الاستهزاء بالدين وأهله

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى: ﴿ وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُمۡ لَیَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَایَـٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ (٦٥) لَا تَعۡتَذِرُوا۟ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِیمَـٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَاۤىِٕفَةࣲ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَاۤىِٕفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُوا۟ مُجۡرِمِینَ (٦٦)﴾ صدق الله العظيم

سبب النزول:

أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة قال: «بينما رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في غزوته إلى تبوك إذ نظر إلى أناس بين يديه من المنافقين يقولون: أيرجو هذا الرجل أن تفتح له قصور الشام وحصونها هيهات هيهات، فأطلع الله نبيه عليه الصلاة والسلام على ذلك فقال: احبسوا على هؤلاء الركب فأتاهم فقال صلى الله تعالى عليه وسلم: قلتم كذا وكذا؟ قالوا: يا نبي الله إنما كنا نخوض ونلعب، فنزلت»

قال تعالى: (وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُمۡ)صدق الله العظيم،  لام القسم، والمعنى: والله لئن سألتهم عن استهزائهم بك يا محمد، وبكلام رب العالمين، وهم ذاهبون معك في غزوة تبوك (وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُمۡ لَیَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَایَـٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ) يعني قل ذلك: من باب التوبيخ على استهزائهم، وذلك من باب الإلزام بالحُجة عليهم، ولا تعبأ باعتذارهم الكاذب.

قال تعالى: (لَا تَعۡتَذِرُوا۟ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِیمَـٰنِكُمۡۚ)صدق الله العظيم، والمعنى: لا تشتغلوا باعتذارتكم، فإنّها معلومة الكذب، فقد ظهر منكم الكفر بإيذائكم للرسول صلى الله عليه وسلم،والطعن فيه، وهذه الآية فيها دلالة واضحة على حكم الطعن والاستهزاء به وبسنته – فالحكم جاء واضحاً، قال الرازي: إن الاستهزاء بالدين كيف كان كفرا بالله؛ وذلك لأنّ الاستهزاء يدل على الاستخفاف، والعمدة الكبرى في الإيمان تعظيم الله تعالى بأقصى الإمكان، والجمع بينهما محال.

قوله تعالى: (إِن نَّعۡفُ عَن طَاۤىِٕفَةࣲ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَاۤىِٕفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُوا۟ مُجۡرِمِینَ) صدق الله العظيم- قال أهل التفسير في قوله تعالى: ﴿نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين﴾ أي: مصرين على النفاق وهم غير التائبين أو مباشرين له وهم غير المجتنبين.

وقد عفى الله عن رجل كان اسمه (مخشي بن حمير الأشجعي) فقد أخرج ابن إسحاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن كعب بن مالك قال من خبر فيه طول: كان الذي عفي عنه (مخشي بن حمير الأشجعي) فتسمى عبد الرحمن وسأل الله تعالى أن يقتل شهيداً لا يعلم مقتله، فقتل يوم اليمامة فلم يعلم مقتله ولا قاتله ولم ير له عين ولا أثر.


شارك المقالة: