لزوجة السوائل:
يتم تحديد مظهر السوائل حسب تأثرها بالعديد من المقاييس الفيزيائية، حيث تتضمن تلك المقاييس لون السائل ومدى لزوجته، إذ تُعتبر اللزوجة المقياس الذي يتم به قياس كمية الكثافة في السوائل، فهي تعمل أيضاً على قياس مدى مقاومة السائل إلى الانسياب، إنّ كثافة الدم أو لزوجته تحدد حسب الكيفية التي يسري بها خلال الأوعية الدموية الموجودة داخل جسم الإنسان، كما يقاس عند تدفق الدم من إصبع الفرد عند حدوث جرح به.
تم التوصل من خلال الدراسات التي أجراها العديد من الأطباء والعلماء حول لزوجة الدم وكثافته، بأنّ كثافة الدم ولزوجته تضاهي أربع مرات كثافة الماء، وذلك عندما تقاس اللزوجة للدم في درجة الحرارة الطبيعية للجسم والتي تكون 37 درجة مئوية، ومع العلم أنّ كثافة الماء لا تقل عن كثافة الدم سوى شيء بسيط، إلا أنّ الدم يكون أبطأ في الانسياب من الماء، كما أوضح العلماء إلى أنّ الدم ليس أكثر مادة في السوائل تحقق نسبة عالية في الكثافة واللزوجة، إنما يشكل العسل ودبس الذرة كثافةً أعلى من الدم.
أصل مثل “الدم أشد كثافة من الماء”:
يعود أصل المثل إلى دولة بريطانيا العظمى، حيث كان أول من أعطى فكرة المثل وقاله هو الشاعر البريطاني (جون ليدغيت)، وقد كان ذلك في أحد القصائد التي ألقاها سنة 1422م، حيث بعد ذلك تم تداول المثل بشكل واسع سنة 1670م، وقام بعد ذلك الحكماء والفلاسفة بترجمة المثل إلى كافة اللغات العالمية؛ وذلك حتى يساهموا في انتشار المثل لما يحمل في مضمونه من معاني سامية.
مضمون مثل “الدم أشد كثافة من الماء”:
تناول المثل موضوع كثافة الدم ولزوجته ومدى ترابطه، حيث أشار بها إلى مدى قوة العلاقات التي تربطها الدم، فقد أوضح أنّ العلاقة التي ترتبط بالدم هي من أقوى أنواع العلاقات على وجه الإطلاق، وذلك بغض النظر عن نوعية العلاقة سواء كانت بين الأزواج أو علاقات صداقة أو علاقات عبر العمل.
فقد ربط المثل العلاقات بالدم، وذلك لما تحمله قوة وكثافة الدم، فحين يسيل على الأرض وينساب فإنه يتجلط ومن الصعب أن يزول أثره بسهولة وبساطة، بينما الماء حين ينسكب على الأرض فإنه سرعان ما يتبخر ولا يبقى له أثر.