والدهشة، بينما الأخبار الحقيقي فإنّها تعمل على إثارة مشاعر الناس من فرح وثقة وترقب فقط، فقامت الدراسات بتلخيص نتائج الدراسات في أنّ الكمية التي تحتوي على أخبار سيئة تزداد بشكل كبير عند حصول أحداث رئيسية حول العالم.

وعلى الرغم من الزيادة التي تشهدها الأخبار السيئة إلا أنّ الأشخاص الذين يقومون بترويج مثل تلك الأخبار لا يملكون أعداد كبيرة من المتابعين، حيث تبين في الأمور الواقعية أنّ مروجو الأخبار السيئة لديهم عدد متابعين أقل من الناس، فالغالبية العظمى من الأشخاص لا يرغبون في سماع الأخبار السيئة والمغلوطة التي تعمل على إرهاق جهازهم العصبي وإلحاق الأضرار الجسدية بهم.

أقوال الروائيين حول مثل “الأخبار السيئة تنتقل بسرعة”:

تناول العديد من الروائيين العالميين موضوع المثل وأطلقوا حوله الكثير من الحكم والمواعظ، ومن المشاهير الذين تداولوا المثل هو الروائي (دوغلاس آدمز) وهو من دولة بريطانيا العظمى، حيث قال حكمة المشهورة وهي (لا شيء ينتقل أسرع من الضوء سوى الأخبار السيئة فتلك لها قوانينها الخاصة)، إذ أشار الروائي البريطاني المعنى الضمني ذاته التي تطرق إليه المثل.


شارك المقالة: