الجمال:
يُعتبر الجمال من النعم التي أنعم الله بها على البشرية، وكان قد اقترن لدى البعض بوجوب إطفاء الشكل الداخلي على الشكل الخارجي، فعلى سبيل المثال إنّ كان الشكل الخارجي جميل لكنّه يتصف بالخباثة، فحينها لا يُعد جميلاً، حيث أنّه وجب طغيان الأخلاق والفضائل على الجمال الخارجي، فهناك العديد من الأشخاص التي تعمل على التكلف واضافة الكثير من الزينة الخارجية على نفسها، وهذا ما يجعلها تبان على معدنها الأصلي في أول موقف قد يحصل معها.
تعدد التعريفات التي اندرجت تحت مفهوم الجمال، إذ تبين أنّه من الأمور المعقدة والتي لا يحددها مفهوم واحد، حيث أنّه يمكن تعريف الجمال بطريقة العامية المعروفة على أنّه ما تُشاهده العين ويرضيها، إذ لا يوجد شيء على وجه هذه الكرة الأرضية إلّا وله سمة جمالية يتصف بها.
أنواع الجمال:
انقسمت أنواع الجمال إلى قسمين، القسم الأول وهو ما يطلق عليه الجمال الطبيعي: وهو ما عُرف به الحكماء على أنّه معتقدات الشخص حول نفسه، حيث أنّ عندما يمتلك الشخص الثقة بالنفس، فإنّ ذلك ينعكس على القيمة الجمالية التي يمتلكها في الجمال الخارجي، وفي حين كان شخص غير واثق من نفسه بما يكفي فإنّ ذلك يقلل من نسبه الجمال التي يمتلكها.
القسم الثاني هو الجمال الخارجي: وهو ما قام الحكماء بتعريفه على أنّه ما يعتمد بشكل أساسي على مواكبة الموضة وتغيراتها، إذ يستمر الجمال الخارجي في تقلباته على مدار الوقت، وتختلف باختلاف آراء الناس من حوله.
مضمون مثل “الجمال بدون زينة أكثر روعة”:
تناول المثل موضوع الجمال الحقيقي الذي يمتلكه الشخص في طبيعته الفطرية الداخلية، حيث بين المثل أنّ الجمال الطبيعي يعتمد بشكل أساسي على الصفات الداخلية التي تكمن في ثقة الشخص وإيمانه بنفسه أنّه جميل، إذ لا أحد يحتاج إلى راي الآخرين حتى يشعر بأنّ مظهره الخارجي جميل.
يُعتبر المصدر الأساسي في نبوع الجمال الحقيقي هو الروح، حيث ينعكس بشكل جلي وواضح على المشاعر الشخصية، إذ يتصف الشخص الجميل بامتلاكه لابتسامة دائمة مرسومة على الملامح الخارجية، وهناك العديد من الأشخاص الذين يطلقون الجمال الحقيقي على بعض المواقف واللحظات التي يمر بها‘ فعلى سبيل المثال يطلق على العاطفة التي تربط بين المحبين والمشاعر المشتركة بين الأشخاص والتي تكون حقيقية ملامسة للقلب.
فالشخص الجميل هو من يرى كل شيء من حوله جميلاً، فلا يقوم باستغلال المواقف ويحكم من خلالها على البشر بالأشياء السلبية والسيئة، ويندرج في تقديم المساعدة إلى كافة من هم حوله، وهو من يدفع بالشخص نحو الطاقة الإيجابية التي تدفع بالفرد بإطفاء الجمال على المظهر الخارجي من خلال الابتسامة التي يرسمها دوماً على وجهه، والصدق في التعامل مع الآخرين.
كما أوضح المثل أنّ الجمال الحقيقي الذي لا يحتاج إلى تكلف وتصنع، يعمل على إظهار الفضائل والأخلاق الكريمة التي تجعل الإنسان شخص متسامح وقادر على قول الحق، فلا يسمح للكره في الطغيان على العلاقات التي يقيمها مع الآخرين، بالإضافة إلى أنّه يحفز الفرد على مواجهة الظروف الحياتية بكل حكمة وشجاعة وجدية.
فالشخص الجميل من داخله لا يعمل على استغلال الناس وجذبهم لإقامة العلاقات معهم بحسب مادياتهم، وهذا ما يجعل صاحب الروح الجميلة بالاجتهاد على نفسه، والسير بها إلى تحقيق الأحلام والطموح، ممّا يجعله مميز ومرغوب به في كافة المجالات العملية.
تنادى المثل الإنجليزي بعدم التكلف في وضع الزينة على المظهر الخارجي للظهور بشكل مختلف ولا يشبه الشكل الداخلي، والذي ينتشر بكثرة في المجتمعات، فظهور الشكل والجمال الطبيعي على الإنسان دون تصنع هو الشكل المحبوب والمراد في كافة مجالات الحياة.
وقد قدم المثل الإنجليزي نصيحة إلى الأشخاص الذي يجتهدون في تشوية مظهرهم وجمالهم الطبيعي، من أجل التوصل إلى مصالح معينة، بأن يتوجهوا نحو تصحيح أخطائهم والسير بالجمال الطبيعي دون تكليفه، وذلك عن طريق العديد من النصائح التي قدمها الحكماء والعلماء والفلاسفة وقد كان أولها، ضرورة وجود الإيجابية التي تتمثل في اقناع الذات بالأفكار الجيدة التي تعمل على طرد الأفكار السلبية من النفس البشرية، النصيحة الثانية: كانت تتمثل في ضرورة تقبل الشخص لذاته والتي تعمل على زوال الشك من تفكير الإنسان، إذ أنّه له تأثير كبير في تذكير الشخص بأخطائه وإحباطه.
النصيحة الثالثة: كانت تشير إلى ضرورة التسامح الداخلي، ويتمثل التسامح في التحرر من الغضب والخوف، وقد كانت النصيحة الرابعة تتمثل في كثرة الدعابة الابتسامة التي تقلل من الإصابة بالاضطرابات النفسية، حيث قال الحكيم والعالم (ثيت نات هانه) حكمته المشهورة حول موضوع المثل والتي تقول (أعتقد دوماً أنّ الجمال يكمن في كونك نفسك بدون ادعاء أو تزييف، لا تحتاج لأن تكون مقبولاً من الآخرين، بل تحتاج أن تتقبل نفسك كما هي).